مجتمع

الدعوة إلى الله أم الدعوة إلى المرشد وجماعته

في هذا المقال يرد الأستاذ ع-ك الباحث في الشؤون الإسلامية على ما ورد في كتاب “الدعوة إلى الله تعالى همّ ووعي، إرادة وسعي” لصاحبه منير الركراكي، وهو الكتاب الذي أثار ردود أفعال مستهجنة، حيث حصر فيه كاتبه الدعوة في شيخه وفي جماعته بأسلوب ماكر كذبا زورا وبهتانا.
نص المقال:

لا يخفى ما للدعوة إلى الله تعالى من أهمية وفضل واجر, ذلك إنها منهاج الأنبياء وطريق العلماء وسبيل الأولياء, فهي أمر الله تعالى القائل (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) والقائل سبحانه ومن أحسن قولا هو ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين.

وهي ما حض عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لعلي رضي الله عنه وأرضاه لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت وفي رواية خير لك من كل النعم.

والآيات والأحاديث والآثار في بيان فضل الدعوة لاتحد كثرة ولا تحصى عدا.

و قد حضى موضوع الدعوة إلى الله بالتأليف والتصنيف قديما وحديثا, غير انه ينبغي التنبيه إلى أن ليس كل من ألف في فضل الدعوة إلى الله وغنى عبارته في ذلك انه صادق في انه داع إلى الله صدقا وعدل, فكم من عالم لسان وصاحب قلم يبهرك كلامه وتدهشك عبارته ويغيرك بيانه ولكنه يؤسس لباطل وفساد ظاهره الدعوة إلى الله وباطنه الدعوة إلى الضلال والإضلال يصدق فيه قوله صلى الله عليه وسلم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم اياه فدقوه فيها.

إذ أن حقيقة الدعوة إلى الله هي ما كانت موافقة لهذي رسول الله صلى الله عليه و سلم ومنها ومتفقه مع ما عليه مع علماء الأمة من أصول وفروع, الدعوة إلى سبيل واحد هو الصراط المستقيم وهدى واحد هو هدي رسول الله الأمين, لا هدي فلان ولا منهاج فلان, فما كان موافقا ظاهرا وباطنا فمرحبا.

وفي هذا الإطار اطلعت قبل أيام على كتاب الاستاد منير ركراكي بعنوان الدعوة إلى الله هم ووعي وإرادة وسعى قبسات في الدعوة إلى الله مستقاة في دعوة عبد السلام ياسين رحمه الله فالفيته في ظاهره كتابا مجود العبارة, رصين الدلالة , قد استوعب في موضوع الدعوة وأنواعها وبيان فضلها واستفاض في ذكر مجالاتها ووسائلها وعوائقها ومن يستحق لرعاية الدعوة, غير أن هذا الظاهر قد غطى باطنا وهو قصد الإشادة بجماعة العدل و الإحسان وتلميع صورتها وصورة مرشدها, فهو يريد أن يصور أن جماعته جماعة دعوة وإصلاح, وأنها قد استوعبت جميع مجالات الدعوة وفضائلها وان برزت ونجحت في ذلك أتم نجاح بفضل ما رسمه لها مرشدها و إمامها عبد السلام ياسين.

فحق لنا أن نسال : هل كان قصد المؤلف أن يؤلف عن الدعوة إلى الله تعالى أم كان قصده الدعوة إلى جماعة العدل و الإحسان ومرشدها؟.

إن المتمعن في كتاب المؤلف وتصوره يجد الجواب واضحا جليا في انه يدعوا لجماعته ومرشدها تحت غطاء الدعوة إلى الله, من اجل دلك تراه في كل سطر يشيد بجماعته ويزورها ويقدس شيخه وكلامه ولعمري أن عدد تقوله عن عبد السلام ياسين اكتر بكثير من الآيات والأحاديث والآثار, ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ومن أجل ذلك تراه يتهجم على بيوت الله بهذا البلد الأمين ويصفها بمساجد الصرار مشيدا بجماعته التي تفتح الأبواب للدعوة إلى الله, فكان الأئمة وكل المغاربة المصلون في هده المساجد في أهل الصرار المنافقون ولم يسلم منهم إلا أهل جماعته.

فبالله كيف تكون جماعة العدل و الإحسان ومرشدها هي رائدة الدعوة إلى الله وهي التي تؤمن بالمنامات و الخرافات والخلط والخط, وتبجل من أجمعت الأمة على ضلالهم من أهل الحلول والإلحاد وهي التي تدعو لشق صف الأمة المغربية, وتدعو لشق عصا الطاعة و الخروج على ولي أمرها نهارا جهارا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *