متابعات

رحيم الطور: خطاب العرش لهذه السنة يؤسس لجيل جديد من الخطب الملكية

قال الدكتور رحيم الطور، أستاذ العلوم الاقتصادية ومدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة، إن خطاب العرش لهذه السنة يؤسس لجيل جديد للخطب الملكية، إذ تميز عن سابقيه على جميع المستويات سواء من حيث توقيت إلقائه او من حيث شكله و مضمونه.

وأضاف الطور أن خطب العرش كانت تلقى عادة خلال زوال يوم العيد لكن هذه السنة فضل صاحب الجلالة إلقاء خطابه السامي ليلة العيد خلال توقيت ترتفع فيه نسبة المشاهدة، ومن حيث الشكل كان الخطاب مركزا وموظفا لعبارات صريحة سمت الأشياء بمسمياتها، كما وضع الخطاب الأصبع على مكامن الخلل، وبعث رسائل مباشرة وغير مشفرة إلى من يهمهم الأمر من مسؤولين سياسيين و إداريين.

وأبرز مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة أنه من حيث المضمون وهو الأهم فقد اقتصر الخطاب على غير عادته على تناول إشكاليات محددة دون التطرق الى محاور اعتادت خطب العرش تناولها من قبيل القضية الوطنية الأولى و العلاقات الدولية إضافة الى التذكير بالانجازات التي عرفتها المملكة… لقد سلط الخطاب الملكي الضوء على  الإشكاليات الرئيسية التي أثقلت كاهل البلاد و التي يمكن تلخيصها في ضعف الإدارة العمومية وفي التماطل في ربط المسؤولية بالمحاسبة وفي تهاون الأحزاب في القيام بدورها… لقد لاحظ صاحب الجلالة أن الإدارة العمومية تفتقر إلى الحكامة الجيدة والى مسؤولين أكفاء لديهم حس وطني  كما أنها تعاني من ضعف في المردودية وبالتالي لا تقدم الا خدمات لا ترقى الى مستوى تطلعات المواطنين…

وقال أستاذ العلوم الاقتصادية إن صاحب الجلالة لاحظ ان الجهات التي ينشط فيها القطاع الخاص تعرف حركية اقتصادية قوية عكس الجهات الأخرى التي مازالت تعاني بحدة من مشاكل اجتماعية مخجلة… وذكر انه لم يعد مقبولا اليوم ترديد اسطوانة “يمنعونني من القيام بعملي”، وعلى المسؤول في هذه الحالة ان يقدم استقالته وان تعطيل المصلحة العامة بسبب مصالح شخصية او حسابات حزبية ليس إخلالا بالواجب وإنما خيانة في حق الوطن…وبالتالي اصبح من الضروري ربط المسؤولية بالمحاسبة والعمل على تغيير العقليات خصوصا بالقطاع العام وبالأحزاب التي هي مطالبة بمواكبة التطور الذي يعرفه المغرب وبخدمة المواطن الذي من اجله تباشر الإصلاحات و توضع البرامج وتخلق المشاريع.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *