آخر ساعة

زيارة بان كيمون لتندوف لن تحمل أي جديد لقضية الصحراء

تدل كل المؤشرات على أن الزيارة التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون إلى تندوف وإلى البلدان المعنية بشكل مباشر أو غير مباشر بمشكل الصحراء المغربية لن تحمل أي جديد يمكنه أن يساهم في حل الوضع المتجمد فيما يخص إعادة المفاوضات السياسية في أفق إيجاد حل متراض عنه بين كل الأطراف.

 

الأمم المتحدة تجد نفسها متورطة في صراع تعلم قبل غيرها أن مفاتيح حله توجد بيد الجزائر والبوليساريو لا تريد لهذا المشكل المفتعل أن يجد طريقا للتسوية السلمية، كما تعلم أن جبهة البوليساريو ليست سوى دمية و واجهة هذا الصراع الذي يتم حبك خيوطه في قصر المرادية حيث ترسم الاستراتيجيات و تعطى التعليمات وتمنح الإمكانيات من طرف المخابرات الجزائرية ويتم التنفيذ من طرف شرذمة تحت مبرر الدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها.

 

الأمم المتحدة لا يمكنها لوحدها أن تفرض رؤيتها لوضع حلول لهذا المشكل ولو اقتنعت بوجاهة الطرح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية والذي يستند إلى حقائق تاريخ ووقائع جغرافية دامغة، لأنها تخضع هي كذلك لميزان القوى المتصارعة، كما أنها تراعي التحالفات الدولية والتجمعات الإقليمية التي يمكن أن يهددها كل توافق أو انفراج للعلاقات بين أطراف الصراع.

 

لا يمكن لهاته الحسابات السياسوية و الصراع من اجل النفوذ والهيمنة والمتوقعات الإستراتيجية أن يعفي الأمم المتحدة من مسؤوليتها اتجاه تحقيق العدل وفرض الحق والانحياز الايجابي للجهة التي تدافع عن مشروعيتها التاريخية لاستكمال وحدتها الترابية التي تم تقسيمها في ظروف تاريخية معينة، وهذا هو السبب الرئيسي لدورها ولوجودها الذي يتمثل في إيجاد حلول سلمية للمشاكل التي تركتها الدول المستعمرة وكذلك للكيانات الوهمية التي خلقت لأهداف سياسية محضة و قصد إلهاءها عن بناء مجتمعات متماسكة وقوية اقتصاديا وسياسيا.

 

إذا ما استمرت الأمم المتحدة في البحث عن حلول لهذا المشكل المفتعل بعيدا عن العاصمة الجزائر فإنها بذلك تساهم في إطالة عمر الصراع في المنطقة وفي تأزم الوضع الأمني بها خاصة مع ظهور مؤشرات كثيرة تشير إلى رغبة ملحة لأطراف أخرى مرتبطة بالإرهاب العالمي والاتجار الدولي في المخدرات للركوب على هذا المشكل لتحقيق أهداف إيديولوجية وأرباح مادية، معرضين استقرار المنطقة للمجهول.

 

وفي انتظار أن تستوعب الأمم المتحدة خصوصا بان كيمون الدروس من تجارب بلدان في أنحاء المعمور دمرتها الحروب و الانقسامات في غياب موقف واضح وصريح وحازم منها اتجاه كل المحاولات اليائسة لخلق أجواء اللااستقرار ونشر بؤر جديدة للتوتر الذي يعد التربة الخصبة لبروز التيارات الإرهابية، فإن المغرب سيظل متمسكا بحقه الغير القابل للتفاوض للدفاع عن صحرائه وعدم التفريط في شبر من ترابها، فكيف يمكن أن نشك لحظة واحدة في أن يفعل ذلك في زمن السلم والبحث عن الحل الذي يتجلى في الطرح المغربي المتمثل في الجهوية الموسعة التي تشمل كل الأقاليم المغربية بما فيها الصحراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *