آخر ساعة

البوليساريو تخرج أسطوانة التلويح بالحرب ضد المغرب من جديد

كعادتها وعندما لا تجد البوليساريو جوابا لمتطلبات ساكنة تندوف التي تئن تحت وطأة القهر والجوع، وحينما تعجز عن تفسير قمعها و تقتيلها للمحتجزين الصحراويين تلجا إلى استعمال ورقة التهديد  بالعودة إلى حمل السلاح في وجه المغرب، وقد استعملت البوليساريو مؤخرا هذه الأسطوانة كرد فعل على النجاح الذي حققته المملكة في أفريقيا ومن خلال هدم أقدم قلاع البوليساريو هناك، إضافة إلى القبول الذي حظي به المغرب من خلال طلبه العودة إلى أحضان الاتحاد الأفريقي.

 

و هذه الخطوات الناجحة للمغرب شكلت ضربة  موجعة للبوليساريو كما وضعت الجزائر في وضعية لاتحسد عليه لما تكنه الجارة الشرقية من كره للمغرب من خلال ما يحققه من انتصارات متتالية في ملف الصحراء المغربية، التي قال عنها الملك محمد السادس إن “الصحراء المتنازع حولها ستظل تحت السيادة المغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها”.

 

وبحسب بعض الأخبار الواردة من المخيمات فعناصر الكيان الانفصالي المدعومون من الجزائر، مافتئوا يصرحون في كل اتجاه أن الجبهة على استعداد لشن الحرب على المغرب، و أنهم ينتظرون الأوامر فقط لخرق وقف إطلاق النار، والذي أصبح ساري المفعول منذ تسعينيات القرن الماضي تحت مراقبة بعثة الأمم المتحدة “المينورسو”.

 

المراقبون و المتتبعون لهذا الملف يرون أن الحرب التي تلوح جبهة البوليساريو بشنها مجددا ضد المغرب ما هي إلا تكتيك إعلامي، إذ أن هذه الأخيرة تعرف مسبقا انه يصعب عليها الدخول في مواجهة عسكرية غير متكافئة، ونتائجها محسومة لصالح المملكة، مما يعني ضرورة  التخلي عن الحل العسكري بالنسبة للبوليساريو والبحث عن منفذ آخر لحل هذا المشكل ، وان المغرب قد قدم أقصى ما يمكن تقديمه لحل هذا النزاع والمتمثل في مبادرة الحكم الذاتي للصحراء والتي وضعها بين يدي الأمم المتحدة مند 2007.

 

الكل يجمع على أن تهديدات البوليساريو هي زوبعة في فنجان اعتادت الجبهة إطلاقها، لغايات سياسية وإعلامية، كلما طفا موضوع نزاع الصحراء على سطح أحداث المنطقة كما أن وقوع حرب يمكن أن تشنها “جبهة البوليساريو” ضد المغرب مستبعد لان الجمهورية الكرتونية لا تملك ما تسد به رمق عيش الساكنة و هي عاجزة أن تدخل في حرب مع المغرب، إضافة أن السياق الجيوسياسي والقوى الدولية ترفض أي أعمال حربية في هذه المنطقة.

 

ومن جهة أخرى يرى بعض المراقبين ، أن تهديدات  البوليساريو ضد المغرب ليست جديدة، فقد سبق لها قبل أشهر قليلة أن أطلقت ذات التهديدات من دون أن تنفذها حقيقة على أرض الميدان. فالأمر لا يعدو أن يكون “بالون اختبار” تطلقه الجبهة الهلامية لمعرفة ردة فعل المغرب والمنتظم الدولي أيضاً، كما أنها تقيس بتلك التهديدات مدى حرارة ملف الصحراء عند الأطراف المعنية به، ومن بينها الجزائر لكونها متورطة في النزاع.

 

وفي هدا الصدد يقول الخبير الاسباني في الشؤون العسكرية والإستراتيجية “ميغيل أنخيل بايستيروس” بان إسبانيا وأوروبا يفضلان حل النزاع عبر التوصل لاتفاق بين الطرفين، ما سيمكن بالمقابل من تحسين العلاقات بين الجزائر والمغرب، ويحول دول المنطقة المغاربية إلى سوق كبير لجذب الشركات الأوروبية، غير أن المسؤول الاسباني شدد في الوقت نفسه على أن الحل لهذا الصراع سوف يكون معقدا ولن يتم على المدى القصير بسبب انشغال المنتظم الدولي بقضايا أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *