آخر ساعة

قضية الصحراء ، وصاية بدون وثيقة

اعتبرت الجزائر و ربيبتها جبهة البوليساريو مخطط التسوية المقترح سنة 1991غير قابل للتطبيق وهو الوتر الذي لعبت وما زالت تلعب عليه عبر إشارتها وتحميلها المغرب مسؤولية فشل التطبيق.

 

إن قيادة الانفصاليين هي في الواقع من تتحمل هاته المسؤولية عبر المحاولة الممنهجة لاقصاء بعض القبائل الصحراوية بدعوى عدم انتماءها للصحراء، وكمثال على ذلك ، مواطنين وأفراد منتمين لقبائل تكنة، أفراد من قبيلة اولاد بن سبع وهذا ما يضعنا في تناقضات أهمها أن حتى رئيس البوليساريو مغربي وأبوه كان يقاتل في صفوف جيش التحرير المغربي فكيف أمكن للوهم ان يغطي الحقيقة ؟

 

هنا تطرح أكثر من علامات استفهام من اجل فهم ما الداعي للتشكيك في صحراوية صحراويين، واذا ما ربطنا الامر باللجوء فانه يتضح لدينا كيف امكن لمجموعة من الحقوقيين ان يكونوا استرزاقيين من خلال الزبونية التي تعتري الصفة. فمن يدفع يعتبر في نظر الحقوقيين لاجئا، هؤلاء المتلاعبون بالعقول قد يجهلون وقائع الارض والميدان ولنا في معركة ام لعشار التي هاجم فيه جيش التحرير، المغربي مركزا فرنسيا دليل على وحدة المقاومة وتحرير الوطن.

 

إن توالي هجمات المقاومة المغربية في عدة نقط عجل التباعد يين القبائل الصحراوية واسبانيا التي تقربت بدورها من فرنسا لتعقد اتفاقية بين الدولتين كانت اهم نقاطها منع تسرب افراد جيش التحرير الى الصحراء، والعمل على فرض حصار اقتصادي بين الحدود والدفاع المشترك عن الصحراء عدم دمجها بالمغرب وكذا استغلال مشترك للمعادن في جنوب وشرق المغرب.

 

ان التمحيص في هاته النقاط يضعنا امام تعاون استعماري لتجزئة المملكة المغربية،ليس الا، وذلك من خلال استخدام القوة العسكرية اضف إلى ذلك الهجوم الاسباني على مقر حزب الاستقلال بمدينة العيون في فاتح سبتمر 1957 واعتقال افراد من القبائل لتكون النتيجة ثورة شعبية قادها الشيخ الاغظف ابن الشيخ ماء العينين ومن خلال هاته الثورة بدا الكفاح المسلح من ايت باعمران اعتمادا على المتطوعين لتهاجم وحدات جيش التحرير بتاريخ نونبر من 1957، مجموعة من 18 مركزا اسبانيا، هاته الهجمات وعلى الرغم من عدم توازن القوى الا ان ما ميزها هو توجيه المطالب ووحدة الاراضي المغربية. غير ان اسبانيا سعت بتاريخ 10 يناير 1958 الى اصدار قانون لانشاء اقليم اسباني صحراوي والدفع بتمثيليته في البرلمان من خلال ثلاث نواب مما يقطع الشك باليقين عدم وجود قبل، هذا التاريخ ما يسمى بارض خلاء وانما منطقة الصحراء التابعة بشكل طبيعي للمغرب وهو ما يتاكد من خلال دعوة اسبانيا المغرب لمفاوضات مباشرة لانهاء الصراع المسلح وهو ما نتج عنه اتفاقية سنترا الموقعة في 8 مارس 1958.

 

مرت السنون والسنوات والجزائر لم تتوانى على المحاولة لطمس تاريخ واقعي ثابت، بل اكثر من هذا الدفع بتمثيليات مشبوهة بمباركة منها، ولعل بوتفليقة نسي محاورته مع كسنجر 17/18/ 1975 وهي الوثيقة التي نشرها موقع ويكليكس على شاكلة مذكرة من 16 صفحة لتوثيق مجريات اللقاء المنعقد بباريس.

 

الوثيقة تطل علينا على شاكلة محاورة ويلاحظ ان الطمع والجشع هما السمتان البارزتان في اللقاء عبر تشبيه بوتفليقة الصحراء بالكويت رغم قوله ان لامشكلة للجزائر فيما سيقرره الصحراويون، وبقي دور الجزائر، منذ ذلك الوقت، حاضرا،حيث تتحكم في مواقف صنيعتها البوليساريو بتوجيه الكراكيز الذين يشكلون مايسمى ب ” القيادة” .

 

 

ان مشكل الصحراء لن يجد حلا الا عبر النقاش المسؤول والعملي بين الاطراف المعنية من جهة ومن جهة اخرى وجب ان يفهم ذوى العقول كيف يسعى العديد من الاعداء وبعض من الدول والمنظمات ممارسة دور الوصي بدون وثيقة وصاية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *