آخر ساعة

انكشاف المستور يبدد أحلام البوليساريو

مقال رأي

يعيش المتنفذون المتحكمون في شؤون جبهة البوليساريو، والذين اصطدموا مع واقع جديد أملته انتكاسات متتالية و انتفاضات شباب التغيير بمخيمات الحمادة، احتجاجا على فساد الطغمة المتحكمة في رقاب صحراويي مخيمات تندوف وعلى رأسهم الجالس الخالد الابدي على “فراش” كرسي رئاسة الجبهة محمد عبد العزيز، فقد تابع الرأي العام الانتفاضات المتكررة لساكنة المخيمات.

كما رصدت عدد من وسائل الإعلام صورا ومشاهد لعدد من تجليات الفساد والمتاجِرة في بؤس المحاصرين بالمخيمات، واستشراء مظاهر التسيب و القبلية وارتماء فئات عريضة من الشباب في أحضان المنظمات الإرهابية التي تنشط في مناطق واسعة من الساحل الإفريقي أوشبكات التهريب يشرف عليها مهربون مقربون من قيادة الرابوني بتندوف.

إن الواقع المأزوم داخل مخيمات اللاجئين الصحراوين يدعو إلى الشفقة. وما يندى له الجبين هو رؤية مصير مكون بشري بهذا الحجم له تاريخ وثرات و نخوة وكبرياء بين أيادي آثمة غير مؤتمنة على مصالحه ومستقبله, فالاستغلال والجشع والثراء الفاحش والفساد المالي و الاخلاقي أمراض أصيب بها مند اكثر من اربعة عقود قادة الرابوني على حساب بني جلدتهم الذي غرر باغلبيتهم.

بعد انكشاف فساد وزيف ادعاءات قيادة الرابوني من قبل الدول والمنظمات المانحة و الداعمة وكذا من طرف المغرر بهم من ساكنة مخيمات لحمادة التي رغم التعتيم والحصار المطبق حول وضعيتهم، فقد تمكن شباب التغيير عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من إيصال الواقع المسكوت عنه ومدى بشاعة الانتهاكات التي يرتكبها المتنفذون واذنابهم في حق اللاجئين الصحراويين بمخيمات تندوف الى الراي العام الدولي خطأه كون القضية الزائفة مجرد مسرحية تلعب جبهة المرتزقة دور المدافع عن جوعى ومقهورين و… وتلعب الجزائر دور المحتضن.

وبالرغم من كل محاولات الطغمة طمس الحقيقة وإعطاء صورة مغلوطة عما يحدث داخل المخيمات فإن الزمن كان كفيلا ان يميط اللثام عن الوجه الحقيقي “للقيادة” المهترئة بالرابوني التي تستهتر بأبسط الحقوق ووتظهر للعيان الاسترزاق  الذي تمارسه هذه العصابة التي تتاجر بمصائر المحتجزين حيث اصبح واقع جبهة البوليساريو الانتهازي النفعي القائم على التجارة بأبناء الصحراويين جليا و لم تعد الشعارات الزائفة لتنطلي على احد سواء داخل المخيمات أو الأقاليم الجنوبية أو على المستوى الدولي وصدق المثل الذي طالما اكدنا عليه في السابق والقائل إن “حبل الكذب قصير”.

على هدا الأساس وبسبب تفاقم الوضع وتأزمه شيئا فشيئا وتزايد الاحتقان الاجتماعي نتج عنه ردة فعل لم تكن في حسبان، قادة الفساد. فتعالت الصرخات المنادية بالتغيير والمطالبة برفع الحصار عنهم والمطالبة بتوفير شروط الحياة الكريمة. فتوالت الأحداث والثورات، التي فجرها شباب التغيير من الداخل لينكسر بذلك حاجز الخوف والرهبة التي خيمت على أجواء المخيمات لعقود خلت. لتتسع بذلك دائرة الأصوات المنادية بالتغيير والمعبرة عن سخط ملموس على الواقع المفروض عليهم وضرورة إيجاد بدائل لهذا القدر الغير مرغوب فيه.

فقد أصبح من المحتوم بالنسبة للمحتجزين رهائن القضية الزائفة وبنو جلدتهم الذين انكشفت الغشاوة عن أعينهم، أن يكسروا الطوق الذي ضربه عليهم سجانوهم ويخرجوا عن صمتهم ويتحرروا من خوفهم ويعملوا على   الوقوف إلى جانب شباب التغيير، الذي يمثل الأمل في خلاصهم من هذا الواقع البائس، من اجل فضح الأساليب والأوجه الأخرى للاستغلال البشع والقمع الذي يتعرضون له و اللجوء إلى كل وسائل الاتصال المتواجدة قصد إظهار ما بقي مستورا عن الطغمة المستبدة، ونشر مقالات وشهادات على الصفحات الالكترونية وحان ايضا الوقت للشيوخ والاعيان الصحراويين للقيام بواجبهم ومؤازرتهم عبر المزيد من التنديد بما يحدث لأبناء جلدتهم داخل المعتقل الكبير الذي زجت بهم فيه القيادة الفاسدة المتهالكة التي بدات يوما بعد يوم، رغم مكابرتها وتعنتها تنفلت من قبضتها حيث لم تعد تسيطر على أي شيء.

فالحياة السياسية والاقتصادية وكذلك الاجتماعية والتربوية في تفسخ وانحلال ومؤسسات الرابوني في تغييب تام والديمقراطية و الحرية الشخصية و حقوق الإنسان هي مجرد كلام في كلام. فلابد من إرادة قوية للتغلب على حالات الضعف والهوان والذل التى دأب قادة البوليساريو على زرعها في الأوساط الصحراوية قصد كبح جماح الشباب المتعطشين إلى التغيير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *