اقتصاد

وسط ارتفاع الوافدين .. السياحة تحقيق 174 مليار درهم من المداخيل

قال وزير السياحة لحسن حداد، إن قطاع السياحة الذي يشكل قاطرة حقيقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب، حقق نتائج إيجابية ومشجعة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حيث ارتفع عدد الوافدين بنسبة 8 بالمائة، وازدادت الطاقة الإيوائية بـ 30 ألف سرير، فضلا عن إحداث 50 ألف منصب شغل.

وأضاف الوزير في كلمة خلال افتتاح الدورة الـ 11 لمناظرة السياحة اليوم الاثنين، أن هذا القطاع الذي أبان عن مدى مناعته رغم الظرفية العالمية الصعبة، حقق أيضا 174 مليار درهم من المداخيل بالعملة الصعبة، ورقم معاملات يفوق 310 مليار درهم.

السياحةوتجاوز الأزمات

وبعد أن أشار إلى أن هذه الحصيلة تبين مدى قدرة هذا القطاع على تجاوز الأزمات وتذليل الصعاب، قال حداد إنه من أجل تعزيز هذه الحصيلة، فإن الحكومة تؤكد التزامها لجعل الصناعة السياحية رافعة للتنمية ومصدرا لخلق الثروة وإحداث مناصب الشغل في أوساط الشباب.

وتابع أن الحكومة سارت على نهج الدينامية التي أطلقتها رؤية 2010 التي شكلت أرٍضية وخارطة طريق لاعتماد العديد من المشاريع السياحية المهيكلة وانجازها، من خلال إطلاق، بتوجيهات ورعاية ملكية سامية رؤية 2020 التي تعد استراتيجية سياحية جديدة ومتجددة تطمح الى جعل المغرب من بين الوجهات العشرين الأولى على الصعيد العالمي، كوجهة مرجعية في مجال التنمية المستدامة في منطقة حوض البحر الابيض المتوسط. وتتبنى هذه الرؤية التي تهدف الى مضاعفة حجم القطاع على مقاربة ترتكز على توزيع عادل للثروات وتمكن من إبراز 8 مناطق سياحية توفر عروضا متنوعة ومتكاملة.

وبغية تنزيل هذه الرؤية على ارض الواقع، يضيف الوزير، تم تفصيل هذا البرنامج باعتماد مقاربة تشاركية فعالة من خلال اطلاق مجموعة من المشاورات توجت ببلورة برامج -عقود جهوية ساهم فيها كل المتدخلين والفاعلين همت حوالي ألف مشروع سياحي.

المخطط الأزرق .. عراقيل مستمرة

وتوقف الوزير عند المخطط الازرق الذي عرف مجموعة من العراقيل والاكراهات والصعوبات، مؤكدا أن الحكومة بالرغم من ذلك عازمة على إخراج ثلاث محطات سياحية مندرجة في هذا الإطار بطاقة إيوائية ملائمة ومعقولة بكل من السعيدية وليكسوس وتاغازوت على مدى السنوات الثلاث المقبلة الى جانب إعادة جدولة انجاز المحطات الاخرى او الاشطر المتبقية منها بكل من موكادور ومازاكان وواد اشبيكة قبل سنة 2020.

كما اعتبر أن توفير العرض الشاطئي يبقى “خيارا إستراتيجيا لا محيد عنه”، مؤكدا على ضرورة توفير طاقة ايوائية تبلغ أكثر من 100 ألف سرير على امتداد سواحل المملكة على مدى السنوات الخمس القادمة، وانجاز مشاريع للتنشيط والترفيه والعمل على اخراج المناطق السياحية الناشئة الى حيز الوجود والذي لا يمكن القيام به الا في إطار شراكة فعالة بين القطاعين العام والخاص.

زيادة في عدد الوافدين

ولدى استعراضه للتقدم الذي حققه القطاع على مستوى تثمين الموروث الثقافي المادي منه وغير المادي، أشار حداد إلى تسجيل زيادة في عدد الوافدين بنسبة زائد 8 في المائة في ما يخص الأسواق التقليدية وناقص 38 في المائة بالنسبة للأسواق الواعدة كروسيا ويولونيا والبرازيل والصين ما بين 2011 و2013، مما مكن من تجاوز عتبة 10 مليون سائح خلال سنة 2013 وتسجيل ارتفاع بنسبة زائد 10 في المائة ما بين 2010 و2013.

وأكد الوزير أنه كان بالإمكان تحقيق المزيد من النتائج الايجابية بالنظر للفرص السياحية المتوفرة والتي لم يتم اسغلالها بالشكل الكافي وذلك بسبب غياب عرض شاطئي ملائم وكذا محدودية الامكانيات المرصودة للترويج والسويق.

واعتبر من جهة اخرى أن التمويل البنكي أساسي بالنسبة للمشاريع السياحية، مشيرا إلى أن الحكومة بصدد وضع صندوق لضمان التمويل البنكي لهذه المشاريع وتسهيل الحصول على القروض البنكية اللازمة، ودعا في هذا الصدد الى الرفع من وتيرة الاستثمار لمواكبة المشاريع المبرمجة لتبلغ 15 مليار درهم سنويا عوض 8 ملايير درهم المسجلة حاليا.

ولم تفته الاشارة الى الدور الهام للسياحة الداخلية، مؤكدا على ضرورة بذل المزيد من الجهود لرفع مساهمتها الى 40 في المائة في افق 2020 عوض 28 في المائة حاليا.

مناظرة حول رؤية 2020

وتتوخى هذه المناظرة التي تنظمها وزارة السياحة والفدرالية الوطنية للسياحة، الوقوف على سير رؤية 2020 والإنجازات الرئيسية التي تحققت خلال الأربع سنوات الأخيرة، وكذا الحفاظ على دينامية التشاور والتقاسم وتعبئة الفاعلين حول الأهداف الاستراتيجية للقطاع.

وقد حضر الجلسة الافتتاحية للمناظرة رئيس الحكومة وعدد من الوزراء وشخصيات أجنبية رفيعة المستوى من قبيل الأمين العام للمنظمة العالمية للسياحة، إلى جانب فاعلين في القطاع مغاربة وأجانب.

وترتكز هذه المناظرة حول محورين رئيسيين يهمان “إقلاع المناطق السياحية” و”تمويل الاستثمار في قطاع السياحة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *