آخر ساعة

تساؤلات عن ماذا بعد المؤتمر الرابع عشر للبوليساريو؟

انتهت اللعبة المحبوكة بإتقان وانكشفت حقيقة المخططات المرسومة داخل الغرف المغلقة وانسدل الستار بعد تقديم المسرحية المهزلة التي تناوب على لعب أدوار البطولة فيها كومبارس لم يعودوا يمثلون إلا الجشع والسلطة.

وتبين أن ما تم تداوله على نطاق واسع من طرف وسائل الإعلام الجزائرية قبل المؤتمر عن نية محمد عبد العزيز الاعتزال ورغبته في التنحي عن قيادة البوليساريو وفسح المجال للطاقات الشابة ولم يكن هذا سوى مناورة جديدة مدبرة من طرف العسكر والمخابرات الجزائرية، بعدما لجأت هذه الأخيرة إلى التهديد والقمع في حق العديد من الأشخاص الذين كانوا يعتزمون الترشح إلى منصب القيادة لمنافسة الزعيم الأبدي الذي يعتبر من أوفياء خدام سياسة قصر المرادية بالمنطقة وكلهم أمل في إزاحة هدا الطاغية الأبدي الذي جثم على نفوس العباد وأصبح يكرهه الجميع، إلا إن الرياح تجري بما لاتشتهيه السفن ليكون بذلك عبد العزيز المرشح الواحد والوحيد الذي تقدم للرئاسة محاطا بعدد من الموالين له والدين يقتسمون معه الغنيمة ويفوز بولايته الثانية عشرة، ليكتمل المشهد المضحك الهزلي بانتخاب الرجل المريض على رأس القيادة الهلامية في صورة شبيهة بالعهدة الرابعة التي انتخب فيها عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للجزائر حيث يسير الدولة على كرسي متحرك. وكأن أمهات بلاد المليون شهيد قد عجزن عن إنجاب من يتولى حكم بلدهم.

في الوقت الذي انتهى فيه هذا المشهد المضحك على هذه الصورة، ابتدأ مشهد أخر وعلى إيقاع مختلف ويخص هذه المرة ساكنة المخيمات التي قاطع معظمها أعمال هذا المؤتمر لما علموا مع مرور الوقت بما تمثله مثل هذه المناسبات من مظاهر الخداع وتزوير الإرادة، وحتى أولئك الذين كانوا يتشبثون ببصيص من الأمل في التغيير ما لبثوا أن صدموا وأدركوا أن الوعود والادعاءات التي أطلقت قبل وأثناء المؤتمر لم يبق منها إلا حقيقة واحدة وهي أن الوضع سيبقى على ما هو عليه إلى اجل غير مسمى. وكثرت في البداية التعاليق بينهم للتنفيس عن إحباطهم مما آلت إليه الأمور وتم تشبيه جلسات المؤتمر بجعجعة بلا طحين ونتائجه كجبل تمخض فولد فارا.

مقاطعة القيادة الفاسدة أتى كداك من “خط الشهيد” الذي استنكر مجريات الظروف التي مر منها المؤتمر ودعا الجميع لمقاطعة القيادة الفاسدة لأنها متسلطة ومغتصبة للسلطة ولا تمثل إلا نفسها وليس لها الحق للتفاوض باسم ساكنة مخيمات تندوف ولا أن تحدد مصيرها والدي جعلته لمدة أربعين سنة مرهونا بمصالحها الخاصة. وطالبت الأمم المتحدة بإرسال مراقبين مستقلين لتقصي الحقائق الكاملة لما يجري داخل المخيمات.

الأكثر من هدا أن “خط الشهيد” طالب الملك محمد السادس إلى التجسيد الفعلي والميداني للحكم الذاتي الموسع من اجل انقاد سكان المخيمات وانتشالهم من الويلات والظلم الذي يعيشون فيه وإخراجهم من مخالب القيادة الكارتونية التي تستعملهم لتحقيق مصالحها الخاصة غير مبالية بمشاكلها حيت المتاجرة بمعاناتهم اليومية.

ان الجزائر والبوليساريو يجدان نفسيهما اليوم في موقف حرج خصوصا وأن اللعبة التي خططت لها المخابرات والجيش الجزائري باتت مكشوفة ومفضوحة لدى الجميع كما أن الخطة المحبوكة لامتصاص الغليان الشعبي للمخيمات أثناء وبعد المؤتمر قد فشلت فشلا ذريعا بعدما تأكد لها أن الفئة المثقفة التي من شانها خلافة محمد عبد العزيز و عصابته ليست على قناعة بتوجهات الجزائر من قضية الصحراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *