مجتمع

وصفات صحراوية لتكبير الأرداف تحول حياة شابتين إلى جحيم

توصلت مصحة الهلال الأحمر بمدينة تطوان، نهاية الأسبوع الماضي، بحالتين متفرقتين لالتهاب على مستوى المؤخرة، طال شابتين جراء استعمالهما لمستحضرات مجهولة المصدر بهدف تكبير الأرداف.

الشابتان، البالغتان 17 و21 سنة على التوالي، تعرضتا، استنادا إلى المصدر نفسه، إلى التهاب متفاوت الخطورة على مستوى المستقيم، دفع الطبيب المداوم إلى عرض واحدة منهما على طبيب مختص، مضيفا أن السبب وراء هاتين الحالتين المستعجلتين هو تجريبهما لوصفة صحراوية لتكبير الأرداف تتكون من أعشاب ومواد غير معروفة المصدر.

أحد الأطباء الذين اطلعوا على حالة الشابتين قال إن هذه المواد، المتوفرة على شاكلة تحاميل (قويلبات)، تسببت للشابتين إلى جانب ذلك في عسر الهضم والإمساك والحمى، نتيجة تعفن الجرح الذي أحدثته التحاميل المستعملة.

المصدر ذاته أوضح أن الحالة الأولى تحسن وضعها بعد حقنها بمواد مضادة للأعراض الظاهرة عليها، فيما مكثت الحالة الثانية بالمستشفى ليلة واحدة، قبل أن تتحسن حالتها الصحية في اليوم الموالي، لتترك المستشفى هي الأخرى.

وعن خطورة هذه الوصفات، أبرز الطبيب ذاته أن الأدوية الطبية يسهر عليها بالمختبرات فريق علمي خاص، يقوم بأبحاث عديدة لمعرفة ما إذا كان الدواء قابلا للاستعمال أم لا، ثم يتم تجريبه في مرحلة ثانية على بعض الحيوانات، لتحديد نسبة تسببه في آثار جانبية، وهي النسبة التي من المفروض أن تكون صفرا في المائة.

وتابع مصدرنا بالقول: “بعد ذلك يتم تجريب هذه الأدوية على عينة قليلة من البشر يتم التعاقد معها لهذا السبب، ليخلصوا في النهاية إلى مدى فاعلية وسلامة الدواء المفترض”، منبّها إلى أن هذه السلسلة من الإجراءات لا يتم احترامها في عملية تسويق منتجات تكبير الأرداف التي تستعملها الكثير من النساء.

الإشكالية في هذه التحاميل المكونة من الأعشاب، يزيد المصدر ذاته، هي عدم خضوعها لشروط علمية في عملية مزج المكونات، ما يعني تباين جرعات المواد المكونة لها بين تحميلة وأخرى، وهو ما يفضي في نهاية المطاف إلى تباين المفعول بدوره.

وأوضح الطبيب، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن هذه الأعشاب مجهولة المصدر تسبب في الغالب مشاكل في الجهاز الهضمي، ومشاكل الحساسية، مضيفا أن هذا النوع من تكبير الأرداف بشكل عام “لا يخضع للنسبية الموجودة في جسم الإنسان، بمعنى أن هناك نسبا مضبوطة من الشحم والبروتين والجلد، ما يجعل هذه المناطق التي يتم تكبيرها غير متناسقة مع باقي الجسم، كما هو الحال بالنسبة للتضخيم بطريقة طبيعية”.

وسجّل المتحدث ذاته أن هذا النوع من التضخيم غير الطبيعي، سواء على مستوى الصدر أو الأرداف، يخلق مشاكل أخرى على مستوى الجهاز العظمي، بحيث يشكل الوزن الزائد بشكل غير طبيعي في بعض المناطق دون أخرى عبئا لا يمكن للعظام تحمله، وهو ما يدفع المتخصصين في جراحات التجميل إلى جعل الخاضعات لهذا النوع من العمليات يأخذن مقويات للعظام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *