آخر ساعة

حقيقة التسعة أشخاص بجبهة البوليساريو

بالعودة “لقيادة” البوليساريو نجدها لا تتجاوز تسعة أشخاص منذ بداية فكرة الانفصال ولم يزد هذا العدد حتى بعد مرور عقود من الزمن وبقي منحصرا في مصطفى السيد، ولد الشيخ بيد الله، ولد الشيخ حامد، إبراهيم غالي، محمد عبد العزيز، البشير الدخيل، صدافة ولد محمد باهية، محمد لمين أحمد، المحفوظ علي بيبا.

التسعة أفراد أعلاه احتكروا القيادة منذ أن نصبوا أنفسهم قادة و أولياء أمور على مئات الصحراويين المحتجزين بالرغم عنهم، ومن بين هؤلاء من عاد لأرض الوطن ومنهم من قضى نحبه ومنهم من يستمر في تضخيم ثروته على حساب بني جلدته سجناء الستالاك الكبير. والخطير في الأمر أنه في الوقت الذي يعيش فيه العالم زمن حقوق الإنسان وحرية الاعتقاد مازال الصحراويون داخل المخيمات يمنعون من الكلام وهنا نذكر القراء بعمليات الاعتقال الواسعة التي همت شباب التغيير بعد الخرجات الاحتجاجية الصاخبة و الدموية داخل المخيمات والتي لا يمكن لأي كان نكرانها ونذكرهم بالمقال الذي نشرته جريدة “الجزائر تايمز” الالكترونية بتاريخ 17مارس 2015 وهو مقطع فيديو ينقل حقيقة المخيمات وحقيقة البوليساريو التي تتجر في السلاح والمخدرات وحتى المساعدات الإنسانية، هاته التجاوزات وما يمكن القول عنها أنها ليست فقط جرائم عادية بل جرائم ضد البشرية.

ولنعد إلى حالة التسعة أفراد لنذكر على سبيل المثال ثلاثة حالات فقط فغالي ولد سيدي حامد ليس صحراويا وإنما موريتاني قاوم الاستعمار الفرنسي وهو المعروف باسم اجيجبة هذا المقاوم استشهد في موقعة تجكجة وهي الواقعة التي أنهت بعدها موريتانيا الاستعمار الفرنسي بعد أن ودعت ما يقارب مئتين وواحد شهيد وهو ما يتأكد علميا في كتاب ” الشيخ ماء العينين : علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الاوروبى ” لمؤلفه الشيخ الطالب أخيار ولد مامينا .

أليس كارثيا أن تستمد قيادة البوليساريو تاريخها من خلال تحريف لحقائق يعرفها الكل وتتبنى شهداء موريتانيا كونهم شهداء البوليساريو وأنهم قضوا في معارك تحريرية أليس عيبا تغيير هذه الحقائق والتقاط اسامي هنا وهناك لشهداء موريتانيا كأنهم قياديون في البوليساريو.

إن الفعل هو طبق الأصل لما وقع مؤخرا في مدينة العيون من خلال القضية المفبركة لابن تكبر الذي نسيته أمه عقدا وأربعة سنوات والآن تحاول أن تتاجر بحادث وفاة ابنها التي تبقى هي المسؤولة الاولى عنه من خلال هجرها له لسنوات.

وحتى لا نطيل ناخد المثال الثاني وهو البشير الدخيل باعتباره مهندسا ومفكرا سياسيا عرف بمواقفه الإنسانية والحقوقية النبيلة، فبعد نداء الوطن غفور رحيم وبعد ان اتضحت لعبة الجزائر وفطن إن الأمر لا يغدو ان يكون مسرحية و لعبة كراكيز يحركها جنرالات قصر المرادية التحق بالمغرب ليبدأ فعلا حقوقيا نبيلا من داخل مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد من خلال الدفاع عن محتجزي تيندوف.

ويبقى أخر مثال هو زعيم اخر ساعة محمد عبد العزيز المراكشي الذي يصارع السرطان ويتمسك بكرسي القيادة حتى في أخر مراحل عمره وصراعه مع المرض الخبيث ولا نطيل في الحديث عنه إلا من خلال ذكر مصانع برشلونة ومزارع كوبا والارغواي وتجارة الكوكايين وهو المتبجح بالأمس القريب بوطنيته وخيانة ”الصحراويين” المتشبعين بمغربيتهم وفيه يصدق قوله تعالى ” وضرب لنا مثلا ونسي خلقه ”.

 

تبقى الممارسات التي يعاني منها المحتجزين بمخيمات لحمادة و تندوف وصمة عار تجد ضالتها وأساسها في نظام الابارتايد الجديد، و الذي أصبح ظاهرة تؤشر على التطرف، لأن قيادة الانفصاليين ما تنفك تضطهد المحتجزين كونهم عبروا مرارا عن سخطهم لطول انتظار أحلامهم بالعودة إلى الوطن أو مطالبتهم بحرياتهم وحقوقهم على غرار باقي بشر الدنيا، وما يزال زعيم عصابة الرابوني يعتقد أن الصحراء المغربية أداة لإضفاء الشرعية على مطالب تقادمت منذ سقوط الاتحاد السوفياتي سنة 1989، حيث تغيرت العقلية الدولية والإيديولوجية واستبدلت بسياسة واقعية لم تعد تركز على الأوهام، و لم تعد تضفي الشرعية على النظام الجزائري وعسكرته، ومشروعية ارتباطه بفكرة الانفصال وبالتالي التخطيط للتشويش على المغرب البلد الذي يلعب دورا جيوستراتيجيا مهما على المستوى العربي والإفريقي والدولي وذلك بشهادة كبار هذا العالم.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *