آخر ساعة

إبراهيم غالي يلاحقه سجل إجرامي حافل

أفادت بعض وسائل الاعلام الدولية ان مخيمات تندوف تعرف تحركات احتجاجية واسعة منذ تولي إبراهيم غالي ”القيادة”، إذ لم يتردد في قمع الانتفاضات المتتالية مستعملا كل أنواع الآلة العسكرية التي تتوفر عليها البوليساريو، مما أدى إلى تسجيل عدد كبير من الاعتقالات في صفوف بعض متزعمي هذه الحركات الاحتجاجية خاصة الشباب منهم، الذين أصبح عدد منهم من مجهولي المصير، بعد أن اختطفوا أو اختفوا فجأة. وفي هذا الصدد يقول الأكاديمي والخبير الأرجنتيني، المتخصص في العلاقات الدولية والقضايا الإستراتيجية “أدالبيرتو كارلوس أغوزينو”، إنه بتعيين الجزائر لإبراهيم غالي زعيما للانفصاليين تكون قد “نصبت على رأس البوليساريو شخصا سجله الإجرامي ملطخ بدماء الأبرياء الذين تعرضوا للقتل في الفترة ما بين 1976 و 1987” حيت إن ميليشيات “البوليساريو” نفذت، بأوامر من إبراهيم غالي، خلال هذه الفترة جرائم ضد الإنسانية بمهاجمتها ل 34 سفينة إسبانية كانت تقوم بأنشطة الصيد في المياه المغربية وقتلها ل 300 شخص وإصابتها ل300 آخرين بجروح.

بدوره أورد “جون إف” الأستاذ بجامعة كينيدي ببوينوس أيرس”أن هذه ليست القضية الوحيدة التي يتابع فيها غالي، فهو أيضا مطلوب لدى العدالة الاسبانية إلى جانب مسئولين آخرين في “البوليساريو” والجيش الجزائري، على خلفية اتهامه بارتكاب إبادة جماعية وتعذيب واعتقال غير قانوني وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والاختفاء القسري لمواطنين إسبان من أصول صحراوية لعقود في سجون “البوليساريو” بتندوف. مضيفا أن القاضي الإسباني “بابلو روث” بالمحكمة الوطنية الإسبانية، وهي أعلى هيئة جنائية بإسبانيا، سبق وأن وجه اتهاما “للبوليساريو” باحتجاز الآلاف من المواطنين بمخيمات تندوف ضدا على رغبتهم، كما انه متابع أيضا من قبل العدالة الاسبانية في قضية اغتصاب شابات صحراويات، من بينهن الشابة خديجتو محمود محمد الزبير، التي وضعت سنة 2013 شكاية حول تعرضها للاغتصاب والاستغلال.
ومن جهة أخرى، أثار ذات الباحث الأكاديمي الانتباه إلى أن تعيين الجزائر لإبراهيم غالي زعيما للانفصاليين، دليل جديد على أن الجزائر جعلت من قادة “البوليساريو” بيادق ودمى تحركها، وقتما شاءت، لمعاكسة الوحدة الترابية للمغرب. وان”البوليساريو” لا تعدو أن تكون دمية بيد الجزائر التي صنعتها ومولتها وأخرجتها إلى الوجود فقط لخدمة سياستها الخارجية وضرب مصالح البلد الجار، المغرب. وأن إصرار الجزائر على جعل غالي زعيما “للبوليساريو” نابع من كونها تدرك أن هذا الأخير يعتبر “الحلقة الأضعف” الذي سيكون بحاجة دائمة إلى عطف وحماية حكام قصر المرادية، على اعتبار أن “هذا الهارب من العدالة، لن يجرؤ على رفض أو عصيان أوامر أسياده بل سيكون كمن سبقوه مجرد عجين لين ومطواع بيد أسياده.

إن تعيين إبراهيم غالي لم يضع حدا لأزيد من أربعين سنة من الممارسات الديكتاتورية الستالينية التي يتعرض لها الصحراويون المحتجزون بمخيمات تندوف بجنوب الجزائر، هذه الأخيرة التي تسعى جاهدة، وبكل المناورات، إلى استدامة النزاع بالمنطقة والمتاجرة بمعاناة ساكنة المخيمات التي ضاقت ذرعا بالظلم والقهر والقمع، الممارس في حقها بأوامر من قادة الجزائر، المتواطئين حتى في اختلاس المساعدات الإنسانية الموجهة إليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *