آخر ساعة

الطيور تعود دائما إلى أعشاشها الأصلية

عند خروجك من وطنك تشعر أولا بفقدانه. فأنت الطائر الذي ترك عشه بعد أعوام من العيش فيه. لكنك عندما تقابل أولئك الذين تركوا من المغرر بهم أوكارهم و أعشاشهم مثلك تدرك حينها قيمة وعظمة هذا الوطن. ”إن الوطن غفور رحيم” جملة ترددت كثيرا وطويلا على لسان الملك الراحل الحسن الثاني عندما رأى جزءا من شعبه قد غرر به من طرف أعداء الوحدة الترابية لاعتبارات عديدة و أهمها الحقد التاريخي و الغيرة و الحسد…

استغل أعداء المغرب سذاجة مجموعة من الشباب الصحراوي ولعبوا بعقولهم الصغيرة وحرفوا لهم التاريخ وأوهموهم على أنهم أصحاب حق وارض ليبدأ بدلك مسلسل التقاتل والتنافر بين الإخوة والأشقاء وثم من بعد ذلك احتجاز ألاف الشباب والنساء والأطفال المغاربة فوق الأراضي الجزائرية وحرمانهم من دفئ وحنان الوطن. ليعيشوا ظروف قاهرة داخل مخيمات شبيهة بستالاكات النازية يصعب حتى على الدواب العيش فيها والتكيف معها.

وتستمر المعاناة ومعها محنة شعب مقسم كل أمله في الحياة هو جمع الشمل ولملمة الجراح. أليس الإسلام من أوصى بصلة الأرحام يا من تدعون الإيمان جهرا وأفعالكم تقول عكس ذلك؟

يا عصابة الرابوني انتم من نصبتم أنفسكم أسيادا فوق أراضي جزائرية بل وفرضتم أنفسكم على قبائل صحراوية وأضحيتم تتكلمون باسمها. فمتى فوض لكم الصحراويون هذا؟ نحن نعلم كما العالم بأسره أن قبائل الصحراء بايعت الملوك العلويين مئات السنين وفي كم من محطة.

علمكم المغرب الرماية ولما تعلمتم رميتموه بسهامكم الحقيرة وبتواطؤ خبيث مع أسيادكم الجزائريين وذمة الإنسان الصحراوي بريئة من أفعالكم الدنيئة.

السياسة لا تمارس كي تكونوا أسيادا على بني جلدتكم بل لخدمتهم. فانتم قلبتم العالم ضجيجا وصخبا وقلتم أن المغرب يعيش في أخر أيامه بل وانه حشر في الزاوية ونفر منه الجميع بل أصبحتم تنظرون لوحدكم بمعزل عن الحقل السياسي والمنطق الذي اثبت العكس وان حراككم لا يعدوا أن يكون زوبعة في فنجان، و أن سنة الحسم التي تغنيتم بها كانت نبوءة صائبة لكن حسم ”من” مع ”من” فهذا هو رقم المعادلة المفقود.

كفاكم تشريدا و عزلة للصحراويين المحتجزين كفاكم تجويعا وتنكيلا لبني جلدتكم الذين حرمتموهم من رغد الحياة وبحبوحة النعيم ولم ينج من جرافاتكم الغادرة الا من أحسنت إليه الأقدار التي اقتادت النساء والشيوخ ومعهم الأطفال وحتى الممتلكات بدون إذن مسبق أو حتى إرادة واضحة.

تبنون سعادتكم على حساب معاناة بني جلدتكم بين المشرد والمهجر والمحتجز. وبين من يحن للقاء من بعد فراق طال أمده ويرى بان سعادته مقرونة بجمع الشتات في مجتمع تمتزج فيه الثقافات لتشكل لوحة متناغمة وفسيفساء متأنق اسمه المغرب.

عندما تختار لك الحياة قدرا فذاك قدرك، لكن عندما يكون قدرك سببه الغدر و الخذلان، فهذه جريمة يا قادة الفساد و الخزي والعار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *