آراء

كانبغيه وسمحت ليه

قضية خولة المراكشية التي اعتدى عليها زوجها وشوه جسدها ووجهها، أثارت الجدل عندما علم الرأي العام بقصتها وتعاطف معها ومع معاناتها واستمرت في تكريس الجدل عندما هددت بالإنتحار إن تم اعتقال زوجها رغم ما لحقها من اعتداء وتشويه لملامحها من طرف زوجها وتقرر بعد ذلك العفو والصفح عليه وتسامحه على ما فعله بها.

أمثال خولة كثر في بلدنا الحبيب لأن العنف لازال متجدرا في مجتمعنا ولازال هناك رجال يعتبرون المرأة أمة يجوز التصرف معها وفيها كما يحلو لهم ولا يؤمنون بضرورة معاملة المرأة كإنسان له من الحقوق ما يسمح لها بالعيش الكريم والإستمتاع بالحياة على غرارهم. إنها عقلية الرجل المتسلط التي لا تقبل باقتسام الحياة عندما يتعلق الأمر بعائلة يشكل إلى جانب زوجته أطرافها وعمادها وأساس وجودها واستمرارها.

خولة وقصتها ما هي إلا حالة تعكس ما تعيشه مجموعة من النساء من معاناة في صمت ويفضلن التعايش مع وضعهن والركون إلى البكاء والأنين في غرفهن في عزلة تامة عن الرأي العام مخافة تشتيت أسرهن خصوصا عندما يتعلق الأمر بوجود أطفال يخشين ضياعهم وتشردهم إن هن اخترن سبيل الطلاق للخلاص من ويلات معاملات الأزواج لهن.

عندما تقرأ وتسمع عن قصص تعنيف الأزواج لزوجاتهم تشعر بحسرة وأسى على الأسلوب الذي ينتهجه بعض الرجال لإرغام الزوجة على ما لا تريده وما لا ترتضيه ويتناسون بأن الحوار والنقاش هم أنجع السبل للوصول إلى الحل وبلوغ ما يحقق للعائلة السعادة والإستمرار.

لخولة كامل الحق في الصفح على زوجها والدفاع عليه رغم وحشية ما صدر منه في حقها، ولكن الغريب هو أن تقبل الزوجة أو أي شخص كان بمثل هذا التصرف الشنيع الذي لا يمت لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الزوج وزوجته بصلة.

وحتى وإن سمحت خولة لزوجها فالمفروض هو أن يوضع حد لمثل هذه التصرفات وأن يتمسك الحق العام بمتابعة الزوج لبشاعة ما صدر منه لأن القبول بمثل هذا العمل وربط متابعته بصفح الزوجة سيكون سابقة وحافز لمعاملات أكثر بشاعة مما لحق بخولة في المستقبل وهذا ما لا يجب السكوت عنه.

العنف مرفوض في كل الحالات ولا يجب التعامل معه بنوع من الارتجال وحصره في خانة الطابوهات التي تغرقنا في الصمت والسكوت عن ممارسات نرفضها ولا نقبلها ورغم ذلك نتعايش معها وكأنها قدر محتوم يتجاوز قدراتنا على مواجهته. العنف إذن ظاهرة تنخر علاقاتنا في صمت وتهدد استقرار أسر بأكملها وبالتالي وجب التعامل مع مثل ما وقع لخولة وأمثالها بحزم وتفادي تكراره في المستقبل.

المهم إلى كان الحب كافر ويسمح بمثل هاذ التصرفات وتشراط الوجه والجسد ويخللي بنادم اتنازل لهاذ الدرجة من الإذلال لهلا يسهل فباباه !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *