منوعات | هام

تعرف على 5 مشاهير عاشوا التشرد قبل أن يعرفوا الثراء

تصدِّر لنا وسائل الإعلام صورة شائعة بأن حياة المشاهير مليئة بالرفاهية والمثالية، ولكن هذا ليس صحيحاً دوماً، فهناك بعض المشاهير عانوا كثيراً في بداية حياتهم، ووصلت بهم المعاناة أحياناً إلى حد التشرد، والنوم في الشوارع، أو الملاجئ، وفي هذا التقرير سنستعرض قصص بعضهم.

 

الممثلة الأميركية هالي بيري

 

فازت هالي بيري بجائزة الأوسكار عام 2002 كأفضل ممثلة عن دورها في فيلم “كرة الوحش”، بالإضافة لحصولها على جائزة “غولدن غلوب” 4 مرات عن أدوار مميزة مثّلتها، من أبرزها دورها في فيلم “Introducing Dorothy Dandridge”، وتبلغ ثروتها اليوم 70 مليون دولار أميركي.

ولكن، ما لا يعرفه الكثيرون عن “بيري” أنها في بداية مسيرتها الفنية انتقلت إلى شيكاغو لدراسة التمثيل، وهناك طلبت من والدتها أن ترسل إليها المال حتى تستمر في تعليمها، ولكنها رفضت؛ لأنها كانت ترى أنه يجب أن تعتمد على نفسها، فاضطرت بيري إلى العيش في ملجأ للمشردين. ورغم قسوة هذه الفترة، فإنها استفادت منها في تكوين شخصيتها، وتلخص ذلك بقولها: “لقد تعلمت كيف أعتني بنفسي، وأنه يمكنني العيش تحت أي ظرف، حتى ولو كان ذلك يعني الذهاب إلى ملجأ لبعض الوقت، والعيش في ظل إمكانات هزيلة، ففي النهاية أصبحت أعرف كيف أصل إلى ما أريد بطريقتي الخاصة”.

وظهرت بيري لأول مرة عام 1989، في دورٍ صغير في المسلسل التلفزيوني “Living Dolls”، والذي صُورت أحداثه في مدينة نيويورك، وفي أثناء تصوير المسلسل دخلت في غيبوبة، وشُخصت حالتها بأنها مصابة بمرض السكري من الدرجة الأولى، ولكنها لم تستسلم للمرض؛ إذ ظهرت بعد ذلك في عام 1991، في دور صغير أيضاً بفيلم “Spike Lee”، وأتيحت لها الفرصة في العام التالي للمشاركة بدور رئيسي في فيلم “Strictly Business”، وأثارت انتباه الجمهور، مما جعل المخرجين يعرضون عليها العديد من الأدوار المهمة بعد ذلك، والتي صنعت شهرتها كنجمة عالمية.

 

رجل الأعمال الأميركي كريس غاردنر

 

تحولت قصة حياة كريس غاردنر إلى فيلم للممثل الأميركي ويل سميث وهو “The pursuit of happyness”، ويعتبر غاردنر اليوم أحد كبار رجال الأعمال في أميركا، إلى جانب أنه أيضاً من أهم مؤلفي كتب التنمية الذاتية الأكثر مبيعاً، ويعمل كذلك محاضراً تحفيزياً، ورئيساً تنفيذياً لشركة الأوراق المالية “غاردنر ريتش”، ويبلغ حجم ثروته 60 مليون دولار أميركي.

وقبل أن يعرف غاردنر طعم النجاح، ويكشف عن تفاصيل قصة حياته، كان يعيش مشرداً في الشوارع مع ابنه الصغير، ويحاول العمل في مجال التمويل على الرغم من عدم وجود أي خبرة لديه في ذلك المجال، أو حتى شهادة جامعية، وإنما حصل على برنامج تدريبي فقط. ونتيجة وضعه المادي المتدهور في تلك الفترة، تركته زوجته، ليعيش أوقاتاً صعبة للغاية، مشتتاً بين ملاجئ المشردين بصحبة ابنه، واضطرا في إحدى المرات للنوم داخل دورة مياه بمحطة مترو في مدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا، وبالإضافة إلى هذه المعاناة التي مر بها، لم تكن طفولته أحسن حالاً، فلقد عانى فيها الفقر، والعنف المنزلي، والاعتداء الجنسي.

وكانت الخطوة الأولى لغاردنر في الطريق إلى الثراء، بانضمامه كمتدرب إلى شركة “دين ويتر رينولدز” للخدمات المالية عام 1981، واجتهد في العمل كوسيط أوراق مالية، مما جعله يصبح من بين 20 موظفاً اختارتهم الشركة لتعيينهم لديها بدوام كلي، وتدرّج بعد ذلك في عدة مناصب، وتنقّل بين عدة شركات وبنوك كبرى في “وول ستريت”، وكان آخرها بنك “بير ستيرنز”، الذي تركه عام 1987 ليؤسس شركته الخاصة للأوراق المالية “غاردنر ريتش”، والتي صنع منها ثروته.

 

الممثل البريطاني تشارلي تشابلن

 

واجه الممثل الكوميدي الشهير تشارلي تشابلن، في طفولته مشكلة انفصال والديه وهو في عمر الثالثة، ليعيش بعد ذلك مع والدته في فقر مدقع، وساء الوضع لاحقاً بشكل بالغ؛ إذ فقدت والدته عملها في المسرح بسبب إصابة أحبالها الصوتية، فأصبحت ظروفهم المادية سيئة للغاية، مما اضطره إلى العمل مع أخيه الأكبر غير الشقيق سيدني في مسح الأحذية، حتى يدبرا نفقاتهما.

وبعد عدة سنوات، لم تعد والدته قادرة تماماً على رعايته هو وأخيه، فوضعتهما السلطات في ملجأ للفقراء بمنطقة لامبث في لندن، ثم انتقلا بعد عدة أسابيع إلى مدرسة “هانويل” للأطفال الأيتام والمعدَمين. وفي عمر الثالثة عشرة بعد وفاة والده، أصيبت والدته بالانهيار العصبي، ووُضعت في مصحة للأمراض العقلية، مما عقَّد أزمة تشابلن، ولذلك لم تغادر هذه الفترة العصيبة ذاكرته، فقد كتب عنها في مذكراته التي كانت بعنوان “قصة حياتي” قائلاً: “وقفت في طفولتي أمام مصيري غير قادر على فعل شيء، ورغم ذلك كان يجب علي أن أكبر وأتحمل المسؤولية”.

وكانت البداية الفنية الفعلية لتشابلن في سن الرابعة عشرة، بمشاركته في مسرحية “غراميات كوكيني”، التي أتاحت له فرصة الحصول على دور الطفل بيلي بائع الصحف، في سلسلة مسرحيات “شارلوك هولمز”، وعمل بعد ذلك في استعراض “سيرك المحكمة”، وانضم كمهرج إلى شركة الممثل الكوميدي البريطاني فرد كارنو.

وبعد بلوغه الرابعة والعشرين، ذهب تشابلن إلى أميركا والتقى أصحاب شركة كيستوف للإنتاج السينمائي، والتي أنتجت له العديد من الأفلام التي ظهر فيها بصورته الشهيرة كصعلوك صغير، وكان أولها فيلم “أطفال يتسابقون في فينيس”، عام 1914، وتتالت أدواره المتميزة بعد هذا الفيلم، والتي نجح من خلالها في أن يسجل اسمه كأحد الشخصيات السينمائية العالمية المؤثرة.

 

المغنية الأميركية إيلا فيتزجيرالد

 

وصلت شهرة المغنية إيلا فيتزجيرالد إلى الغناء أمام الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان عام 1981، وبالإضافة لذلك فقد نجحت في الحصول على لقب “مغنية الجاز الأفضل على مر العصور”، وبلغ حجم ثروتها قبل وفاتها عام 1996، 10 ملايين دولار أميركي.

ورغم هذه الانجازات الكبيرة، هناك جزء مظلم من حياتها، يتمثل في معاناتها ظروفاً قاسية، بدأت بعد وفاة والدتها في سن مبكرة، وتعرضها للضرب من قِبل زوج والدتها، مما دفعها للهروب من المنزل والتجول في الشوارع بلا مأوى، والعمل مع عصابات المافيا في نيويورك من أجل الحصول على المال، وأدى ذلك إلى إلقاء القبض عليها، ووضعها في دار للأيتام بعض الوقت، ومن ثم نقلها لمدرسة إصلاحية للإناث.

وشهد مسرح أبوللو في نيويورك، الخطوة الفنية الأولى لـ”إيلا” عام 1934، عندما شاركت بالغناء في مسابقة الهواة، والتي انتهت بفوزها بجائزة المسابقة البالغة 25 دولاراً أميركياً، ولفت أداؤها المؤلف الأميركي “فرانسيس سكوت كي فيتزجيرالد”، أحد أعظم الكتاب الأميركيين في القرن العشرين، والذي ساعدها على أن تصبح واحدة من مغنيات الجاز الأكثر شهرة، لتتمكن بعد ذلك من الحصول على جائزة “غرامي” 13 مرة، وتُكرم من قِبل الرئيسين الأميركييْن رونالد ريغان وجورج بوش، وبعد مرور 11 سنة على وفاتها وُضعت صورتها على الطوابع البريدية في الولايات المتحدة، عام 2007.

 

المغنية الكندية شانيا توين

 

تبلغ ثروة مغنية البوب شانيا توين اليوم قرابة 350 مليون دولار أميركي، وحصلت على جائزة “غرامي” 5 مرات، ووصل حجم مبيعات ألبوماتها الغنائية إلى 65 مليون ألبوم حول العالم، منهم 48 مليون ألبوم وزعت داخل الولايات المتحدة فقط.

وعند عودتنا إلى حياة شانيا في البدايات، سنجد الوضع مختلفاً تماماً، فلم تكن تنعم ولو بجزء بسيط من الرفاهية التي تعيش فيها اليوم، فقد واجهت العديد من الأزمات في صغرها من فقر، وانفصال والديها في سنّ مبكرة، لتتزوج والدتها بعد ذلك من “جيري توين”، الذي تبنى شانيا وإخوتها، ولكنه كان يضرب والدتهم باستمرار، مما أدى إلى انفصالها عنه في عام 1979، لتتنقل شانيا برفقة عائلتها بين عدة ملاجئ في مدينة تورونتو الكندية، واستمر هذا الوضع سنتين، حتى عادت والدتها إلى زوجها مرة أخرى في عام 1981.

وبعد تخرج شانيا في المدرسة الثانوية عام 1983، انضمت إلى فرقة “لونج شوت” لصقل موهبتها الغنائية، وبعد توقف هذه الفرقة انتقلت للغناء في فرقة “فليرت”، في وأثناء غنائها معهم انتظمت في دروس لتقوية مهاراتها، مع مدرب الصوت جارتن لان، وفي هذه الفترة أُعجب بغنائها المنتج الفني ستان كامبل، وكتب عنها مقالة في جريدة “كانتري ميوزك”، قائلاً: “إنها تمتلك صوتاً قوياً رائع النغم، ولديها روح إيجابية، وطموح قوي، يؤهلانها لتحقيق أحلامها”، وهو ما حدث بالفعل عند إطلاق ألبومها الأول عام 1993؛ إذ لاقى إعجاب الجمهور، وبيع منه مليون و200 ألف نسخة، وطرحت شانيا بعده 7 ألبومات، كان آخرها عام 2015.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *