ثقافة وفن

المخرج داود اولاد السيد: أنا جندي سينمائي تدرج في مختلف الرتب

قال المخرج السينمائي المغربي داود اولاد السيد إنه يعتبر نفسه “جنديا سينمائيا تدرج في مختلف الرتب” عبر تاريخ مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، الذي كرمه في حفل افتتاح دورته 22، أول أمس السبت.

وأوضح اولاد السيد، في تصريح نشرته، اليوم الاثنين، يومية المهرجان في عددها الثاني، أن علاقته بهذا المهرجان “فريدة من نوعها”، إذ قدم إلى تطوان في البداية مصورا صحافيا شابا طموحا، مكلفا بإعداد روبورطاج لفائدة مجلة “كلمة” التي كانت تصدر آنذاك.

وأضاف أنه اكتشف مهرجانا كبيرا منذ بداياته، وتعرف على أفلام عالمية جديدة، وعلى نقاد كبار ينتجون خطابا نقديا وجماليا هائلا حول السينما، خاصة جماعة (دفاتر السينما) ونقادها الذين كانوا يشاركون في المهرجان، ومخرجين وممثلين أوروبيين وعرب من أعلام السينما المتوسطية والعربية.

وتابع اولاد السيد، الذي حصل فيلمه “الجامع” (2010) على جل جوائز المهرجان سنة 2011، “لعل هذه الأجواء، إلى جانب شغفي بالفوتوغرافيا، هي التي دفعتني إلى اعتناق السينما، فتقدمت إلى المهرجان بأفلامي القصيرة، ثم بأفلامي الروائية الطويلة، ثم حضرت عضوا في لجنة تحكيم المهرجان، واليوم أحظى بشرف التكريم في هذه الدورة”.

وعن الجديد السينمائي لداود اولاد السيد، الذي ازداد بمراكش سنة 1954، أفاد بأنه يتمثل في فيلم “أصوات الصحراء”، وهو “رحلة في عرض الصحراء بحثا عن الذات، إنها مصائر ثلاث شخصيات، كل شخصية تبحث عن ذاتها في هذا الفضاء الصحراوي الشاسع والفسيح، ويكون المشاهد مدعوا إلى خوض رحلة بصرية رفقة هؤلاء في الطريق إلى ذواتهم وذاته هو أيضا”.

وبخصوص تصوير جل أفلامه في الفضاءات الجنوبية للمغرب، قال “ربما يكون السبب مرتبطا بجذوري الجنوبية، وربما ثمة هوس بهذه الفضاءات، أو حميمية استثنائية وألفة خاصة، تبهرني الفضاءات المفتوحة، وتستهويني بشكل أخاذ وجذاب، ربما بسبب ميولي الفوتوغرافية”.

وأضاف أن هذا “لا يمنع من التصوير في فضاءات مغربية أخرى، ما دامت كل جهة من جهات المغرب تتيح ثراء في المشاهد أمام المخرجين والمتلقين”، مشيرا إلى مشروع مستقبلي لتصوير فيلم في الجهة الشرقية، ما بين فكيك ووجدة.

و أعرب الناقد والمخرج السينمائي، عبد الإله الجوهري، عن اعتقاده بأن تكريم داود اولاد السيد خلال الدورة 22 للمهرجان “تكريم جد مستحق”، على اعتبار أن اولاد السيد “مدرسة سينمائية حقيقية تتقاطع مع التجارب السينمائية المغربية المختلفة وتختلف عنها”.

وأوضح الجوهري، أن هذه المدرسة تتقاطع مع هذه التجارب من حيث الوفاء للمواضيع الاجتماعية والقضايا الإنسانية وآلام الإنسان المغربي وأحلامه، وتختلف عنها في بعدها الفني والتقني والجمالي.

وأضاف أن داود اولاد السيد “يشتغل بشكل مختلف فنيا وتقنيا من حيث التحاور مع المواضيع، من حيث زوايا الرؤية، من حيث الأبعاد التي يشتغل عليها”، مشيرا إلى أنه “استطاع عبر هذه السنوات التي قضاها في الفن السينمائي وبعينه اللاقطة أن ينجز أفلاما يمكن اعتبارها محطات أساسية”.

ورأى الجوهري أن أفلام “باي باي سويرتي” (1998) و”عود الريح” (2001) و”طرفاية..باب البحر” (2004) و”في انتظار بازوليني” (2007) و”الجامع” (2010) من إخراج داوود اولاد السيد “تغني المشهد السينمائي”، وتؤكد أنه “قيمة مضافة للسينما المغربية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *