خارج الحدود | هام

السياحة في مصر ستلفظ أنفاسها الأخيرة إذا صحت رواية “داعش”

تلقت السياحة في مصر ضربة جديدة مع ترجيح بريطانيا والولايات المتحدة فرضية انفجار قنبلة أدت إلى سقوط الطائرة الروسية بعيد إقلاعها من منتجع شرم الشيخ السياحي الشهير السبت الماضي.

الفرع المصري لتنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش) والذي يطلق على نفسه اسم “ولاية سيناء” وينشط في شمال سيناء(شمال شرق) حيث عثر على حطام الطائرة، كان قد أعلن مسؤوليته عن إسقاط الطائرة السبت من دون أن يوضح كيف قام بذلك.

وفي حالة ثبوت صحة رواية التنظيم الجهادي فإن قطاع السياحة وهو أحد أهم مصادر الدخل المصري قد يحتضر.

ثم عاد وقال في تسجيل صوتي الأربعاء 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 أنه سيوضح “آلية” إسقاطها “في الوقت الذي يريده”.

 

قنبلة على متن الطائرة

 

بريطانيا والولايات المتحدة أعلنتا مساء الأربعاء أنهما ترجحان أن قنبلة وضعت على متن الطائرة قبل إقلاعها من شرم الشيخ هي السبب في تحطمها ومقتل 224 شخصاً كانوا على متنها معظمهم من السياح الروس الذين كانوا في طريق عودتهم إلى سان بطرسبورع.

ويحذر الخبراء من مخاطر جدية على قطاع مهم من قطاعات الاقتصاد المصري وأحد الموارد الرئيسية للعملات الأجنبية في البلاد.

فواز جرجس الأستاذ في سكول أوف إيكونوميكس لندن قال “إن ما حدث يمكن أن يشكل ضربة قوية لصناعة السياحة في مصر التي عانت سابقاً بشدة بسبب الاضطرابات السياسية في البلاد خلال السنوات الأخيرة”.

 

هل سيذهبون لشرم الشيخ؟

 

وانضمت لوفتهانزا الألمانية الخميس 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 إلى الشركات البريطانية والأيرلندية التي أعلنت تعليق رحلاتها من وإلى شرم الشيخ، وقررت لوفتهانزا وإير فرانس الفرنسية السبت وقف تحليقهما فوق شمال سيناء حتى إشعار آخر بداعي “السلامة”.

عملت مصر دوماً على تسويق منتجعي الغردقة وشرم الشيخ باعتبارهما جوهرتي السياحة فيها وهما منتجعان يشتهران بشواطئهما الجميلة ويجتذبان خصوصاً هواة الغطس.
وكانت كارثة الطائرة الروسية السبت الأخيرة في سلسلة من الأحداث التي هزت الثقة الدولية في الأمان الذي توفره مصر للسياح.

ففي سبتمبر/ أيلول الماضي، قتل 8 سياح مكسيكيين بالخطأ من قبل قوات الأمن المصرية في الصحراء الغربية لمصر.

وفي أغسطس/ آب أعلن الفرع المصري لتنظيم القاعدة إعدام مواطن كرواتي تم خطفه بالقرب من القاهرة.

وجاءت الواقعتان بعد بضعة شهور من إحباط الشرطة محاولة اعتداء بقنبلة بالقرب من معبد الكرنك في مدينة الأقصر السياحية.

ويقول مسؤولو شركات السياحة إن كارثة الطائرة الروسية يمكن أن تكون الضربة الكبرى للسياحة حتى الآن.

وقال حمادة ناجي وهو منسق رحلات سياحية في الغردقة إن “السياحة في مصر ببساطة ستموت في حال ثبت أن عملية إرهابية وراء إسقاط الطائرة”.

ويقول الخبراء إن انتشار حطام الطائرة وأشلاء الضحايا على مساحة واسعة في صحراء سيناء يعني أن الطائرة انشطرت في الجو.

 

تأثير على المدى الطويل

 

جاك بيتر وهو مدير فنادق سافوي في شرم الشيخ قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن “الضرر وقع بالفعل وحتى لو تبين في نهاية المطاف أن سقوط الطائرة كان نتيجة خطأ ملاحي أو مشكلة تقنية، فالناس اقتنعت بالفعل أنها قنبلة” تسببت في تحطمها.

وأضاف “ليس هناك إلغاء لحجوزات حتى الآن ولكننا قلقون على المدى المتوسط والطويل، فالحجوزات التي عادة ما تبدأ في هذا الوقت من العام في الصعود مع اقتراب عطلات عيد الميلاد ورأس السنة، مازالت على حالها ولم تشهد أي زيادة”.

وتشكل السياحة عادة 12% من إجمالي الدخل القومي لمصر و15% من مواردها من العملات الأجنبية.

ولكن هذه الصناعة تراجعت منذ ثورة 25 يناير / كانون الثاني 2011 التي أسقطت حسني مبارك وأعقبتها ثلاث سنوات من الاضطرابات السياسية والأمنية مع تصاعد هجمات الجهاديين خصوصاً في شمال سيناء.

 

صدمة في روسيا

 

وأضر عدم الاستقرار السياسي باقتصاد مصر وأدى إلى انهيار احتياطياتها النقدية بالدولار.

وقالت شركات سياحية في روسيا السبت إن المبيعات انخفضت بنسبة تتراوح بين 30% و50% في “رد فعل الصدمة” الذي أعقب تحطم الطائرة، بحسب وكالة إنترفاكس الروسية نقلاً عن مسؤول في قطاع السياحة.

وقال يوري بارزيكين نائب رئيس اتحاد صناعة السياحة الروسي “كانت هناك إلغاءات في الأيام الأولى (بعد الكارثة) ولكنها ليست إلغاءات كثيرة”.

غير أنه أضاف “إذا تأكدت فرضية العمل الإرهابي فإن ذلك سيثير المزيد من المخاوف”.

وأوضح أن خمس السياح الروس الذي يسافرون إلى الخارج يذهبون إلى مصر مشيراً إلى أن الاضطرابات السياسية التي شهدتها مصر خلال السنوات الثلاث الأخيرة لم تؤد إلى انخفاض يذكر.

غير أن يارزيكين قال أنه “لو اتخذت إجراءات أمنية وأعلن عنها على نطاق واسع فلن يكون هناك انهيار” في السياحة الروسية إلى مصر.

 

تطمينات مصرية

 

من ناحية أخرى أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخميس بعد لقائه رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون في لندن أن مصر “مستعدة للتجاوب أكثر” مع شركائها من أجل حماية السياح الأجانب.

وأعرب عن استعداد بلاده للتعاون مع البلدان التي “ترسل مواطنيها إلى مصر ليكونوا مطمئنين إلى أن المطارات أو المقاصد السياحية آمنة ومستقرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *