وطنيات

بوستة: هكذا تشكلت حكومة التناوب وقبل اليوسفي بقيادتها

كشف الزعيم الأسبق لحزب الاستقلال محمد بوستة أن دخول الاتحاد الاشتراكي إلى الحكومة وقيادته لحكومة التناوب جرى وفق صفقة تمت بين الملك الراحل الحسن الثاني وقادة الاتحاد وفي مقدمتهم عبد الرحمان اليوسفي، مؤكداأنه كان أحد المشاركين في هذه الصفقة.

وأوضح  بوستة في ندوة نظمها مركز طارق بن زياد مساء يوم الأربعاء 19 نونبر 2014، ونشطها الناطق باسم القصر الملكي السابق حسن أوريد، أن الاتفاق جرى على أساس إنهاء “الحكم المطلق” الذي كان يمسك بزمامه الملك الراحل، والاتفاق على المبادئ العامة التي يجب أن يتضمنها دستور 1996، من قبيل منح الحكومة صلاحيات محددة وتعيين الوزير الأول من الحزب الحاصل على المرتبة الأولى في الانتخابات.

وقال إن الاتفاق سرعان ما تحطم بمجرد إجراء الانتخابات، مشيرا إلى أن الانتخابات شهدت تزويرا من قبل وزير الداخلية آنذاك ادريس البصري، مما جعل عبد الرحمان اليوسفي وقيادة الاستقلال تستاء من هذا السلوك، وبالتالي رفضت قيادة الاستقلال والاتحاد آنذاك المشاركة في حكومة نتائج اقتراعها مزورة، مشيرا إلى أن الاستياء تعمق في قيادة الحزبين لما احتفظ الملك الراحل بإدريس البصري على رأس وزارة الداخلية رغم أن الاتفاق كان عكس ذلك.

محمد بوستةمحمد بوستة

وأشار بوستة إلى أن الملك الراحل الحسن الثاني بدأ يضغط على اليوسفي إلى أن أقنعه ونصبه على رأس الحكومة في العام 1998 بمعية الاستقلال، رغم أن الانتخابات كانت مزورة، مضيفا أن الطريقة التي كان يشتغل بها وزير الداخلية ادريس البصري أفسدت الأجواء السياسية وحالت دون تحقيق مناخ ديمقراطي حقيقي.

وكشف بوستة أن تهييئ حزب الاتحاد الاشتراكي الذي كان من أبرز المعارضين لسياسة الحكم من اليسار للمشاركة في الحكومة بدأ في العام 1990 قبل وفاة عبد الرحيم بوعبيد في لقاء جمعهم بالحسن الثاني لحسم النقاش، بعدما أعلن الاتحاديون استعدادهم للانخراط في تسيير شؤون البلاد، شريطة أن تخرج البلاد من الحكم المطلق.

وبعد أن أكد بوستة باعتباره أحد أبرز مناضلي الحركة الوطنية أن تجربة التناوب سعى لها الملك الراحل الحسن الثاني بجميع الوسائل، قال “لقد كان لي دور مهم في إقناع اليوسفي بالمشاركة، رغم ما تعرضت له قيادة الاتحاد من اضطهاد”.

وعاب بوستة على اليوسفي كونه لم يقف وقفة حازمة ولم يكن حاسما في بعض المواقف التي تؤسس للديمقراطية الحقيقة بالبلاد وتقطع مع أدوات التحكم والاستبداد.

محمد بوستةمحمد بوستة

وفي السياق ذاته أوضح محمد العربي المساري أحد القيادات التاريخية لحزب الاستقلال، أن إدريس البصري كان أحد أبرز الذين ضبطوا تجربة التناوب التوافقي حتى قبل أن تُعلن، وصبغها بأسلوب الضبط ووضع لها إطارا لا يمكن أن تتجاوزه.

وأكد الوزير السابق في حكومة اليوسفي أن تشكيلة حكومة التناوب كان يعوقها عدم الانسجام بين مكوناتها بعدما تم فرض عناصرها من فوق. واعتبرها حكومة مشتتة بسبب تحكم البصري في العملية الانتخابية، مما افرز خريطة سياسية مبلقنة.

وأكد المساري في الندوة ذاتها أن مرض الحسن الثاني في بداية التسعينات كان حافزا لتوفير ظروف سياسية جديدة مهدت لقيام تجربة التناوب التوافقي، مضيفا أن الحسن الثاني اقتنع حينها أن اليوسفي الوحيد القادر على السير بالتجربة التي يريدها مما أيقظ التطلعات المتفائلة في الصف الوطني لبناء ديمقراطية توافقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *