متابعات

سفيرة البوليساريو بالبيرو..ديبلوماسية بدرجة سائحة أجنية مخالفة لقانون الهجرة

قالت مصادر إعلامية من مخيمات تندوف إن الحركية الدبلوماسية الأخيرة التي أعلنها زعيم جبهة البوليساريو شهر ماي الماضي أسفرت عن تعيين خدجتو المختار كينة ممثلة دبلوماسية للبوليساريو بدولة البيرو ، إلا أن قرار السلطات البيروفية عدم السماح لها بدخول البلاد، سلط الأضواء على الارتباك الذي تعيشه ديبلوماسية البوليساريو، التي فضلت الصمت والتصريحات الفضفاضة أمام الموقف الصريح والحازم لدولة البيرو.

وأضافت ذات المصادر أن هذا الارتباك هو الذي دفع بقيادة البوليساريو إلى القول بأن خديجتو كينا الممنوعة من دخول البيرو هي سفيرة متجولة في أمريكا اللاتينية ما يدل على حجم المشاكل التي تعانيها دبلوماسية الجبهة في السنوات الأخيرة.

وقالت ذات المصادر الإعلامية إن قضية اعتصام  خدجتو كينا بمطار ليما، تسلط الضوء على وهن دبلوماسية البوليساريو، معترفة بالاختراق الكبير للدبلوماسية المغربية في بلدان امريكا اللاتينية ومقدرتها على التأثير على القرارات المتخذة من طرف بعض البلدان التي اقتنعت بمصداقية الطرح المغربي في هذا النزاع المفتعل. 

وأكدت هذه المصادر أيضا أن التأخر الحاصل في ايجاد حل لسفيرة الجبهة بمطار العاصمة البيروفية ستكون له انعكاسات سلبية على مكانة البوليساريو ليس فقط بدولة البيرو بل في كامل منطقة أمريكا اللاتينية.

من جهة أخرى قال متتبع لقضية الصحراء إن الصفعة الجديدة للأطروحة الانفصالية، جاءت هذه المرة من العاصمة البيروفية ليما، حيث فضحت سلطات هذا البلد الجنوب أمريكي مزاعم واحدة من انفصاليي “البوليساريو” الذين يتجولون بين عواصم العالم بجوزات سفر دول أخرى منتحلين لصفات دبلوماسية.

 يذكر أنه في  9 شتنبر الجاري، حلت خديجتو المختار كينا بمطار ليما الدولي وهي تنوي دخول البلد، الذي زارته في الفترة ما بين 10 يونيو و 18 غشت الماضيين كسائحة، لكنها خلال هذه الزيارة لبست “جبة دبلوماسية” على غير المقاس وقامت بعدد من الأنشطة ذات الطابع السياسي، وانتحلت صفة سفيرة “الجمهورية الصحراوية” التي علقت البيرو علاقاتها الدبلوماسية معها، وقامت بسلوكات تنتهك الشروط المنصوص عليها في القانون وفي نظام الهجرة.

ولم يكن ليخفى على سلطات البيرو ما قامت به كينا ، التي وجدت نفسها وقد أدرجتها الهيأة الوطنية للهجرة ضمن قائمة الأشخاص الممنوعين من دخول التراب البيروفي، لانتحالها صفة سفيرة دون الحصول على أي اعتماد دبلوماسي وقيامها بأنشطة سياسية مخالفة لقوانين الهجرة المعمول بها، بل وتعدت ذلك إلى التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد من خلال إطلاق تصريحات أثارت استياء عميقا واستهجنتها الأوساط السياسية والاكاديمية والإعلامية وكذا المجتمع المدني.

وفي أعقاب ذلك، ووفقا لمصالح الهجرة البيروفية، فإن كينا اختارت المكوث طواعية وبشكل غير قانوني بأحد مكاتب مصالح الهجرة بمطار ليما، كما رفضت إمكانية ترحيلها جوا ومجانا، ولم تقبل لاحقا بإمكانية السماح لها بالدخول إلى البلاد شريطة الالتزام الصريح بالقيام بما يدخل في خانة الأنشطة السياحية فقط”، وتابعت مسلسل الادعاءات الواهية بشأن اعتقالها استجداء للتعاطف.

لكن الرد كان قويا وجاء على لسان وزير الداخلية البيروفي كارلوس باسومبريو، الذي أكد بلغة صريحة لا تحتمل أي تأويل، أن خديجتو المختار كينا، التي تزعم أنها ممثلة للبوليساريو، “ليس معترفا بها وليست مدعوة من قبل وزارة خارجية البيرو”.

ويأتي توضيح كارلوس باسومبريو في أعقاب إصدار مصالح الهجرة البيروفية، التابعة لوزارة الداخلية، بيانا نشرته على موقعها الإلكتروني كذبت فيه الادعاءات الواهية لكينا بشأن اعتقالها، مشيرة إلى أن هذه المواطنة الإسبانية، “لم تمنحها السلطات البيروفية أي تأشيرة دبلوماسية ولم تحصل على أية امتيازات أو حصانة”، كممثلة لـ”البوليساريو” بليما، خلافا لادعاءاتها الواهية.

كما سبق لوزارة الخارجية البيروفية أن أكدت أن خديجتو المختار كينيا، المنتحلة لصفة دبلوماسية، ليست في نهاية المطاف، سوى سائحة أجنبية في وضعية غير قانونية نظرا لمخالفتها لقوانين الهجرة المعمول بها في البلد الجنوب أمريكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *