ثقافة وفن

باحث: زي الأعراس بدادس مستلهم من الطقوس الجنائزية للفراعنة

اعتبر الباحث في الأنثروبولوجيا إبراهيم عيناني والمهتم بالمحافظة على الثرات الأمازيغي، أن زي ”تيسليت” (العروس) وما يرافقه من طقوس في أحيدوس أو حفل الزواج الأمازيغي يجد بعض تمظهراته في طقوس الموت عند الفراعنة بمصر، وما هو إلا إعادة تجسيد التفكير الجنائزي عند الفراعنة، وجل أزياء أمازيغ دادس تأثرت بثقافة الزي اليهودي خاصة تلك التي تحمل اللون الأصفر.

واعتبر عيناني أن ثقافة اللباس الإسلامي لم يؤثر بتاتا بأنظمة اللباس الأمازيغية لأن ”الغزاة” أو ”الفاتحين” لم يحملوا إلا سيوفهم واللغة.

واعتبر المتحدث خلال الندوة المخصصة لموضوع ”الزي المحلي إرث ثقافي وأفاق التطوير” أن العروس بالمنطقة تختزل كل العصور حتى الجانب الأسطوري و الرمزي فيها.

وقال عناني خلال مداخلته التي تحمل عنوان ”البعد الأنثروبولوجي لأزياء تسليت (عروس) ندادس إن “هناك علاقة وطيدة بين الأزياء الدادسية ومراسيم الدفن عند الفراعنة، وطرق الأعراس بالمنطقة مماثلة لطرق حمل ودفن الفراعنة”.

الندوة المخصصة للبحث في الزي المحلي الأمازيغي والتي تنظم في إطار مهرجان ”تيملسا للزي التقليدي” بين 8 و10 غشت 2014، أكد فيها أستاذ الجغرفيا بكلية ابن زهر بأكادير لحسين أقيوح أن “قيمة الواحات تتمثل في ثقافتها المحلية، فعندما نتجول في الواحات المعروفة، يضيف المتحدث، نرقب مظاهر ثقافية عريقة، والتي تهتم النساء بالمحافظة عليها أكثر، غير أن كلما ارتفع المستوى التعليمي لنساء الواحات يجعل المرأة تنسلخ عن لباسها التقليدي في اتجاه تبني النموذج الليبرالي”.

الباحث مصطفى شكور الذي يعد دكتوراه بفرنسا حول الثقافة المحلية، وهو من مواليد منطقة دادس، اعتبر أن الثقافة المحلية لهذه المنطقة مهمة ولها أبعاد تاريخية وفلسفية غير أنها غير معروفة بما يكفي، حيث أن الباحثين والسكان لا يهتمون بمسألة إشعاع الثقافة المحلية على المستوى الدولي، معتبرا أن الأهم وهو أن تتجاوز الثقافة المحلية والزي المحلي مكانهما في اتجاه الانتشار العالمي.

وتحدث نفس الباحث عن أهمية الأزياء المحلية بمنطقة إملشيل لدى قبائل أيت عطّا وأيت حديدّو، مؤكدا أن زي ”أحندير” الذي يميز المنطقة بدأ في التلاشي رغم أن له دلالات تاريخية وأهمية صحية، بسبب قوة التدافع الحضاري.

زي ”أحندير” حسب شكور لم يعد يظهر إلا خلال المناسبات والأعراس، وهو اللباس الرئيس في موسم إملشيل، ويرمز لدى النساء إلى صغر السن والشباب، وله أبعاد فلسفية وثقافية هامة، مؤكدا ”أن الاهتمام بالزي المحلي مدخل للولوج إلى التنمية المحلية والدولية”.

هذا واعتبر الفاعل الجمعوي عن ”شبكة رادو” عبد الرحيم كلّو الذي تحدث عن تثمين الموارد المجالية ”أن الواحات تحمل إرثا ثقافيا وبشريا ضخما، حيث تمثل ساكنة الواحات ثلث سكان العالم، وتمثل 70 في المائة من الأراضي بالمغرب، واعتبر كلّو ”أن أهمية الواحات تتجلى في توفرها على أنظمة جد معقدة وتضم خبرات معاشة في التنمية، مضيفا أنه رغم  المشاكل الاقتصادية والتغيرات المناخية، استطاع سكّان الواحات أن يتعايشوا مع الجفاف بصفة جيدة”.

وتعتبر الواحات ومنها واحة دادس حسب كلّو خزانا لتجارب وخبرات زراعية في الأراضي القاحلة، وهو ما يستدعي أن يكون الإنسان أذكى من المستوى الطبيعي، أما المشاكل ونقط ضعف الواحات، حسبه، فتتمثل أساسا في  النمو الديمغرافي والتأثيرات المناخية، حيث تزايد سكان الواحات بنسبة 0.9 حسب إحصاء 2004، وتضاعف عدد سكانها خلال 20 سنة الماضية، وأخطر ما تعاني منه الواحات وثقافتها المحلية هو مشكل الهجرة، وأن الأخطار المحدقة بالتنمية الواحية تتطلب إدارة فعالة ومستدامة لتأهيل الرأسمال البشري الذي يضمن التنمية المستدامة، وهو الكفيل الوحيد لتنمية الواحات. حسب نفس المتحدث.

ويشار إلى أن فكرة المهرجان تتمحور حسب المنظمين الذين تحدثت إليهم ”مشاهد.أنفو” في تنظيم أيام لتعبئة الطاقات المحلية للتعريف بالموارد البشرية والمجالية، خاصة الزي التقليدي لما يكتنزه من تكثيف للتاريخ والثقافة باعتباره عنصر من عناصر حفظ الهوية والذاكرة، ومختلف تجليات التراث المادي واللامادي للمنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *