متابعات | هام

الغلوسي …اليسار الأمل القادم

بغض النظر عن تقييمنا وتحليلنا لنتائج الانتخابات ، ففدرالية اليسار الديمقراطي من خلا ل معركة الانتخابات حققت مكاسب مهمة يبقى أهمها إعادة الوهج والبريق لفكرة اليسار ولنبل السياسة واتضح ذلك من خلال احتضان فئات وشرائح واسعة ومختلفة من المجتمع للرسالة والدفاع عنها في كل المواقع ، والتحق بذلك فنانون ومبدعون ومثقفون وغيرهم ، والأكيد أن مجتمعا بدون يسار ديمقراطي حقيقي له امتدادات مجتمعية غير ممكن لأن ذلك يتماثل مع الموت ، والأكيد ايضا أن يسارا يعيش تشتتا وتشرذما فهو الموت ذاته ، لنكن صريحين اليسار لازال لم يتعود بعد على الانتخابات لأسباب متعددة لايتسع المقام هنا للخوض في ذلك ولا يضع في أجنداته بعد مسألة الانتخابات لذلك تراه في كل لحظة انتخابية يسارع الزمن لتدبير المعركة في حدودها الدنيا دون أن يضع في الحسبان مسألة النتائج وذلك من آخر اهتماماته ،ليس هذا من الناحية النظرية الصرفة ولكن من الناحية العملية بما يقتضيه ذلك من وضع خطط وبرامج للوصول الى الكتلة الناخبة .
خارج وحدة اليسار وتعميق هذه الوحدة وتجاوز كل الأمراض المزمنة والتخلي عن الأنانية التنظيمية لا يمكن لليسار أن يتقدم ولايمكنه ان يواجه كل التحديات التي تنتظره ،اليسار يتوفر على عوامل قوة كثيرة عليه أن يستثمرها من أجل مواجهة الخوف الذي تزرعه القوى المحافظة في الدولة والمجتمع من أجل تأبيد الفساد والإستبداد .
سيكون من العبث بعد كل هذا الالتفاف الذي خلقه اليسار على نفسه ورهان شرائح مجتمعية مهمة على دوره بعدما أعاد الأمل لها في السياسة وانتشلها من دائرة الانتظارية أن يعود كل حزب الى مقراته تحت يافطات متعددة ، وحدة اليسار تجاوزت لحظة الشعار وعليها أن تصبح واقعا ملموسا يتحرك خارج المقرات والصالونات وأن ينخرط في كل المعارك المجتمعية وينفتح على كل الفئات ويقنعها بالسياسة وبمبادئ وأهداف اليسار ودون ذلك لا أستطيع أن أتنبأ بما سيحدث . 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *