أفردت الصحف المغاربية، الصادرة الخميس، حيزا مهما لحصاد سنة 2005 في العديد من المجالات. وفي هذا السياق، سلطت الصحف التونسية الضوء على أهم الأحداث السياسية والاقتصادية والثقافية التي عرفتها تونس خلال السنة التي تشرف على نهايتها، راسمة صورة “قاتمة” للوضع العام، مستشرفة بتفاؤل آفاق السنة المقبلة.
فعلى صدر صفحتها الأولى وتحت عنوان “حصيلة سنة 2015 سياسيا وأمنيا وقضائيا واقتصاديا وثقافيا ورياضيا ودوليا”، خصصت صحيفة (المغرب) عدد اليوم بأكمله لرصد حصاد السنة الجارية في تونس، مشيرة إلى أن هذه السنة هيمنت عليها “الأزمات السياسية والخيبة الاقتصادية وتراجع النشاط السياحي وتنامي الخطر الإرهابي، وحصول تونس على جائزة نوبل للسلام، والانكماش الاقتصادي، وحصول رواية “الطلياني” لشكري المبخوت على جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، ورحيل أسماء وازنة في عالم الأدب والفن والإبداع…”.
وبدورها، كتبت صحيفة (الشروق) أن السنة التي توشك أن تنتهي “كانت صعبة بكل المقاييس، بل موغلة في المشاكل، وخاصة الأزمات الأمنية والاقتصادية، إذ عرفت تونس خلال هذا العام أسوأ معدل تنمية كما عرفت أكثر أحداث دموية في تاريخها”، مضيفة أن 2015 هيمنت عليها “خلافات وانشقاقات واستقالات داخل الحزب الحاكم، وتضارب في المصالح بين أحزاب الحكومة، وتواصل الضبابية في المشهد السياسي واشتداد الأزمتين الاجتماعية والاقتصادية في غياب مشروع سياسي واضح”.
وفي سياق متصل، كتبت صحيفة (الصباح)، في افتتاحيتها، “ساعات قليلة تفصلنا عن العام الجديد… عام نأمل أن يكون مغايرا لما عشناه ولما شهدناه في سنة 2015 والتي كانت كارثية بامتياز، ليس فقط علينا كعرب ومسلمين، بل وعلى الإنسانية جمعاء”.
وفي المقابل، وتحت عنوان “سنة صعبة ولكن…”، كتب المحرر السياسي في صحيفة “الضمير”، التي خصصت ملفا كاملا لحصيلة السنة، “… نعم هي سنة صعبة، عشنا خلالها مواجهات دامية مع الإرهاب، وتقلبات سياسية عنيفة أثرت ولا تزال على الأداء الحكومي وعلى نسق الإصلاحات الهيكلية المنتظرة”، مضيفا “… لكن، ورغم ذلك، فقد تحققت جملة من المكاسب، فالإرهاب تكشفت أغلب خيوطه الآن، … والثورة وعملية الانتقال الديمقراطي جاوزتا مربع الخطر، والحقل السياسي تحكمه اليوم قواعد الصراع السياسي الذي يؤمن بالحلول الوسطى كبديل عن الاستقطاب الحاد والإقصاء المتبادل”.
وفي الجزائر، رصدت الصحف المحلية أهم ما ميز أحداث السنة الجارية في العديد من المجالات، واصفة الوضع الاقتصادي الذي مرت منه البلاد خلال 2015 “بالصعب والخطير”، والواقع السياسي الحالي بـ “المتوتر والمضطرب”، في ظل تأخر التعديل الدستوري وتأجيل الإصلاح السياسي.
وفي هذا السياق، وتحت عنوان “سنة الأزمات”، كتبت صحيفة (الشروق)، في معرض رصدها لحصيلة السنة، “… انقضت سنة 2015 ومعها الكثير من الذكريات ستبقى شاهدة على أن هذه السنة لم تكن كغيرها.. سنة أعادت للأذهان أزمة الثمانينيات التي جاءت بأحداث أكتوبر.. “، مضيفة أنها ” لم تكن سنة رحيمة بالخزينة العمومية التي تكبدت خسائر مالية كبيرة وقلصت بشكل رهيب في عائداتها بالعملة الصعبة جراء النزيف الذي أصاب أسعار البترول التي انهارت لتصل إلى 36 دولارا للبرميل الواحد مع آخر السنة، واضعة الحكومة في مأزق كبير”.
وتحت عنوان “توقع الأسوأ للجزائر خلال 2016، صندوق النقد الدولي: الحكومة تتخذ قرارات غير شعبية لمواجهة صدمة البترول”، أبرزت الصحيفة أن الصندوق المذكور لم يستبعد فرض الجزائر لإجراءات جديدة وصفها بÜ”غير الشعبية” السنة المقبلة، بعد تلك التي جاء بها قانون المالية كالزيادات على الوقود والكهرباء والماء وحتى الضرائب، مضيفة أن صندوق النقد توقع أن تكون 2016 مخيبة بل “أسوأ” من سنة 2015.
ومن جانبها، أشارت صحيفة (البلاد) إلى أن سنة 2015 عرفت سلسلة من الأحداث التي ألهبت الشارع الجزائري بتداعياتها، وما خلفته من نقاش وجدل على المستويات الشعبية والرسمية والسياسية في الداخل والخارج، بداية من “انهيار أسعار النفط وتراجع قيمة الدينار، مرورا بقرار تدريج التعليم الابتدائي، إلى القرارات المفاجئة التي هزت الساحة السياسية والإعلامية بعد إحالة الجنرال توفيق على التقاعد ومحاكمة الجنرال حسان وتوقيف الجنرال المتقاعد حسين بن حديد، وما سبق ذلك من قرارات أحال بموجبها الرئيس بوتفليقة العديد من الجنرالات على التقاعد…”.
وفي مقال آخر وتحت عنوان: “سنة الخروج من البحبوحة ودخول نفق التقشف”، كتبت الصحيفة أن سنة 2015 طغت عليها في الجزائر “معطيات اقتصادية جديدة أنهت سنوات من البحبوحة المالية وأدخلت البلاد في عصر جديد من السنوات العجاف”، مشيرة في هذا الصدد، إلى “تجميد التوظيف، وانهيار الدينار، ورفع أسعار الوقود والكهرباء، وتقليص الاستيراد، والخوصصة والاستدانة”.