متابعات

المؤسسة العسكرية بالبوليساريو .. الرجل المريض

لاتزال بعض قيادات جبهة البوليساريو تخرج بين الفينة والأخرى بتصريحات مفادها استعداد الجبهة للعودة إلى حمل السلاح، وهي تصريحات أثبتت الأيام أنها معدة للاستهلاك الإعلامي وللتنويم الداخلي ولتصدير الأزمة، كلما اشتد حبل هذه الأخيرة حول عنق هذه المجموعة، والتي أصبحت تنعت من طرف أوساط عريضة من صحراويي مخيمات تندوف بالطغمة الفاسدة، خصوصا بعد انكشاف حقيقتهم وانجلاء غشاوة الدعاية الكادبة عن عيون  محتجزي المخيمات.

وقد ذهبت بعض التقارير الصحافية من داخل مخيمات البوليساريو مؤخرا إلى كون المؤسسة العسكرية أصبحت مجرد مجموعات استعراضية أصابها الوهن والترهل، مضيفة أن قيادة البوليساريو بعد سنوات طويلة من وقف إطلاق النار أحالت فيها المؤسسة إلى مجرد ديكور للاحتفالات ومحاولة تسويق الجاهزية في ظروف عصيبة تمر بها ذات المؤسسة،  وتناولت هذه التقارير الصحافية نماذج من تحول بعض العسكريين إلى مجال السياسة حتى باتوا وسطاء يتحكمون في التعيينات، ويعززون مظاهر التسيب والمتاجرة بالمساعدات وتفشي القبلية.

وأضافت ذات التقارير أن الخرجات الإعلامية لما يسمى بوزير الدفاع الصحراوي يتجاهل خلالها كون أغلب قادة ما يسمى بنواحي الجيش حاليا لم يسبق لهم المشاركة العسكرية ولو بتدريبات أو مناورات عسكرية، بل تم تعينهم وفق الاصطفافات القبلية التي يتزعمها محمد عبدالعزيز، وتابعت هذه التقارير الصحافية تسليطها الضوء على تجليات الفساد الذي يضرب الطغمة العسكرية عندما تطرقت إلى تورط عدد من العسكريين بشكل فاضح في شبكات دعم الاتجار بالمخدرات وفي قضايا الفساد والمتاجرة في معاناة صحراويي المخيمات عبر إعادة بيع مواد المساعدات الإنسانية.

وإمعانا في تكريس منطق القبلية والزبونية أفادت المصادر ذاتها أن بعض قادة » النواحي«   يحيط نفسه بلوبي من بني عمومته أو الأزلام الأوفياء لمجرد الانتفاع من “ريع الناحية “، وتحولت بعض» النواحي«  إلى محميات للبحث عن أحجار النيازك من قبل المحسوبين على قادة الجبهة، وذلك في مقابل سياسة شد الحزام، والحصار المضروب على ساكنة المحتجزين خاصة بعد تصاعد حالات التمرد والجهر بانتقاد المجموعة الفاسدة ومطالبتها بالرحيل.

وأفادت تصريحات بعض الصحراويين المطلعين على شؤون المخيمات أن ما تقوم به قيادة البوليساريو المعزولة جماهريا هو من باب الوفاء لصانعتها وحاضنتها الجزائر، التي تختلق حالات التوتر كلما تفاقمت الأوضاع بالداخل في محاولة لتصدير الأزمة للخارج وتحويل الرأي العام عنها، لذلك يضيفون فإن صنيعتها عودتنا على هاته الخرجات كلما ضاق عليها الخناق من داخل المخيمات، وكلما احست بالوحدة والوحشة بعد انكشاف أمرها دوليا، وهذا التمويه لم يعد لينطلي، يؤكد ذات الصحراويين، على ساكنة المخيمات التي أصبحت تنادي بقوة بالحرية، خاصة حرية الرأي والتنقل، وعدم التمادي في مصادرة حقوقها تحت أية ذريعة من الذرائع  الواهية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *