آخر ساعة

التيارات المعارضة تفكك الجبهة الداخلية للبوليساريو

أمام تردي الأوضاع المعيشية للساكنة المحتجزة في مخيمات تندوف و أمام حالة اللاسلم واللاحرب التي يعيشونها منذ أكثر من أربعين سنة، لم يجد عدد من ساكنة تلك المخيمات حلا Nخر غير التعبير عن رفضهم لهده الوضعية البئيسة والمزرية بالانتفاضة ضد القيادة التي تعتبر نفسها مقدسة وأبدية كونها مدعومة من طرف الجزائر.

عندما أحس الصحراويون المحتجزون بالمخيمات أن هؤلاء القادة يتاجرون بهم ويعتبرونهم عبيدا في غياب التشارك الحقيقي في صناعة القرار، حيث عمل الرئيس الأبدي محمد عبد العزيز على احتكار السلطة وقمع كل من يعارضه وهو ما تحقق على أرض الواقع غداة انعقاد المؤتمر الوطني الأخير والذي افرز نفس الوجوه دون تغيير على رأس البوليساريو.

على إثر هذه الوضعية،بدأت الانشقاقات داخل هياكل القيادة الهرمة، وبدا تحرك التيارات المنشقة كخط الشهيد الذي يضم ثلث أطر البوليساريو الذين تم إقصاؤهم من طرف محمد عبد العزيز بمصادرة رأيهم من اجل رفض القيادة المستبدة التي لم تأت باي حل مند سنة 1975.

يرى خط الشهيد ان الأزمة بين المغرب والبوليساريو تستدعي جلوس الطرفين إلى طاولة المفاوضات مباشرة ودون تدخل لأي طرف يعتبر نفسه معني بالنزاع لا من قريب ولا من بعيد، كما تضع هذه الحركة، التي تأسست خلال مارس 2006 وهي حركة معارضة لقيادة البوليساريو، على قائمة أولوياتها إيجاد حل متوافق بشأنه ينهي صراع عمر أزيد من اربعين سنة وهو الحل الذي تقول إنه يبدأ بقراءة نص الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب من طرف كل الصحراويين المعنيين بالمخيمات المتواجدة بتندوف، وأن أي تعطيل لحل مشكل الصحراء من قبل البوليساريو هو محاولة لحرمان أهالي المخيمات من حقهم في العيش الكريم ، إسوة بإخوانهم في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.

إلى جانب خط الشهيد ظهر تيار آخر معارض للبوليساريو أطلق على نفسه ” التكتل الصحراوي المستقل” الذي يتزعمه عبد العزيز ولد محمد إلمامي والذي يضم في عضويته شخصيات مدنية وعسكرية سابقة مستاءة من الوضع الذي باتت عليه البوليساريو كحركة لم تعد تقوى على ترميم ذاتها، حين تركها صانعوها (الجزائر واسبانيا وليبيا القدافي) تلاقي مصيرها لوحدها في وقت بات فيه التكتل والانضمام حاجة ملحة تفرضها ظروف العصر. وقد طالب التياران في إشراكهما في تدبير ملف الصحراء لأنهما يمثلان أغلبية الصحراويين المتواجدين بالمخيمات وخارجها بينما قيادة البوليساريو التي يرأسها محمد عبد العزيز لا تمثل إلا نفسها ولا تمثل ساكنة المخيمات الا عن طريق القهر والسجن والاغتصاب وتكميم الأفواه الصادحة بالحقيقة.

في ظل هذه الانشقاقات والتصدعات خرج التياران الى العلانية يرحبان بمبادرة المغرب التي من شأنها أن تجمع شتات الصحراويين في مكان واحد في إشارة إلى ترحيبهم بمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كحل سياسي.

و دعت إلى اتخاذ الحكم الذاتي كحل لهذا الصراع المفتعل، وعارضت توجهات قادة البوليساريو. إلا أنها أجهضت وقمعت في مهدها، وهذا يبين مدى الضغط والحصار الجائر والتنكيل بالصحراويين الأحرار الذين يعبرون عن وجهة نظرهم أمام انسداد الأفق أمامهم ، مما يثير عدة تساؤلات أمام غالبية سكان المخيمات الذين خيرهم السؤال الابدي الى متى يظل هذا الوضع؟؟. مضيفين أن جبهة البوليساريو لم تعد تمثل غالبية الصحراويين، وأنها قد حادت عن مهمتها الأصلية التي تأسست من أجله وهي محاربة الاستعمار الاسباني والفرنسي والدفاع عن مصالح الشعب الصحراوي قاطبة، وليس معاداة المملكة المغربية الأرض الأم للصحراويين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *