متابعات

البام يناقش قضية الصحراء مع وفد من الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا

استقبل نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة الياس العماري، مساء يوم الأربعاء بالمقر المركزي للحزب، وفداً حزبيا رفيع المستوى من حزب المؤتمر الوطني بجنوب افريقيا، ويضم في تشكيلته رئيس لجنة العلاقات الخارجية والمستشار السابق للرئيس ليندي روفوس راديبي، والقيادية بالحزب نتومبينل بيبربيتوا مسيزا، وعضو المكتب السياسي رودي رويسديان سيتلامو روبيرتس.

وشدد الياس العماري الذي كان مرفوقا برئيس المجلس الوطني حكيم بنشماش رئيس المجلس الوطني، والنائب البرلماني رئيس لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الاسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج المهدي بنسعيد، (شدد) أمام نظرائه الجنوب افريقيين على عمق العلاقات التاريخية والثقافية والجغرافية التي تربط البلدين بحكم انتمائهما لافريقيا، التي قال عنها “ماسينيسا” أن افريقيا للأفارقة، وهو نفس الشعار الذي رفعه الراحل نيلسون مانديلا والملك محمد السادس خلال الخطاب الذي ألقاه خلال زيارته لإفريقيا السنة الماضية، “وهو ما يعني أننا شعب افريقي واحد”، يؤكد العماري.

وحين استحضاره للروابط المشتركة بين الشعبين، ذكر العماري ضيوف الحزب بمواقف المغرب تجاه الشعب الجنوب إفريقي الذي دعم ثورته بالسلاح في سبيل الحرية والعدالة والديمقراطية التي قادها الراحل نيلسون مانديلا، مؤكدا على أن حالة المد والجزر التي عرفتها الديبلوماسية الرسمية بين البلدين بسبب بعض القضايا الخلافية التي طفت إلى سطح العلاقات الرسمية بين البلدين خلال السنوات الأخيرة هي نتيجة لغياب التواصل.

أما رودي رويسديان سيتلامو روبيرتس، عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر الوطني لجنوب افريقيا، فقد أكد على أنه مهما بلغت الخلافات بين البلدين، فإن ذلك لن يمنعهم من التواجد في المغرب، وتقاسم التجارب مع حزب الأصالة والمعاصرة الذي يتبنى في أدبياته الديمقراطية الاجتماعية.

وأشار إلى أن تواجدهم في المغرب سيكون فرصة سانحة للتطرق باستفاضة مع حزب الأصالة والمعاصرة إلى جميع القضايا والمشاكل التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين وتثمينها، والتفكير بشكل جماعي في السبل الكفيلة بتذويب الخلافات كمرحلة أولى وذلك في أفق تعميق العلاقات الرسمية والشعبية. معربا عن إيمانه كون المغرب له من الإمكانات ما يجعله قادرا على العودة بقوة إلى الإتحاد الافريقي.

بدوره ثمن حكيم بنشماش هذا اللقاء الذي أبان، عن قواسم مشتركة عديدة بين حزب الأصالة والمعاصرة وحزب المؤتمر الوطني لجنوب افريقيا، مشيدا بما قدمه شعب جنوب افريقيا من تضحيات طيلة فترة نضاله من أجل التحرر والعدالة والديمقراطية، معتبرا أن الخطاب النافذ إلى قلوب الشعبين هو الخطاب الصادق الذي يكون مصدره القلب والرغبة في العمل المشترك لأن لدول افريقيا مصير مشترك كما أن تاريخهم مشترك.

أما ليندي روفوس راديبي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية والمستشار السابق للرئيس الجنوب افريقي، فقد أشاد بالتجربة المغربية والأشواط التي قطعها المغرب في مجال الحقوق والحريات، معتبرا أن وحدة الخطاب بين الحزبين هي المدخل الأساسي لكل نقاش جاد ونافذ ديبلوماسيا وجماهيريا، مبديا استعداد حزبه فتح قنوات التواصل مع حزب الأصالة والمعاصرة والاشتغال سوية من أجل بلورة تصور ديبلوماسي يكون قادرا على تصحيح سوء التفاهم بين البلدين.

هذا وقد خلص اللقاء إلى أهمية وضع برنامج عمل شامل لتعميق العلاقات بين الحزبين، سواء تعلق الأمر بتبادل الخبرات، أو بوضع ما راكمه المؤتمر الوطني الافريقي من علاقات واسعة وقوية بجنوب افريقيا من أجل تعميق التواصل بين الشعبين المغربي والجنوب افريقي.

ووقف الطرفان عند سوء الفهم الحاصل بخصوص الموقف الرسمي لجنوب افريقيا تجاه قضية الوحدة الوطنية والاستعداد لتصحيح هذه الصورة، وخلصا إلى أن الزيارة جد إيجابية لما ستفتحه من آفاق واعدة للعلاقات بين حزب الأصالة والمعاصرة والمؤتمر الوطني الافريقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *