ثقافة وفن

“ألوان الطيف” .. سلسلة وثائقية تسلط الضوء عن يهود المغرب

تبث قناة سكاي نيوز العربية، كل يوم ثلاثاء، سلسلة وثائقية جديدة بعنوان “ألوان الطيف”، والتي تهدف من خلالها القناة إلى تسليط الضوء على الأقليات في العالم العربي وإثارة مواضيع ذات صلة بالجانب التاريخي والعرقي والثقافي، محاولة إبراز أصالة وموروث الأمكنة والأزمنة المتحدث عنها.

وفي هذا الإطار ركزت حلقة السابع من أبريل الماضي عن يهود شمال إفريقيا، حيث حاول معد الحلقة “عبد الرحيم الفارسي” إبراز هوية الانسان اليهودي بين الماضي والحاضر في بعض من الدول العربية، وخصوصا بالمغرب، إذ نالت الحلقة إعجاب أساتذة باحثين في التراث اليهودي المغربي.

وحاولت الحلقة في البداية تسليط الضوء على التواجد اليهودي بمدينتي مراكش والصويرة التي يتعايش فيها الأمازيغ والعرب والبرتغاليين، وكيف استطاعت الثقافة اليهودية المزج بين ما هو ديني متعلق بالعقيدة وبين العادات الموروثة، لتنتج ثقافة يهودية متجدرة في عمق الثقافة المغربية الشعبية.

رفائيل، أحد اليهود الذين تحدث إليهم الزميل “الفارسي” أبدى استغرابا كبيرا عندما تم استفساره عن هويته، حيث صاح قائلا: “أنا يهودي مغربي، وهذا بلدي وبلد أبائي وأجدادي وبه دفنوا”، مضيفا بانزعاج “لم أتصور أبدا أن يبادر أحد ما إلى طرح هذا السؤال الغريب علي”.

الشريط الوثائقي استهل أولى لقطاته من مدينة الصويرة التي كانت على مر العصور ملتقى لأتباع الديانات المختلفة، حيث ظهر في الشريط المستشار الملكي اليهودي أندري أزولاي، والذي أبرز في كلمته تشبث يهود المغرب بهويتهم وتقاليد بلدهم العريقة، رغم أن قرابة مليون منهم يعيشون في أنحاء متفرقة من العالم.

ويقول أزولاي “أنا أحبذ لو أنهم بقوا جميعا هنا، لكنهم رحلوا دون أن يقطعوا الصلة ببلدهم الأصلي، لأنهم حملوا المغرب معهم في أفكارهم وسلوكاتهم ولغتهم وموسيقاهم وطبخهم وأدبهم، بل وحتى في طقوس العبادة بالكنيس”.

ويعود بنا صاحب الشريط إلى تاريخ وصول أولى أفواج اليهود إلى المغرب في فترة ما قبل المسيحية، لكن أبرز موجات الهجرة اليهودية إلى المغرب الأقصى، بحسب الدكتور محمد كنبيب، المتخصص في تاريخ يهود المغرب، تعود إلى القرن الخامس الميلادي بعد طرد شعب الفيزيغوث لليهود من شبه الجزيرة الإيبيرية، ثم في القرن الخامس عشر حينما طردهم الكاثوليكيون من الأندلس نحو المغرب وبلدان شمال إفريقيا الأخرى.

ويقر عدد من المتدخلين في الشريط بأن الوقت لم يعد في صالح هذه الأقلية، التي ربما ستندثر بعد وفاة من بقوا منهم في المغرب، وغالبيتهم العظمى قد تجاوزت أعمارهم الخمسين عاما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *