كواليس

نزيف “الاستقلال” و”الاتحاد” ينعش حزب “السنبلة” في ورزازات

حشد حزب الحركة الشعبية قيادييه وأعضاءه ومنخرطيه يوم السبت 23ماي 2015، لحضور المؤتمر الإقليمي بورزازات، والذي حضره العنصر بمعه محمد أوزين الوزير المقال، وكذلك الوافد الى حكومة بنكيران الثالثة خالد برجاوي الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني خلفا للوزير المقال “عبد العظيم الكروج”، إضافة إلى قياديين ووجوه بارزة في حزب السنبلة في جهة درعة تافيلالت التي تتشكل من أقاليم ورزازات وزاكورة وتنغير والراشيدية وميدلت.

ويهدف العنصر ورفاقه إلى إيصال رسالة مفادها أن الحزب بخير وعافية رغم فضائح الوزراء وإقالاتهم، فحضورهم واستئناف أنشطتهم الحزبية وتكثيف الاستعدادات للانتخابات، تعبير أو تظاهر بتماسك تنظيمي لنفي ما تتناقله وسائل الإعلام بشأن الحركة التصحيحية والخلافات الشخصية التي لا يراد لها أن تظهر للعلن والرأي العام.

غير أن ما استأثر باهتمام الرأي العام المحلي بورزازات ونواحيها، هو ما جاء في كلمة عبد الرحمان الدريسي رئيس المجلس البلدي لورزازات، الملتحق حديثا بحزب العنصر أو العائد إليه مغادرا رفاقه في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حيث وصف الوضع الحالي في الحركة الشعبية بـ “الصحوة المباركة”.

ويقصد أن الحزب كان على الصعيد المحلي ميتا أو يكاد، وبُعث من تحت الرماد نشيطا قويا، وقد اكتسب كل مظاهر القوة بسرعة غير عادية، وهو الحزب الذي لا يتوفر على أي مستشار في المجلس البلدي ولم يسجل أي أثر لأنشطته منذ سنوات خلت.

فقبل أسابيع قليلة فقط التحق بحزب الحركة الشعبية مستشارون في المجلس البدي وفي مقدمتهم الرئيس عبد الرحمان الدريسي وأعضاء اللجنة التصحيحية لحزب الاستقلال بزعامة سعيد أفروخ، الشيء الذي يصفه المتتبعون بالنزوح الجماعي أو الهجرة الحزبية الجماعية أو النزيف الذي أصاب حزبي الإستقلال والإتحاد الإشتراكي وعلى إثره (أي النزيف) ستصحو وتنمو “سنبلة” العنصر في أفق حصاد انتخابي وشيك.

أحمد موساس: الملتحقون بحزب الحركة دوافعهم انتهازية والبحث عن مواقع مريحة

لمعرفة سبب ودوافع التحاق أعضاء ومنتخبون من حزبي شباط ولشكر بحزب الحركة الشعبية بورزازت، اتصلت “مشاهد” بأحمد موساس عضو المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (2001-2007) سابقا وهو أيضا من أبرز القياديين و المناضلين الاتحاديين محليا (قبل أن يستقيل من الحزب).

وأكد موساس بأن “الملتحقين بحزب الحركة الشعبية هم بعض الأشخاص المحسوبين على حزب الاتحاد الاشتراكي في فترة معينة بالإضافة إلى سعيد أفروخ وبعض أعضاء حزب الإستقلال، ودعا إلى عدم تضخيم الموضوع أكثر مما يستحق، وما وقع هو أن الملتحقين بالحزب شكلوا مجلسا إقليميا لأول مرة، وهو ما خلف نقاشا وعدم رضى من بعض الأعضاء الحركيين القدامى الذين وجدوا أنفسهم مهددين بفقدان مواقعهم من طرف هؤلاء الوافدين الجدد، لأن التحاقهم بحزب الحركة الشعبية لاعلاقة له بالنضال إنما مرتبط بالانتهازية الانتخابية”.

وحول ما يتم ترويجه من إشاعات لدور السعيد أمسكان بصفته الرئيس المنتدب لـ “مؤسسة ورزازات الكبرى” في استقطابهم، نفى موساس صحة هذه الفرضية، وأشار أن “أفروخ فعلا له علاقة بمؤسسة ورزازات الكبرى ويشتغل معهم بشكل نشيط مستغلا خبرته الجمعوية في تنظيم المخيمات، ولكن لا أعتقد أن لهذه المؤسسة دورا معينا في هذا الاستقطاب، لأن هناك أعضاء آخرين في مؤسسة ورزازات الكبرى لاينتمون إلى حزب الحركة، ولا إلى أي حزب آخر وهم مستقلون لم ينضموا لأي حزب سياسي وأظن أنهم لا يفكرون في الإنضمام لأي حزب سياسي.”

وهؤلاء الملتحقين-يضيف موساس- هم أعضاء في الحركة الشعبية سابقا مثل أحمد لماوي رئيس جماعة أمرزكان ومجموعة من رفاقه المستشارين ورؤساء جماعات الذين كانوا سابقا في الحركة الشعبية التحقوا بحزب الإتحاد الاشتراكي لفترة معينة، والآن عادوا مرة أخرى إلى حزبهم الأول “الحركة الشعبية”.

وعن الدوافع التي جعلت هؤلاء الأعضاء يلتحقون سابقا بحزب الاتحاد الاشتراكي، اعتبر موساس أن “الدوافع تعود إلى نزاع حول المواقع في الترشيحات الانتخابية، فمثلا رئيس المجلس البلدي الحالي لورزازات في الانتخابات المحلية السابقة ترأس لائحة ووجد نفسه في نزاع مع أحد أعضاء الحركة الشعبية وهو فريد أمسكان الذي يرغب بدوره أن يرأس اللائحة، واغتنموا فرصة غياب مترشحين اتحاديين لتزعم اللائحة فالتحقوا بالحزب”.

ويضيف: “أما أحمد لماوي فكان عضوا منخرطا ومترشحا في الحزب الإشتراكي الديمقراطي وهو الحزب الذي تم إدماجه لاحقا مع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ليلتحق بذلك لماوي بحزب الوردة، رغم أنه لا يحضر الاجتماعات في مقر الحزب ولايدفع واجب الإنخراط وفي ترحاله عبر هذه الأحزاب كان يرافقه العديد من المستشارين ورؤساء الجماعات ويغيرون بدورهم لونهم السياسي”.

ويضيف أحمد موساس أنه “بالنسبة لرئيس المجلس البلدي لورزازات فقدة استغل فراغا في الاتحاد الاشتراكي بعد تقديم العديد من الأعضاء وقياديه الإستقالة وتجميد عضويتهم، ولم يجد الموقع والدعم الذي يسعى إليه في الحزب الذي التحق به حينما كان في الحكومة، وبعد خروجه للمعارضة قرر البحث عن حزب بديل ولم تكن تربطه أيه علاقة تنظيمية بالحزب، فقد كان يتغيب عن الاجتماعات، وفي فترة سابقة كان يحاول الالتحاق بحزب الاستقلال قبل أن يستغل الفرصة للالتحاق بالحركة الشعبية أخيرا.”

ورجح موساس ألا يستمر هذا التواجد في حزب السنبلة طويلا وتوقع أن تحدث انشقاقات ومغادرة بعضهم للحزب خلال الانتخابات البرلمانية أو بعدها.

سعيد أفروخ: التحقنا بالحركة الشعبية بسبب تذمرنا من الأوضاع داخل حزب الاستقلال

ولمعرفة دواعي التحاق الوافدين الجدد الى حزب العنصر بورزازات اتصلت “مشاهد” بسعيد أفروخ الكاتب الإقليمي لحزب الحركة الشعبية (حاليا)، والذي كان يشغل مهام حزبية مهمة في حزب الميزان قبل مغادرته له، استعرض سعيد أفروخ مسار نشاطهم في الحركة التصحيحية التي قادها رفقة العديد من المناضلين داخل حزب الاستقلال في ورزازات ونواحيها منذ سنة 2003، لمواجهة تراجع وتقهقر الحزب بسبب ما اعتبره أخطاء وتعنت المفتش الذي استأثر بجميع القرارات دون وضع أي اعتبار لأجهزة الحزب.

وأوضح القيادي الاستقلالي السابق “حاولنا في اللجنة التصحيحية تصحيح الأوضاع وتواصلنا مع أجهزة الحزب مركزيا وانتلقنا الى المقر المركزي بالرباط، وبعدما لم نجد آذانا صاغية واستمر الحزب في المزيد من التأزيم اضطررنا أن نبحث عن حزب نتقاسم معه نفس الهموم والأهداف، ووقع اختيارنا على الحركة الشعبية التي نعتبره حاليا له مكانة ووزن داخل الساحة السياسية في الإقليم، ونسعى لتحقيق ما نصبو إليه بتعاون مع جميع الأعضاء والمنخرطين”.

وفي شأن بعض الآراء التي قللت من عدد الوافدين القادمين من “الاستقلال” ومدى أهمية الالتحاق بحزب الحركة الشعبية، اعتبر أفروخ أن التحول لا يجب التقليل من أهميته، حيث بلغ عدد القياديين المحليين الذين غادروا حزب الاستقلال أزيد من أربعين شخصا منهم أعضاء في الشبيبة الاستقلالية والمنظمات والجمعيات الموازية إضافة إلى رؤساء ومستشاري الجماعات المحلية وبعض الفروع في الإقليم، مما أصاب حزب الاستقلال في الإقليم بشلل تام يصعب معه ايجاد مرشحين للانتخابات خاصة على مستوى بلدية ورزازات، وهذا الوضع نتحسر عليه ولم نكن نتمنى أن يصل إليه الحزب، غير أن المسؤولية يتحملها أساسا مفتش الحزب بسبب تعنته”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *