ثقافة وفن | هام

تعرف على السر الخفي لمدينة “تاماكا” المغربية‎

بعد انهيار حكم البطالمة في مصر بانتحار آخر ملوكها كليوباترا، نُقل أبناء الملكة وأفراد أسرتها إلى روما في رعاية أوغسطس قيصر. وكان لكليوباترا ابنة من أنطونيوس عرفت باسم ” كليوباترا سيلانة ” التي زفت إلى “جوبا” الثاني ملك موريطانيا وهو الاسم الذي كان يطلق على كل الأراضي المغربية بالشمال الافرقي.

فلما توفى جوبا عام 18 بعد الميلاد، خلفه على العرش ابنه بطليموس حفيد كليوباترا من ابنتها سيلانة، وحافظ بطليموس على علاقته بالرومانيين الذين أقروه على ملكه. وفي 27 ميلادية جاء على عرش قياصرة الروم الإمبراطور “كاليجولا” السفاح الذي كان قد بلغه أن في حوزة ملك موريطانيا أكداسا من الذهب والفضة والحلي والجواهر وهو ما تبقى من كنوز البطالمة التي نقلت من الإسكندرية يوم رحلت عنها الأسرة المالكة.

رسم كاليجولا خطته للاستيلاء على الكنز فبعث وصيفة إلى الملكة “أورانيا” زوجت بطليموس، لتكون له جاسوسة على مولاتها لكن السحر انقلب على الساحر فأصبحت الوصيفة جاسوسة لها عليه.

وحين ارسل الامبراطور يدعو الملك بطليموس للنزول في ضيافته بروما أرسلت الفتاة إلى الملكة أورانيا تخبرها أن كاليجولا قد بيت له الغدر، لكن باطليموس لم يبالي بالتحذير فلبى دعوة كبير قياصرة الروم.

وفي غمرة المأدبة الزاخرة شعر الملك باطليموس بيد تمسك كتفه، فسمع وصيفة زوجته تقول: “أهرب يا مولاي قبل فوات الأوان فكاليجولا عزم على ألا يدعك تخرج من هذا المكان حيا “، ولكن باطليموس الذي قد سكر حتى الثمالة رفع رأسه ووقف مترنحا وهو يخاطب كاليجولا: “أسامع أنت ما تقوله هذه الفتاة المجنونة؟، إنها تدعي أنك عازم على قتلي وهي تستحق الموت جراء افترائها على مولاها القيصر.”

ووثب كاليجولا من مكانه وأشار إلى الوصيفة فأطبق عليها الحرس وأخمدوا أنفاسها، واتجه مخاطبا باطليموس: “صدقت يا صاحبي، إنها تستحق الموت حقا، لكنها صادقة فيما قالته لك أيها الملك”

وأشار كاليجولا إلى الحرس فمزقوا جسد باطليموس بالسيوف والخناجر، وأصدر حكمه بأن تكون موريطانيا ونومبديا ولاية رومانية.

وحين سمعت أورانيا بخبر وفاة الملك، فرت من عاصمتها إلى الجبال القريبة واعتصمت بها، وعبثا حاول رسل كاليجولا العثورة على الملكة ومخبإها، ولم يستطع أحد حتى بعد أن قثل القيصر السفاح على أيدي حراسه في عام 41 ميلادية العثور على اورانيا وكنوزها.

كما لم يتكلم أحد من الذين لازموها في الرحلة الأخيرة من حياتها في الجبال الشاهقة المشرقة على “قلعة تاماكا”.

وليست “تاماكا” سوى تطوان الحالية، المدينة التي قامت على أنقاض القلعة الموريطانية التي ضمت في أعماقها رفات الملكة أورانيا، وكل ما كانت تخفيه من اكداس الذهب والحلي والجواهر التي دفنت معها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *