آخر ساعة

شعارات مؤتمرات البوليساريو .. من “بالبندقية ننال الحرية” إلى “الدولة المستقلة هي الحل”

على امتداد 13 مؤتمرا عقدتها جبهة البوليساريو لم تكن الشعارات المرفوعة خلال كل مؤتمر سوى حبات للتنويم ومهدئات لتسكين آلام ساكنة المخيمات، فقد ظلت هذه المؤتمرات وسيلة للاستهلاك الإعلامي بمخيمات تندوف أوأمام الدول والمؤسسات المحتضنة والمانحة، كما تعتبر هذه المناسبات الدورية مناسبة للقيادة المتنفذة داخل جبهة البوليساريو لتكريس الهيمنة والسيطرة على رقاب صحراويي المخيمات، وتعبر الشعارات المرفوعة الخاصة بكل محطة لهذه المؤتمرات مناسبة للدلالة على الانخراط الفاضح في سياسة الهروب إلى الأمام، عبر ربح الوقت للإبقاء على الوضع على ماهو عليه خدمة لأجندة القيادة ولأجندات خارجية مرتبطة أساسا بممارسات جزائرية تجاه المغرب. فالمؤتمر الأول اختير له شعار : “بالبندقية ننال الحرية“، أما المؤتمر الثاني فحمل شعار:”حرب التحرير تضمنها الجماهير“، في حين أن المؤتمر الثالث رفع شعار : “لا استقرار و لا سلام قبل العودة والاستقلال التام“، والمؤتمر الرابع : “كفاح مستمر لفرض الاستقلال الوطني والسلم“، أما المؤتمر الخامس فقد اختير له شعار: “كل الوطن او الشهادة“، ونفس الشيء بالنسبة اللمؤتمر السادس. ..أما المؤتمر السابع فقد رفع شعار:”كفاح والتحام من اجل الاستقلال الوطني والسلام“، والمؤتمر الثامن: “تجنيد كل الطاقات الوطنية لربح المعركة المصيرية“..في حين اختار المؤتمر التاسع شعار: “الاستقلال الاستقلال سلما او بالقتال”، أما المؤتمر العاشر فقد حمل شعار : “كفاح والتحام لفرض الاستقلال الوطني والسلام” ، والمؤتمر الحادي عشر: “كفاح والتحام لنيل الاستقلال والسلام“..والمؤتمر الثاني عشر: “كفاح شامل لفرض السيادة والاستقلال الكامل“.

أما المؤتمر الثالث عشر الأخير فقد اختير له شعار : الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل“ في حين تم اختيار شعار ” قوة، تصميم وإرادة لفرض الاستقلال والسيادة ” للمؤتمر الرابع عشر الذي سينعقد قريبا.

لقد أبانت هذه الشعارات على امتداد أزيد من ثلاثة عقود عن كون القيادة المتنفذة للبوليساريو مجرد أداة في يد الجزائر، كما أنها تكرس اختيار النظام الجزائري المتمثل في معاكسة الوحدة الترابية للمغرب، لتتحول هذه الشعارات إلى ظاهرة صوتية وكلام أجوف وليس واقعا ملموسا، فهي تبرز بالملموس عجز القيادة وانسداد الأفق أمامها.

يقول أحد المتتبعين للشأن الصحراوي إنه وبالرغم ما قد توحي به هذه الشعارات من نزوع تحرري، فإن ذلك لا يعدو أن يكون في الواقع سوى غطاء يعكس مدى تشبت القيادة الفاسدة المتسلطة بريع “قضية الابتزاز والتسول” الى حين، ايمانا منها ان هذه “القضية” ستقبر لامحالة في سلة مهملات التاريخ،وما هي الا مسالة وقت، ليس الا، ووجب اذا حصد ما يمكن حصده بالسرعة اللازمة وتحويل الأنظار عن المعاناة والواقع الماساوي واللاانساني للمحتجزين عبر شعارات وحماسة زائفة، لا يرددها سوى كراكيز وإسكات الاصوات المناهضة، المطالِبة بالرحيل والمساءلة للطغمة التي اصبح فسادها ظاهر للعيان التي زالت عنها الغشاوة، واصبح السؤال الذي يؤرقها هو شرعية هؤلاء المتحكمين بقبضة من حديد في مصائرهم، غير عابئين بماساتهم .

وأضاف أن جبهة البوليساريو الانفصالية ومنذ تاسيسها لم تحض يوما بأي شرعية مهما كان نوعها كممثل ” للصحراويين” حيث ان نفس الوجوه التي نصبت نفسها وصية بالوكالة من قصر المرادية، بقيت منذ عقود، جاثمة على انفاس ساكنة “الستالاك الكبير”   متحكمة في   مصيرها . وما “المؤتمرات” سوى مسرحية   بنفس الممثلين و “الكومبارسات” يعاد حبكها واخراجها بصيغة لا تختلف عن سابقاتها الا بقليل، واقع تؤكده المعطيات على أرض الواقع. فالاستنزاف البشري وصل أبعد مداه، حيث أفواج الصحراويين تفد كل يوم لتعانق الوطن هاربة من جحيم سجن لحمادة، في احتقار صارخ لحقوق الانسان و للشرعية الدولية .

وأبرز المتحدث أن الأطروحة الانفصالية تعيش أيامها الأخيرة، و لا يمكن إنقادها من موتها المحقق، و هو موت منطقي بعد الانفضاح الذي أخذ يتعمق أكثر و الحقائق الصادمة، التي بدأت تتسرب رغما عن الآلة القمعية الجزائرية ،من اغتناء لا مشروع لرموز عصابة الرابوني، على حساب المحتجزين الصحراويين و ذلك عبر المتاجرة في المساعدات المقدمة للسكان من طرف ما تبقى من المنظمات المانحة،و تورط البوليساريو في علاقات مشبوهة مع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي؛ بل و المساهمة الفعلية في الأعمال الإرهابية التي هزت تونس و ليبيا و مالي و باقي دول الجوار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *