آخر ساعة

الأسباب التي دفعت البوليساريو إلى الإرهاب

نظرا إلى التراجع الخطير في الموارد المالية للبوليساريو من فائض المساعدات الغذائية والإعانات المالية التي كان يدرها عليها نظام معمر القذافي ودولة الجزائر وجنوب إفريقيا، وكذا لارتفاع حدة الاحتقان الاجتماعي داخل مخيمات تندوف، إضافة إلى الاختلالات التدبيرية والتنظيمية والعسكرية في صفوف القيادة الهلامية وتراجع التأييد الدولي لمواقف هذه الأخيرة من الناحية السياسية…كلها عوامل ألقت بتداعياتها على الخط السياسي للجبهة التي لم تجد سبيلا لتجاوز ذلك سوى التحول إلى تنظيم راديكالي إرهابي مسلح ينشط في منطقة الصحراء وعلى شريط الساحل الإفريقي، حيث تقوم عناصرها بتنفيد عمليات إرهابية معينة ضد الجميع بدواعي توفير الدعم المالي .

وفي ظل تراكم نكسات الجبهة على الواجهة الدبلوماسية الدولية والمحلية، فضلاً عن ما تعيشه من نقص في المساعدات الغذائية والمالية والمطالبة بتحسين عيش سكان المخيمات إضافة الى عزلة القيادة عن المحتجزين في تندوف والعيش في قصور بالعواصم الدولية، الشيء الذي أدى إلى انفجار الوضع الداخلي للجبهة وتحول أعضاء قيادتها إلى مناصرين ومتعاملين مع الفلول الإرهابية التي تتواجد بمنطقة الصحراء والساحل التي توفر لها المخابرات الجزائرية الغطاء التام للقيام بجرائمها من تمرير للمخدرات والتجارة في الممنوعات مقابل إتاوات تقدم إلى المسؤولين الكبار في الدولة.

ومع مرور السنين فقد حرقت البوليساريو كامل أوراقها ومناوراتها داخلياً وخارجياً، نتيجة للعديد من الصعوبات التي يواجهها محمد عبد العزيز وكذلك الذين يسمون بدبلوماسيي الجبهة في الخارج، والذين يحصدون عدة انتكاسات وتراجعات مهولةً نتيجة للمقاومة القوية التي تعترضهم من قبل دبلوماسية المملكة، التي حققت عدة انتصارات على جبهة البوليساريو مما أدى بالعديد من الدول إلى سحب الاعتراف يهدا الكيان الوهمي إضافة إلى تعرية واقعه الحقيقي بعدما كان لسنوات يوهم اروبا وأمريكا بتقارير زائفة ولا أساس لها من الصحة لما تشتمله من إحصائيات ووقائع مزيفة وغير موجودة على ارض الواقع. مما انعكس سلبا على انحدار وتراجع الأداء الدبلوماسي للبوليساريو على المستوى الدولي وكذلك المحلي وظهور أصوات مناوئة وضد القيادة الحالية باتت تدعو إلى الإسراع بحل النزاع في الصحراء في إطار المقترح المغربي.

تراجع أسهم البوليساريو برز بشكل جلي أيضاً حينما أعلن محمد المراكشي أن البوليساريو لا تملك من الإمكانيات الإستراتيجية التي تؤهلها للعودة إلى مواجهة المغرب عسكرياً، وقد سيق هذا الاعتراف لأول مرة بعد عدة تصريحات كانت تهدد بين الفينة والأخرى بالعودة إلى حمل السلاح في وجه المغرب، ولعل هذه القناعة ناجمة بالضرورة عن انهيار مثلت الدعم الذهبي للجبهة المتمثل من الجزائر ونظام ألقذافي وجنوب إفريقيا، في حين تعزز موقف المغرب دولياً، بعدما نجح في كسب تأييد عدة دول لقضيته الوطنية والتي كان آخرها السويد وجمهورية سورينام التي تراجعتا عن الاعتراف بجبهة الوهم، والمؤيدة لملف المغرب المقترح للحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية كحل واقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية والمقدم للأمم المتحدة مند 2007.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *