متابعات | هام

بوعيدة: المغرب يتبنى مقاربة وقائية متعددة الأبعاد في مجال الدبلوماسية

قالت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، مباركة بوعيدة، أمس الاثنين بأليكانتي (شرق إسبانيا)، إن المغرب يتبنى مقاربة متعددة الأبعاد في مجال الدبلوماسية الوقائية، تشمل الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والدينية.

وأوضحت بوعيدة، خلال الندوة الدولية الأولى حول الدبلوماسية الوقائية في منطقة حوض المتوسط (30-31 ماي) التي تنظمها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية، إن المقاربة المغربية في هذا المجال أضحت “نموذجا” يحتذى به و”مرجعا” على المستوى الإقليمي.

وذكرت، أمام نخبة من كبار المسؤولين وأصحاب القرار والخبراء من عدة بلدان متوسطية، بأن المملكة عضو نشيط في عدد من الفضاءات الإقليمية حيث تمارس الدبلوماسية الوقائية، كحوار 5+5 الذي يركز ليس فقط على قضايا الدفاع والأمن، ولكن أيضا على المجالات الاقتصادية والاجتماعية.

وأشارت في السياق ذاته إلى المساهمة الإيجابية للمملكة في مبادرة الوساطة في منطقة البحر الأبيض المتوسط (ميد/ميد)، التي أطلقها المغرب وإسبانيا في سنة 2012، وكذا مشاركتها الفعالة في مختلف عمليات حفظ السلام عبر العالم، لاسيما في إفريقيا.

وأبرزت بوعيدة، من جهة أخرى، الدور الهام الذي تضطلع به المملكة في إدارة الأزمة الليبية، وذلك بصفتها الدولة المنظمة للمفاوضات التي أفضت إلى التوصل لاتفاق سياسي بين الأطراف الليبية في الصخيرات.

وتابعت أن هذا الاتفاق يشكل “نموذجا ناجحا وبليغا للدبلوماسية الوقائية” لكونه ينص على حل سياسي للأزمة في ليبيا، مشيرة إلى أن المملكة تعمل مع بلدان أخرى بالمنطقة، من أجل أن يتم احترام هذا الاتفاق، وتنفيذه في أقرب وقت ممكن.

كما أشارت إلى دور المغرب في القضية الفلسطينية، خاصة عبر لجنة القدس برئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والاهتمام الخاص التي توليه المملكة لإدارة الجوانب الإنسانية للأزمة السورية، عبر نشر وتوسيع حملة مستشفى الجراحة الطبية في مخيم الزعتري شمال شرق الأردن.

وذكرت بوعيدة، كذلك، ب”المبادئ التي يتعين على المجتمع الدولي احترامها للقيام بالدبلوماسية الوقائية الحقيقية على أكمل وجه، بما في ذلك احترام سيادة ووحدة أراضي البلدان، والفهم الجيد للصراعات وخصائصها، وضرورة تجنب حل واحد لكل النزاعات”.

من جهته، أكد رئيس الدبلوماسية الإسبانية، خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، على ضرورة الانتقال “من ثقافة رد الفعل إلى ثقافة الوقاية، التي يتعين أن تشكل بعدا أساسيا في السياسة الخارجية” لكل بلد، مبرزا أن طبيعة الصراعات الحالية وتعقدها وظهور فاعلين غير حكوميين يفرض إنذارا مبكرا ودبلوماسية وقائية.

كما أشار إلى أن المبادرات الإقليمية أو المتعددة الأطراف للدبلوماسية الوقائية لا يمكن أن تنجح إلا إذا انخرط الفاعلون المحليون بشكل كامل في حل مشاكلهم بوسائل سلمية، معتبرا، من جهة أخرى، أنه من الضروري الأخذ بعين الاعتبار العوامل المحلية والثقافية والدينية في آليات الدبلوماسية الوقائية.

وتعرف هذه الندوة الدولية الأولى حول الدبلوماسية الوقائية في منطقة حوض المتوسط، المنظمة من قبل وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية، مشاركة مسؤولين كبار وصناع قرار وخبراء من بلدان عدة من ضفتي حوض المتوسط، منها المغرب، وممثلي منظمات دولية وإقليمية كالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي واتحاد المغرب العربي والاتحاد من أجل المتوسط.

كما يشارك في هذه التظاهرة الدولية الأولى من نوعها على مستوى حوض المتوسط، و التي تروم التأكيد على ضرورة استعمال الدبلوماسية الاستباقية، ممثلو منظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إلى جانب ممثلي عدد من مراكز التفكير، والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني.

ويناقش المشاركون في هذه الندوة مجموعة من المواضيع من بينها “الوقاية من الصراعات والإنذار المبكر ببلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط”، و”الأمم المتحدة والتعاون مع المنظمات الإقليمية وبيإقليمية للوقاية من الصراعات”، و”التكوين والحوار لتفادي الصراعات”، و”دور المنظمات غير الحكومية ومراكز الرأي في مجال الدبلوماسية الوقائية “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *