آخر ساعة

مغربية الصحراء .. التاريخ ضمان لنجاعة الديبلوماسية

علقت كثير من وسائل الاعلام على الانتكاسات المتوالية لرعاة الانفصال من قيادات الرابوني والمرادية الى الاذناب بالداخل بالقول بانتصار الديبلوماسية المغربية، في الدفاع عن الوحدة الترابية المغربية. وفي الواقع هذا الانتصار ما هو الا تحصيل حاصل حيث ان هته الديبلوماسية لم تعمل سوى على فضح تحريف الحقائق الذي ابدع فيه خصوم الوحدة وتفننوا ضمن ضرب من ضروب الجنون والخيال في محاولة طمس الحقيقة التاريخية التي تشهد بمغربية الصحراء

وتتجلى مغربية الصحراء في احجية الدلائل التي تختلف بين التاريخية والدينية والسياسية وما الى ذلك من المشارب والعلوم الانسانية ، فالروابط بين السلاطين العلويين والقبائل الصحراوية متجذرة في التاريخ ومع الاطماع الاستعمارية توطدت العلاقة بين الشمال والجنوب من خلال المقاومة ضد الاستعمار، اما من الناحية السياسية فتتجلى في رسائل السلاطين للولاة وشيوخ القبائل وعلى سبيل الذكر لا الحصر رسالة المولى عبد الحفيظ الى القائد محمد بن بلال والقائد ابراهيم بن مبارك واللذان يعتبران من رموز قبيلة ازركيين احدى كبار القبائل المتواجدة بالعيون وطانطان.

اما على الصعيد الدولي فقد ابرم المغرب اتفاقيات دولية على سيادته التامة تعلق الامر بالشمال او الجنوب ومنها الاتفاقية الموقعة سنة 1968 مع الولايات المتحدة الامريكية وكذا اتفاقية 1799 بين المغرب واسبانيا

الاتفاقيات استندت على البيعة والولاء اللذان يشكلان عاملان اساسيان في الوحدة الترابية واستقرار المغرب الذي استمده من بيعة الصحابة للرسول صلى لله عليه وسلم

ان مبايعة قبائل الصحراء للملوك العلويين هو اعتراف قطعي بمغربية الصحراء وبالمقابل فقد وجب على السلطان حماية هاته الاراضي من الاطماع الخارجية وهو ما يتاكد عبر مطالبة الحسن الثاني طيب الله ثراه باسترجاع الصحراء المغربية واعطاء انطلاقة المسيرة الخضراء لاستكمال الاستقلال التام

وعلى سبيل الذكر لا الحصر فالتاريخ يسجل مبايعة اهل توات للسلطان عبد الملك بن مولاي اسماعيل في سنة 1728، تجديد اهل الشيخ ماء العينين البيعة للسلاطين بالمغرب وكذا بيعة سكان وادي الذهب للملك الراحل الحسن الثاني في 13 غشت 1979

اما فيما يتعلق بالعلاقة بين السلاطين بالقبائل الصحراوية وشيوخها فيلاحظ وجود نوعيين من الظهائر ظهائر التوقير والاحترام وظهائر التعيين التي التزمت بها القبائل الصحراوية وقد التزم شيوخ القبائل انذاك بنشرالدين والعلم على مذهب الامام مالك شانهم في ذلك شان باقي المناطق في المغرب وهوما يجعل منطقة الصحراء عبر التاريخ تحت اشراف وسيطرة وتوجيه سلاطين المغرب وهي حقيقة اكدتها معظم الدراسات الغربية وحتى الاسباني

اما من الجانب القانوني فان توقيع المعاهدات الدولية فيما يتعلق بامور الصحراء بين المغرب والدول الاوروبية يؤكد على مغربية الصحراء، ومن الناحية الادارية فقد تم تعيين قضاة وقواد بظهائر ملكية، وحتى من وجهة نظر اقتصادية واجتماعية فان القبائل الصحراوية شاركوا من خلال الأجيال المتعاقبة في خلق تنوع اكسب المغرب تجانسا متميزا

تأسيسا على ما سبق يمكن الجزم ان قضية الصحراء المغربية تبقى حقيقة ثابتة بقوة التاريخ والقانون ولعل المناورات الهادفة الى زعزعة استقرار المغرب عبر اثارة الملف لايغدو الا ان يكون مضيعة وربحا للوقت للخصوم الراكدين وراء السراب، في المقابل الاستماتة في الدفاع عن الوطن يشكل حقيقة الحال والتشكيك في مغربية الصحراء محال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *