متابعات | هام

منظمات دولية: سكان مخيمات تندوف سجناء بدون وضع قانوني

شهدت أشغال اللجنة الرابعة للأمم المتحدة، المنعقدة مؤخرا، إثارة العشرات من ممثلي الدول الاعضاء والمنظمات غير الحكومية والمدافعين عن حقوق الإنسان انتباه المنتظم الأممي إلى المعاناة الرهيبة التي يرزح تحتها الصحراويون المحتجزون ضدا على إرادتهم بمخيمات تندوف، جنوب غرب الجزائر، منذ نحو أربعة عقود، كما تطرق المتدخلون إلى الانتهاكات التي يتعرض لها السكان المحتجزون من قبل سجاني وجلادي البوليساريو.

فقد أبرزت ستاسي بيرسون، رئيسة المنظمة غير الحكومية الدولية «بروتيكتيد فيوتشير»، صورا من “الفظائع” التي ترتكب في هذه المخيمات، حيث “يتم قتل المدنيين، وخطف كل المنددين بالأوضاع وتعذيبهم وقتلهم، واغتصاب الفتيات وبيعهن، علاوة على تجنيد الشباب في صفوف الجماعات الإرهابية”.

وأضافت بيرسون إن سكان المخيمات لا يمكن اعتبارهم لاجئين، بل هم بالفعل “سجناء بدون وضع قانوني”، مضيفة أن تسميتهم باللاجئين “هي إهانة لجميع اللاجئين الذين يوجدون بشكل شرعي في أي مكان آخر”.

وفي سياق متصل أكدت كارول إيدس، عن المنظمة غير الحكومية “كابيتول هيل براير بارتنرز” إلى أن الوضع اللاإنساني للمحتجزين يشكل مصدر “قلق عميق، ليس فقط حول مصير الصحراويين، ولكن لأن هذا الوضع ستكون له تداعيات على المنطقة بأسرها “.

كما ساءلت دونا سامس، عن “أنتيوك كاميونيتي تشورتش”، الأمم المتحدة عن وضعية الأطفال، الضحية الأولى للمأزق الذي بلغته المفاوضات من أجل التوصل إلى تسوية سياسية لنزاع الصحراء، بسبب تعنت البوليساريو والجزائر.

وقالت إن “الأطفال يكبرون دون تعليم، وهذا الأمر سيقضي على مستقبلهم”، مؤكدة أن هذه الوضعية تتحمل مسؤوليتها البوليساريو “التي تريد فرض وجهة نظرها دون أي توافق، مهددة بذلك مستقبل هؤلاء الأطفال “.

من جهته أكد سيدي المختار الكنتاوي، عضو الجمعية المغربية لتنمية وادي الذهب-لكويرة، أن الأمر لا يتعلق ب”لاجئين”، ولكن ب”أشخاص محتجزين وسجناء بدون وضع قانوني” في هذه المخيمات، والذين ليس لهم الحق في العمل أو التنقل بحرية، والذين، إلى حدود الساعة، لم يتم تسجيلهم أو إحصاؤهم، كما طالبت بذلك المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

وانتقد الكنتاوي استراتيجية منع العمل في المخيمات لجعل الغالبية العظمى من سكان المخيمات تعتمد على المساعدات الإنسانية الدولية، وتظل تحت رحمة البوليساريو، التي تستفيد من هذا الوضع وتعتبره سلاحا لمعاقبة معارضيها”.

وقال مانويل فيدال، الذي يتابع الوضع في الصحراء منذ 40 سنة، كصحفي وطبيب، إن الطابع الشمولي والاستبدادي لجبهة البوليساريو يسمح للأقلية بالعيش في بذخ، بينما تعيش غالبية سكان المخيمات في القمع وسوء التغذية والهشاشة الاقتصادية.

وتعكس هذه الشهادات الوضع الإنساني المأزوم الذي يعيشه سكان مخيمات تندوف، والذي حولتهم جبهة البوليساريو إلى أداة للتسول الدولي وجلب المساعدات التي يتم تحويل أجزاء منها لتذهب إلى جيوب متنفذي الجبهة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *