خارج الحدود

لهذا فشل الحراك العربي بعد 5 أعوام على انطلاقه

بعد خمسة أعوام على انطلاق الحراك العربي، كان الفشل هو المخيّم على معظم هذه الحركات، التي انقلب بعضها إلى تطرّف ديني، ولم تصاحبها حركات أو منظومات بديلة، كي يكتب لها النجاح.

في الذكرى الخامسة للحراك العربي يقول الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك لـ”إيلاف” إنه مع بداية العدوان الإسرائيلي على لبنان في العام 2006، أطلقت وزيرة الخارجية الأميركية في حينه، كونداليزا رايس، التصريح الآتي:

“لقد بدأت ولادة الشرق الأوسط الجديد، ومنذ ذلك التاريخ، وبعيد فترة زمنية وجيزة، اندلعت أحداث عنف في تونس، مع إقدام المواطن محمد البوعزيزي، على إحراق نفسه، مفجرًا أزمة في عمق التركيبة التونسية، لتبلغ الذروة في ما أطلق عليه ثورة الياسمين”.

فوضى بلا أفق

وأضاف مالك: بعد ذلك كرّت سبحة الأحداث، بما يشبه الإنتفاضات الشعبية، وفي ما بدا في حينه أنها صيحات للتغيير، طرحت أفكار إصلاحية عديدة على مختلف الصعد، لكن مع مرور الزمن، بدأت الأحلام التي علقت على الحراك العربي، تتهاوى الواحد بعد الآخر، وعلى الصعيد الدولي والإقليمي سعت الولايات المتحدة الأميركية، في بداية الحراك، إلى وضع اليد والتبني الأميركي لهذه الأصوات الإصلاحية من هنا وهناك، ولكن في الواقع الحراك الشعبي الذي انطلق من أكثر من عاصمة عربية، تبدّل خلال فترة زمنية قصيرة جدًا.

واعتبر مالك أن “تجربة الحراك العربي ليست مشجعة على الإطلاق فمن الناحية الأولى، الذين قاموا بحركات التغيير، اكتفوا بقلب النظام من دون العثور على بديل منه، لذلك سادت الفوضى في كل مكان، ومن قاموا بالتظاهرات الشعبية لم يحسبوا حساب ما هي البدائل”.

ويضيف مالك: “من هنا الرهان الأميركي على الحراك العربي فشل، لأن أميركا أرادت أن تكون في محور هذا التغيير وقلبه، فالرهان الأميركي كان على حكم الإخوان المسلمين في مصر، ومع مجيء مرسي بعد 33 عامًا من المعارضة، وبعد مرور عام حصلت الانتفاضة الشعبية العارمة، فالملايين طافوا في الشوارع، مطالبين بأن يتولى الجيش المصري السلطة، فكان مجيء عبد الفتاح السيسي من الوسط العسكري إلى رأس الهرم في مصر.

شخصانية حراك لبنان

ولدى سؤاله بعد وصول الحراك المدني في الفترة الأخيرة إلى لبنان، كيف يمكن تقويم تجربة لبنان، وهل صحيح أن الحراك المدني فشل فيه؟، يجيب مالك أن الحراك الشعبي في لبنان كان مؤشرًا جيدًا تعلقت به آمال الكثير من اللبنانيين، في أن يأتي بأي جديد يمكن أن يخلف الوضع القائم في لبنان منذ سنوات طويلة. هذا الأمر لم يحدث”.

ويلاحظ مالك أن الحراك الشعبي اللبناني الذي أعطى انطباعًا شعبيًا عارمًا كثير التأييد، “لم يعط النتيجة المرجوة، الحراك الشعبي اللبناني يناضل بقوة الآن كي يُبقي وضعه على قائمة الأحداث اللبنانية القائمة، ولكن للأسف الشديد دخلت الشخصانية بين مجموعات الحراك المدني في لبنان”. والخلافات بين هذه المجموعات أدت إلى بلبلة ما بين الشعارات والتطبيق.

المستفيد من التطرف

عن الحراك العربي، الذي أسفر عن تطرّف ديني، تمثل في داعش والتنظيمات “الإرهابية”، يقول مالك إن شعارات كثيرة طرحت دغدغت مشاعر الكثير من الأطراف، التي تلتزم بالدين، البعض أخذ هذه الشعارات ليسقطها على ممارسته، نجحت هذه التحركات في أماكن معينة، لكنها لم تنجح في عواصم عربية أخرى.

التطرّف الديني أخذ مداه، من خلال سوء استخدام وتفسير العبارات الدينية، لكن هذا الموضوع لن يدوم طويلًا. والمطلوب – برأي مالك – إصلاحات اجتماعية اقتصادية في الوطن العربي للقضاء على تلك التنظيمات “الإرهابية”.

ورأى أن على السلطات الأمنية والإقتصادية كلها أن تجتمع لتصحيح التطرف الديني، الذي يعيش كالفطر في المجتمعات العربية. ويلفت مالك إلى أن إسرائيل كانت المستفيدة الأولى من إنطلاق شرارة الحراك في الوطن العربي، وما يهمّها إشغال العرب من المحيط إلى الخليج، بحيث تنكفئ الدول العربية للإقتتال في ما بينها.

* موقع إيلاف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *