متابعات

الصحراء .. دقت ساعة الحسم

خلد المغرب بحر هذا الاسبوع الذكرى الـ 39 لاسترجاع الأقاليم الصحراوية التي ما فتئت تشهد مند ذلك الحين نموا مطردا على جميع المستويات انعكس بالإيجاب على ظروف عيش المواطنين الصحراويين.

أمام هذا الواقع التنموي على كل المستويات والذي لا ينكره الا جاحد أو حاسد والذي يتحمل عبأه المغاربة والمغرب انطلاقا من أحقية البلد بسائر أقاليمه وجهاته أن تستفيد من هذا المجهود التنموي وأسبقية الاقاليم الجنوبية في الاستفادة بالقسط الأوفر حتى يتسنى لها مواكبة وتيرة النمو العامة ..تأبى مجموعة الانفصال إلا أن تغني خارج السرب متجاهلة حجم الانجازات السوسيو اقتصادية فى هاته الجهة من ربوع المملكة متمسكة بخطاب عدمي عفى عنه الزمان في عالم لا يؤمن الا بالتكتلات الجيوستراتجية.

جاهلا ومتعنتا، يصر عبد العزيز المراكشى وزبانيته على إنكار الحقيقة التاريخية وعلى التطاول على الشرعية الدولية وإغفال روابط البيعة التاريخية بين أجداده وآبائه الصحراويين والعرش، وذلك خدمة لأجندة صانعيه وعرابيه الجزائريين الذين أبوا، عنادا، إلا أن يسيروا ضدا على منطق الصيرورة وعلى مصلحة الشعوب، مرجحين الحقد المجاني الدفين الذي يكنه هؤلاء للمغرب و للمغاربة، ليس إلا.

ولقد جاء الخطاب الملكي مدويا في آذان قيادة الرابوني حين أكد أن ساعة الحسم قد دقت ، وكان بمثابة صفعة أفاقت كل حالم ،يقِظ، بإطالة أمد التماطل في سبيل تحقيق أهداف منفعية شخصية ضيقة وإرضاء للأسياد الحاقدين، على حساب معاناة وبؤس وتحطيم آمال الفئات العريضة من “رهائن القضية” الذين لم يعد يسعهم السكوت، على غرار إخوتهم بباقي
الجهات بالمملكة، على وضعهم المأساوي واللا إنساني.

لقد وعي المغرر بهم قبل المحتجزين بوهم «القضية» التي حكم عليها التاريخ والمنطق بالخسارة وبأن تولد ميتة إلا أن زمرة من المنتفعين أرادوا تمديد أمدها بمختبرات الدسائس بقصر المرادية، ولم يتبق للحالمين سوى الالتطام بصخرة الواقع ليستفيقوا، فما كان لاولئك المغرر بهم و المحتجزين إلا أن يزيلوا الغشاوة عن اعينهم ليروا المزاعم الاكاذيب تتهاوى كأوراق التوت، ويتبينوا واقعهم الذي لاريب فيه وهو أنهم رهائن الابتزاز، لا يساهمون في الواقع سوى في تضخيم أرصدة المتنفعين من معاناتهم، ليس الا.

ولعل تسارع وتيرة وزخم الانتفاضات، بعد توالي فضائح فساد طغمة الرابوني التي امتهنت الارتزاق والابتزاز غير مبالية بمصائر العباد وبمصلحتهم لخير دليل على كشف حقيقتهم .

فقضية احتجاز ثم فرار محجوبة داف، أماطت اللثام ومرة أخرى عن الوجه الحقيقي لقيادة الرابوني التي تعاملت مع هذه الحالة بجبن وانتهازية أديا الى احتقان الاوضاع داخل المخيمات من خلال انتفاضة قبيلة –اركيبات لبويهات- التى تعد أحد أهم الروافد القبلية فى البناء القبلى الصحراوي سواء في مخيمات تندوف أو في العيون و السمارة .

فكيف إذا لقيادة عملت جاهدة لاستغلال حالة شابة مفعمة بالطموح والأمل والجرأة واستغلال قضيتها من أجل المقايضة والابتزاز، لولا يقظة بعض الفاعلين الدوليين الذين تصدوا لهته النوايا الخسيسة، كيف لهذه القيادة أن تدعي دون خجل دفاعها عن كرامة مصلحة قاطني المخيمات لاربعة عقود.

إن الطغمة الحاكمة فى مخيمات تندوف أصبحت بقوة الأشياء فاقدة بوصلة التحكم غير آبهة بمصير الصحراويين المحتجزين والمغرر بهم الذين يتعايشون مع قساوة الطبيعة واستبداد الحكام الجزائريين في انتظار المساعدات الغدائية والطبية الدولية التى غالبا ما يتم التلاعب بمصيرها من طرف حكام الجبهة المزعومة وسماسرتهم.

إن قليلا من الحكمة السياسية وبعد النظر يفرضان على زعماء البوليزاريو أن يتعاملوا مع الواقع السياسي بنظرة مغايرة وأن يتحرروا من الإملاءات الجزائرية إن كانوا فعلا يريدون خيرا للشعب الصحراوي الذي سئم الوعود بالتحرر والاستقلال والتي تبقى غير قابلة للتطبيق.

ولقد جاء خطاب ملك المغرب بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء بنبرة حازمة ودون مواربة، ليعلن أن المغرب لن يفرط في شبر واحد من صحرائه.

فهل سيستوعب قادة الجبهة هذه الرسالة ام سيظلون في غيهم يكابرون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *