مجتمع | هام

اشتوكة آيت باها .. زواج يحول حياة أم وابنتها إلى جحيم لايطاق

عاشت زهرة وابنتها جميلة ذات الـ 8 أشهر جحيما لا يطاق، حيث لا أكل ولا لباس ولا شرب لمدة ناهزت سنتين من زواجها، في بلدة “ثلات نترام” بإقليم اشتوكة آيت باها. بداية آلام هاته السيدة، التي استنجدت بالقضاء لإنصافها، انطلق منذ زواجها لنحو سنتين، حيث التحقت بالبلدة المذكورة وعاشت بمعية أم زوجها ورعاة بيتها والحرص على مستقبل فلذة كبدها.

زوجها كان لا يكلمها ولا يهاتفها إلا مرات معدودات كل 3 أو 4 أشهر، بينما دأب كل يوم يحدث أمه كل يوم تقريبا، بعكس زوجته وأم ابنته، التي لايمر عليها يوم دون سماع كلام نابي يقلل من شأنها، حيث تنهر فيها أم الزوج زوجة ابنها بالقول: “لا يهمك الأمر، يكفي أن يتحدث معي أنا فقط، ماذا ينقصك؟”.

وعلى الرغم من هذا كله، صبرت زهرة، وتكبدت شقاء الزمن ومصاريفه، تعمل طيلة اليوم، لجمع مال، كانت حماتها هي من يدبره، لتشتري منه في السوق الأسبوعي ما تحتاجه من أغراض، وتخيط به ما تتزين به من فساتين وجلباب، تاركة لأم حفيدتها نقع الغبار، والاهانة والذل والمهانة.

تواصل صبر الزوجة المكلومة، بعد إنجابها لبنت سمتها جميلة، هاته الجميلة لم يكن حظها سوى حظ أمها العاثر، فلا أكل ولا شرب ولا لباس، الأم تشتغل طوال اليوم، وحصاد المال يكون من نصيب أم الزوج، أما الزوج فلا كلام له مع الزوجة.

“حينما أعود، من العمل، حوالي الساعة الخامسة مساء أجد ابنتي تبكي وتتألم، لباسها ملابس بالية وضيقة ممزقة، وحفاظاتها من أكياس البلاستيك”، بهذه العبارات، تشرح الأم زهرة المكلومة قصة معاناتها. كما أن الرضيعة لم تغتسل يوما في حياتها منذ ولادتها، فدم المشيمة ما يزال في شعرها، حتى كون طبقات فوق طبقات، ورائحة نتنة تنبعث منها، وهي ترتدي ملابس يوم ولادتها.

الزوج لم ير ابنته “جميلة” إلا مرتين طيلة الثمانية أشهر، في ميلادها، وفي شهرها الرابع، ولا يسأل عنها إن شربت أو مرضت أو كبرت، الكلام كله يكون مع والدته، هي الآمرة والناهية في كل شيء. انتقلت الأسرة من بلدة “ثلاث نترام” إلى أيت عميرة (اشتوكة أيت باها)، لتشتغل الزوجة زهرة في الضيعات الفلاحية بمبلغ يتراوح ما بين 1200 و1300 درهم كل 15 يوما.

حصاد العمل من المال يكون دائما من نصيب والدة الزوج تروي زهرة، وهي تذرف دمعا وتتحسر مما نغص عليها حياتها منذ أول يوم زواج. الأم الزهرة التي تغيرت حياتها، وصارت تخاف من مغادرة البيت بسبب كابوس ظل يطاردها ليلا ونهارا اسمه “الانتقام ممن قتلها”، والذي دفعها إلى هجران بين الزوجية الذي صار بلا معنى ولا مبنى ولا أفق، لا أكل ولا مشرب وحياة ولا عيش ولا أمل في المستقبل لبناء أسرة.، تروي زهرة في حسرة وتعسر.

وتناشد زهرة كل القوى الحقوقية والنسائية والمدنية إلى مساندتها في محنتها بغاية إنصافها من جور طالها، ونغص عليها حياتها وحياة ابنتها ذات الـ8 أشهر، حتى صار كابوس الموت يطاردها في كل لحظة وحين، خاصة وأنها تقدمت بشكوى إلى النيابة العامة لدى ابتدائية أكادير لرد الاعتبار إليها وتحريرها من قيد زواج مضن ومرعب.

تفهمت زهرة الموقف، واشتغلت مع متعاونات في مناطق حاحا لتجلب ما تسد به رمقها وتكالب به نوائب الدهر ومصائبه، وفي نفس الوقت كانت تقوم بأعمال البيت وتشغل لتؤمن قوتها وتسهر على راحة ابنته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *