خارج الحدود

عشائر عراقية تقدم نساءها سبايا لحل نزاعاتها!

أثار قيام عشائر عراقية بتقديم عشرات من نسائها دية لحل نزاعات مع اخرى غضبا واستنكارا واسعين حيث وصف البرلمان العملية بأنها سبي للنساء، مؤكدا فتح تحقيق في الامر لمقاضاة الفاعلين .. بينما رفض الصدر هذه العمليات ودعا العشائر الى الكف عنها وتحكيم العقل والشرع في الأمر.

كشف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الاثنين عن اقتياد 50 امرأة من احدى عشائر البصرة بجنوب العراق وتقديمها لأخرى متخاصمة معها كفدية في فصل عشائري ودعا العشائر الغيورة إلى تحكيم العقل والشرع ومراجعة الحوزة الدينية في هذا الأمر.

وقال الصدر ردا على سؤال من أحد أتباعه بشأن قيام بعض العشائر في مجتمعنا بطلب مبالغ مالية عالية جدًا (فصل عشائري)، كدية لاسيما أن أرقام هذه المبالغ وصل إلى حد غير معقول يتعدى مئات الملايين من الدنانير العراقية حتى أن هناك ما يفرض من هذه المبالغ على الحوادث غير المتعمدة حيث إنها لم تقتصر على الأموال بل طرق سمعي ان هناك خمسون امرأة اقتيدت بسبب فصل عشائري.

ودعا الصدر العشائر الغيورة المسلمة الى النظر بهذا الأمر وأن تحكم العقل والشرع أكثر وأكثر.. وشدد على ضرورة أن تراجع العشائر حوزتها ومراجعها في ذلك كما عودونا على الطاعة لله ورسوله وأهل بيته.

ومن جهتها، رفضت لجنة العشائر النيابية بشدة قيام عشائر شمالي محافظة البصرة بتقديم 50 امرأة كفصل عشائري نتيجة نزاع مسلح، وأكدت عزمها التحقيق في هذه القضية ومنع تنفيذ عملية الفصل هذه.

وقال رئيس اللجنة الشيخ عبود العيساوي إن لجنة العشائر النيابية ستقدم طلبا إلى رئاسة مجلس النواب من اجل تشكيل لجنة تضمها ولجنتي حقوق الانسان والمرأة النيابيتين اضافة الى الجهات المعنية للتحقيق في الموضوع ومحاولة الحيلولة دون تنفيذ هذا الفصل العشائري.

واشار إلى أن موضوع الفصل العشائري بالنساء يمثل سبيا اجتماعيا اخر للنساء. وهذا خطر جدا ويسيء الى سمعة العشائر والقبائل العراقية التي اغلبها طورت من اعرافها وهذبتها من خلال تطبيق الشريعة ومبدأ حقوق الانسان.

وطالب العشائر المتخاصمة بالتوجه الى الحلول بالطرق السلمية المتعارف عليها عشائريا والابتعاد عن النساء كأخذ مبلغ مهر المرأة دون اخذها هي شخصيا كما معمول به في معظم العشائر، داعيا الحكومة الى اتخاذ التدابير اللازمة لمنع هذه الظاهرة.

وقال العيساوي ان لجنة العشائر النيابية ستقدم طلبا الى رئاسة مجلس النواب من اجل تشكيل لجنة تضمها ولجنتي حقوق الانسان والمرأة النيابيتين اضافة الى الجهات المعنية للتحقيق في الموضوع ومحاولة الحيلولة دون تنفيذ هذا الفصل العشائري.

وأكد أن موضوع الفصل العشائري بالنساء خطر جدا ويسيء الى سمعة العشائر والقبائل العراقية التي اغلبها طورت من اعرافها وهذبتها من خلال تطبيق الشريعة ومبدأ حقوق الانسان.

وكان مجلس أعيان محافظة البصرة اكد اليوم ان حوالي 50 امرأة بعضهن قاصرات قد تم تقديمهن دية تعويضا عن اضرار لحقت باحدى عشائر قرى شمال مدينة البصرة الجنوبية إثر خلاف مسلح بين عشيرتين أسفر عن قتلى وجرحى بينهما.

وقال المتحدث باسم المجلس الشيخ محمد الزيداوي ان 11 امرأة قدمت كفصل عشائري تعويضا بين عشيرتين متخاصمتين كما حدث فصل عشائري آخر قدمت فيه 40 امرأة أخرى كتعويض بين عشيرتين في منطقة أخرى حدث بينهما صدام مسلح، مشددا على أن هذا الفعل منافٍ للأخلاق والشرائع السماوية.

وقال “إننا نحمل رئيس الوزراء والحكومتين المركزية والمحلية، في البصرة والقيادات الأمنية مسؤولية هذا الانتهاك الصارخ في حق الإنسانية والمتمثل في جعل المرأة فداءً وثمناً”.

وكان المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني قد طالب الحكومة بموقف حازم ضد استخدام العشائر للسلاح في نزاعاتها التي قال انها تنشب حول مسائل بسيطة لكنها تؤدي الى خسائر كبيرة في الأرواح.

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد السيستاني في خطبة الجمعة بمدينة كربلاء مؤخرا ان بعض المحافظات تشهد بين الحين والاخر نزاعات عشائرية بالسلاح بالرغم من انه يمكن حلها بالتفاهم او اللجوء الى القانون.

واشار الى انه بدلا من ذلك فأن بعض هذه العشائر اخذت تلجأ الى السلاح والتقاتل الامر الذي يؤدي الى مقتل ووفاة العديد من الاشخاص الابرياء وبشكل يؤكد ضعف الوازع الاخلاقي والديني لدى من يمارسون هذه الأعمال.

وشدد على هذه العشائر بضرورة العمل على تجنب سفك الدماء داعيا الاجهزة الامنية الى موقف حاسم لردع هذه الظاهرة وحث العشائر على حل نزاعاتها بالحوار وانهاء مشاكلها سلما وبعيدا عن السلاح.

وكانت محافظة البصرة الجنوبية شهدت مؤخرا نشوب نزاع عشائري مسلح في منطقة الماجدية التابعة الى ناحية الهارثة شمال المحافظة.

وقد استخدم الطرفان المتنازعان اسلحة متوسطة وخفيفة وقذائف الهاون تسبب بقطع طريق البصرة بغداد وحرق عدد من الدور السكنية. ودعا أهالي تلك المناطق الجهات الأمنية والحكومية الى التدخل العاجل لإيقاف إطلاق النار.

وتشهد مناطق شمال البصرة وبالأخص الكرمة والقرنة والثغر بين الحين والآخر نزاعات عشائرية مسلحة لاسباب مختلفة تسفر عن مقتل وإصابة العديد من المواطنين اضافة إلى تسببها بقطع الطرق فيما يتدخل الوجهاء وشيوخ العشائر سعياً لهدنة عشائرية تجري خلالها مفاوضات لإرضاء الاطراف المتنازعة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *