أقدمت فعاليات حقوقية وجمعوية وسياسية وطُلابة على تنفيذ وقفة احتجاجية، مساء الخميس 27 نونبر 2014، أمام الخيمة الكبيرة للمعرض الذي ينظمه المنتدى الدولي لحقوق الإنسان بمراكش، حيث شارك في الوقفة عشرات الغاضبين على انعقاد المؤتمر الحقوقي بالمغرب.
وقال الناشط الحقوقي عبد الحميد أمين، في تصريح لـ “مشاهد.أنفو”، إن المنتدى ينعقد بالمغرب في الوقت الذي تشهد فيه البلاد تراجعات كبيرة في مجال احترام الحريات وحقوق الإنسان، خاصة منذ شهر يوليوز الماضي، مباشرة بعد تصريح وزير الداخلية بالبرلمان واتهمامه جمعيات حقوقية بأنها تخدم مصالح أجنبية.
وأضاف أمين، أنه منذ التصريح غير المسؤول لوزير الداخلية -حسب تعبيره- تعاظمت الانتهاكات ضد الحركة الحقوقية المغربية، وخاصة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والتي قال إن أكثر من 50 نشاطا لها تم منعه، معتبرا أن الهدف من تنظيم المنتدى العالمي لحقوق الإنسان بالمغرب، هو تشويه حقيقة الوضعية الحقوقية بالمغرب، ويريد أن يعطي صورة جميلة عن احترام حقوق الإنسان بالبلاد.
من جانبها، اعتبرت الناشطة الحقوقية خديجة الرياضي أن الدعوة إلى مقاطعة أشغال المنتدى والاحتجاج على تنظميه بالمغرب، جاءت بعد الأجواء التي تم فيها الإعداد للمنتدى، من قبيل تنصل المنظمين من التزامتهم وإنعدام إشراك الجمعيات في الإعداد لأشغال المنتدى.
وأضافت الرياضي في كلمة باسم الجمعيات المقاطعة للمنتدى، أنه في الوقت الذي يتم فيه الإعداد لإحتضان منتدى حقوق الإنسان، كانت الهيئات الحقوقية بالمغرب تنتظر أن تعمل الدولة على إرسال إشارات بكونها ماضية قدما في احترام حقوق الإنسان وتعزيز الحريات، “إلا أن العكس هو ما حصل”، حسب تعبير المتحدثة ذاتها.
وأردفت ردا على من يقول بضرورة المشاركة بالمنتدى ومشاركة هموم الحقوقيين من داخله، أن ما يمكن قوله داخل المنتدى سبق للجمعيات المهتمة أن قالته في عدة تقارير، وكانت تنتظر من الدولة أن تبدي تجاوبا معه من أجل تشجيعها على حضور أشغال المنتدى، إلا أن الدولة -تضيف الرياضي- أخلت بجميع التزامتها وصعدت من حملة القمع ومصادرة الحريات.
يشار أن الوقفة الاحتجاجية التي لم يتعد زمنها نصف ساعة، لم تعرف أي تدخل أمني بالرغم من تطويق قوات التدخل السريع لمكان تواجدها، غير أن مصادرا حقوقية تحدثت عن وجود اعتقالات لنشطاء حقوقيين في مناطق أخرى بمراكش، في خظوة استباقية، لتحجيم الوقفة التي شاركت فيها العدل والإحسان والجمعية المغربية لحقوق الإنسان وتنظميات أخرى من المجتمع المدني وعائلات المعتقلين السياسيين.
وعرف المنتدى في الفترة الصباحية، وقفة احتجاجية داخل أروقته، نفذها عدد من الأطر المعطلة العليا، تضامنا مع زملائهم المعتقلين على خلفية مشاركتهم في وقفات بالعاصمة الرباط، حيث رفع المحتجون شعارات تندد بما أسموه “ممارسات الدولة المعادية لحقوق الإنسان”، مطالبين بإطلاق سراح زملائهم دون قيد أو شرط.
