تربية وتعليم | هام

للطلبة .. دليل الحصول على مقعد في إحدى جامعات تركيا

إلى سنوات قريبة فقط، لم تكن تركيا الوجهة المفضلة للطلاب العرب، حيث كانوا يفضلون الوجهات الأوروبية والأميركية، لكن التطور الذي شهده البلد في السنوات العشر الأخيرة، وانخفاض تكلفة الرسوم الجامعية وتكلفة العيش فيه، بالإضافة إلى الأزمات التي وقعت في بلدان مجاورة، جعل تركيا في الآونة الأخيرة مقصداً لآلاف الطلاب العرب، حيث يبلغ عددهم الآن أكثر من 13 ألف طالب، أغلبهم من سوريا والعراق وليبيا.

وتساعد الحكومة التركية عددا كبيرا من الطلاب القادمين للدراسة، من خلال توفير منح مالية مغرية، سواء من ناحية قيمتها المالية، أو من ناحية الخدمات الأخرى التي تقدمها، من إسكان وضمان صحي وتذاكر الطيران، غير أن الحصول على مقعد في إحدى الجامعات التركية ليس بالسهل أبدا، إذ يلزم الطالب الحصول على علامات جيدة، بالإضافة إلى ضرورة إتقان اللغة التركية في مدة وجيزة.

ثلاث طرق لدخول الجامعات التركية

الطريقة الأولى هي انتظار شهر مارس للتقديم على المنحة الخاصة للحكومة التركية، والتي تتضمن مقعداً جامعياً وضماناً صحياً وراتباً شهرياً يقدّر بحوالي 200 دولار أميركي لطلبة الباكالوريوس، وتشرف على هذه المنحة مديرية “الأتراك والأقارب في المهجر”، وهي مديرية تابعة لرئاسة الوزراء، لكن هذه المنحة تخضع لمعايير صعبة ومركزة في اختيار الطلاب.

الطريقة الثانية هي البدء في الاستعداد لامتحان خاص بالقبول الجامعي للطلبة الأجانب يدعى الـ”يوس”، ومن خلاله يستطيع الطالب التقديم بشكل مباشر للجامعات، حيث يعتبر هذا الامتحان بمثابة شهادة ثانوية أو امتحان تحضيري لدخول الجامعة.

لكن الطلاب العرب يعانون صعوبة هذا الامتحان، حيث يذكر رضوان أكوور، المشرف على أحد المراكز التعليمية لـ”هافينغتون بوست عربي” أن “هناك إقبالا كبيرا من الطلبة العرب على دخول هذا الامتحان”.

ويضيف “توجد فروق كبيرة بينهم حيث ينقسمون لثلاث فئات رئيسية؛ الأولى أبناء الجاليات العربية المقيمين في تركيا وغير الحاصلين على الجنسية، فهم الأكثر حظوظاً في الوصول لمعدل عالٍ، والفئة الثانية هي التركمان القادمون من الدول العربية كسوريا وفلسطين، والفئة الثالثة هي الفئة العربية من كل الدول العربية القادمة حديثا لغايات الدراسة ويعانون ضعف اللغة العلمية”.

الطريقة الثالثة وهي الخيار الأسهل، لكن نسبة القبول فيه تعد ضعيفة مقايسة بالطريقة السابقة، إذ يعتمد الطالب على المفاضلة والتقديم على الجامعات التركية من خلال درجة الشهادة الثانوية الحاصل عليها في بلاده. ويلجأ الطلاب العرب لها، غير أن جامعات كثيرة ترفض التعامل مع الشهادات العربية.

ويذكر الطالب سليم الراعي، القادم من سوريا، أنه كان يرغب في دخول جامعة “معمار سنان” المتخصصة في الفنون الجميلة بإسطنبول، إلا أنه صُدم بقانون الجامعة الذي لا يقبل الشهادة الثانوية السورية.

ويقول الدكتور غسان نصاصرة، أحد أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة أوروبا بإسطنبول “إن من المشاكل التي يواجهها الطالب الأجنبي حسب مراقبتي لوضعهم هو التغيير الدائم في القوانين وصعوبة التأقلم مع اللغة التركية بسهولة مما يسبب فراغا بالقدرات الدراسية مقارنة بالطلبة الأتراك”.

مغامرة سلك الدكتوراه

هناك صعوبة كبيرة لدى الطلاب العرب في الحصول على مقعد دراسي في درجتي الماجستير والدكتوراه، فالشروط الكثيرة، والتي تتضمن الحصول على شهادة امتحانين، ومن ثم دخول مقابلة خاصة في الكلية، أغلبها باللغة التركية، الأمر الذي يسجل عقبة كبيرة أمام الطلبة العرب.

ولا يعني لبدء الدراسة في درجة الدكتوراه الحصول عليها، لأن طالب الدكتوراه في تركيا سيكون بعد أن يُنهي المواد الدراسية على موعد مع امتحان الكفاءة الذي يعطيه أحقية البدء بكتابة رسالة الدكتوراه من عدمها.

ويزداد الأمر صعوبة لأنه أمام فرصتين فقط للتقديم لهذا الامتحان، وفي حال الفشل سيكون مصير الطالب الخروج من الجامعة مع انتظار قرار استرحام يصدره رئيس الجامعة كل فترة.

الدراسة في الجامعات الخاصة

على غرار الجامعات الخاصة في دول كثيرة، يعتبر التسجيل فيها بتركيا أكثر سهولة من الجامعات الحكومية، والصعوبة الوحيدة كامنة في المبالغ الكبيرة المستحقة للعام الدراسي.

وتختلف الأسعار باختلاف التخصصات، إذ يُعد اختصاص الطب البشري الأعلى تكلفة في جميع الجامعات الخاصة، حيث يصل في بعضها مبلغ 20 ألف دولار أميركي في العام الدراسي الواحد.

من السهل دراسة الدكتوراه والماجستير في الجامعات الخاصة بتركيا، حيث تقتصر الشروط في الحصول على معدل يفوق 60% في بعض الجامعات و70% في بعضها الآخر.

الرحلة إلى كلية الطب

وهيب ضميري لم يكن يعرف أن معدل 99٪ في الثانوية العامة بفلسطين لن تشفع له من أجل الحصول بسهولة على مقعد دراسي في إحدى كليات الطب بالجامعات التركية، ففي البداية، حسب ما رواه وهيب لـ”هافينغتون بوست عربي”، قدّم أوراقه للحصول على منحة الحكومة التركية للطلبة الأجانب، لكن معدله العالي لم يكن كافياً، فكانت الصدمة بعدم قبوله، وبقي السؤال عن سبب عدم قبوله عالقاً في ذهنه.

انتقل وهيب بعدها للمرحلة الثانية في بحثه عن مقعد في إحدى كليات الطب التركية، حيث أرسل أوراقه الدراسية والثبوتية لحوالي 15 جامعة حكومية تركية، ليحصل أخيراً وبعد عناءٍ كبير على مقعد في كلية الطب بجامعة “ايرجيرس” بمدينة قيصري وسط تركيا.

يقول وهيب “إن هدفي كان إحدى جامعات مدينة إسطنبول، ولكن مع الأسف لم أستطع الحصول على ذلك بسبب وجود امتحان خاص بالجامعات هناك لم أدخله، وفضلت التسجيل في الجامعات التي تقبل بناءً على درجة الشهادة الثانوية في فلسطين”.

وهيب ليس وحيداً، فمثله الكثير من الباحثين على مقعد في كلية الطب أو الكليات الأخرى مع اختلاف المُعدل، فالوصول إلى مقعد دراسي في جامعات تركيا، خاصة بالنسبة لطلاب البكالوريوس له ثلاث طرق تحتاج من الطالب سنة دراسية مُخصصة لتعلم اللغة التركية.

يشار إلى أن عدد الطلاب الأجانب في تركيا وصل إلى قرابة 50 ألف طالب، حسب ما صرح به رئيس المجلس الأعلى للتعليم التركي “ايكتار سيراتش”، أما بخصوص الطلبة العرب فتوزعهم العددي، حسب ما نشره المجلس الأعلى للتعليم في شهر غشت 2015، هو 5560 طالبا سوريا، 3033 عراقيا، و975 ليبيا، و967 فلسطينيا، و678 يمنيا، و507 أردنيا، و471 مغربيا، و410 مصريين، و226 سودانيا، و184 لبنانيا، و185 سعوديا، و178 جزائريا، و149 تونسيا، و129 موريتانيا، و15 إماراتيا، و11 كويتيا، و5 قطريين، بالإضافة إلى عمانيَيْنِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *