آخر ساعة

كيف وصلت الأطروحة الانفصالية للبوليساريو إلى الموت الكلينيكي

بشهادة مجموعة من الخبراء والمتتبعين لملف الصحراء المغربية فإن المشروع الانفصالي ينفضح في كل مرة أكثر أمام العالم، الشيء الذي عبرت عنه مجموعة من المبادرات المتوالية لمجموعة من الدول التي كانت فيما قبل تساند هذا الكيان الوهمي والتي سحبت اعترافها به، مع ما يرافق ذلك من فراغ سياسي، أصبح يهدد المشروع الانفصالي في العمق، رغم الدعم البترودولاري للجزائر، الذي يمنح للبوليساريو ولو بوتيرة بطيئة بسبب المشاكل الاقتصادية التي تعيشها الجزائر.

 

       هذا التراجع لجبهة البوليساريو ظهر جليا في السنوات الأخيرة، ومرده إلى مجموعة من الحقائق الصادمة، التي بدأت تتسرب عن الكيان الوهمي رغما عن التستر الذي تنهجه الجزائر حول صنيعتها؛ ومنها انفضاح الغنى اللامشروع لرموز الانفصال، على حساب المحتجزين من الصحراويين المغاربة على الأراضي الجزائرية، وذلك عبر المتاجرة في المساعدات المقدمة للسكان، ثم تورط البوليساريو في علاقات مشبوهة مع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي؛ بل والمشاركة الفعلية في الأعمال الإرهابية، ويحضر هنا اسم عمر الصحراوي، كعنصر أساسي من البوليساريو؛ تم تجنيده من طرف القاعدة، إضافة إلى  إفلاس شعار حقوق الإنسان الذي رفعته البوليساريو مدعومة من الجزائر في وجه المغرب، لتوسيع مهمة المينورسو، بحيث إن هده الورقة البالية التي كانت تلوح بها في كل مرة ضد المغرب مزقت من طرف المملكة وانقلبت الآية رأسا على عقب، وأصبح المغرب يلعب بارتياح بهذه الورقة، و هذه المرة من موقع متقدم جدا، خسرت فيه الجزائر وربيبتها البوليساريو ما تبقى من رصيدهما أمام المنتظم الدولي .

 

       إضافة إلى ما ذكر فهناك ترحيب المنتظم الدولي و خاصة الدول العظمى بالمقترح المغربي للحكم الذاتي، باعتباره مقترحا جادا، وذا مصداقية لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مع ما يرافق ذلك من عمل مواز يقوم به المغرب، بخصوص مشروع الجهوية الموسعة، التي تستهدف الاقاليم الجنوبية  المغربية بشكل خاص، عبر فتح المجال أمام الساكنة لتسيير شؤونها، مع الارتباط بالوطن الأم تم التلاحم الوطني الغير مسبوق الدي يعرفه ملف القضية الوطنية الاولى للمغرب، ومن أجل الدفاع عن جزء عزيز من الوطن؛ حيث أصبح كل المغاربة والصحراويين، يجمعهم مصير مشترك مع إخوانهم المحتجزين فوق الأراضي الجزائرية في تندوف، وفي الآن ذاته ترحيب الوطن الام بجميع المغاربة، الذين اخترقوا الحراسة الأمنية المشددة لعصابات الرابوني، و التحقوا بوطن أجدادهم.

 

    البوليساريو أصبح يعيش وضعا مأزوما، يرتبط بتحولات دولية، تؤشر جميعها على اقتراب نهاية الأطروحة الانفصالية، التي ساهمت في تأسيس الجبهة الكرتونية، الشيء الذي خلف فراغا كبيرا لم يتمكن قادة الانفصال ومن يدعمهم من جنرالات الجزائر ومخابراتها، من تعويضه إلى حدود الآن، رغم ما يبذلونه من مجهودات يائسة، عبر محاولة ضخ دماء جديدة في شرايين المشروع الانفصالي، الذي يبدو أنه دخل مرحلة الموت الاكلينيكي.فجميع المحاولات التي قام بها قياديو الانفصال بدعم من الجزائر منيت بالفشل الدريع والتي كان أخرها المحاولة الساعية إلى تحويل القضية الانفصالية، إلى قضية حقوقية؛ لتوريط المغرب في جرائم وهمية؛ ترتبط بانتهاكات وهمية لحقوق الإنسان في الصحراء و جر المنتظم الدولي إلى مواجهة انتهاكات لا وجود لها اصلا عبر توسيع مهمة المينورسو، لتشمل مراقبة وضعية حقوق الإنسان في الصحراء.

 

 

         إن الخطط الانفصالية المرسومة من قبل المخابرات الجزائرية والمدعومة من طرف اليمين الإسباني المعادي لكل ما هو مغربي فشلت فشلا ذريعا ومنيت بهزيمة نكراء مما يبين أن الأطروحة الانفصالية تعيش أيامها الأخيرة، ولا يمكن انقاذها من موتها المحقق، و هو موت منطقي يجد تفسيره أكثر في المعطيات الدولية الجديدة، التي تفرض نفسها، رغم العناد الجزائري الداعم لهده الأطروحة المشروخة والبالية ، والتي تريد أن تعيش خارج سياق الزمان و المكان و في ظل التحولات الدولية و تطبيق الجهوية الموسعة من طرف المغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *