منوعات

كتاب “نار وغضب” يكشف عن نوايا أكثر شراً لإدارة ترامب

ويشير الكتاب الذي ألفه الصحفي مايكل وولف بناءً على مشاهداته ومعلوماته خلال فترة عمله في البيت الأبيض، إلى أن مستشار الرئيس ترامب، ستيف بانون، قد نشر عن عمد هذا الأمر المثير للجدل يوم جمعةٍ، من أجل أن يتسبَّب في أكبر قدرٍ ممكن من الإزعاج، بحسب ما ذكرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، أمس الجمعة 5 يناير 2018.

وذكرت الصحيفة أن قرار الهجرة هذا الذي استثنى مواطني (اليمن، والسودان، وسوريا، وليبيا، وإيران، والعراق، والصومال) من دخول الولايات المتحد، قد وُقِّعَ بعد أسبوعٍ واحد فحسب من رئاسة ترامب.

وكان القرار يهدف إلى تنفيذ الرئيس الأميركي ترامب لوعده عندما كان مرشحا رئاسياً، بمنع هجرة المسلمين إلى أميركا، والتي اعتبر أنها تساهم في الهجمات الإرهابية.

ويكشف الكتاب الذي أصبح يُباع في الأسواق حالياً، أنَّ سبب اختيار يوم جمعة للتوقيع على القرار كان الهدف منه أن يُسبِّب أكبر قدرٍ ممكنٍ من الإرباك في المطارات.

 

وبدا الاستعجال في توقيع القرار واضحاً، لدرجة أنه قد أثَّرَ على من كانوا في طريقهم إلى الولايات المتحدة، والذين احتُجِزوا فور وصولهم، ومَثَلَ ذلك اليوم واحداً من أكثر أيام السفر ازدحاماً.

كما أن التوقيع على القرار في نهاية الأسبوع، يعني أيضاً توافر العدد الأكبر من الناس الذين سوف يكونون متاحين للحضور والتظاهر، وأشارت “الإندبندنت” إلى أن النشطاء توافدوا على المطارات فور تنفيذ القرار، بما في ذلك مطار جي إف كنيدي بنيويورك، في مشاهد سوف تكون السمة الغالبة لبدايات رئاسة ترامب.

وبحسب كتاب “نار وغضب” فإن كل هذا قد جرى حسبانه بدقة من قِبَلِ بانون، ففي وسط هذه الفوضى تساءل الناس من داخل وخارج البيت الأبيض عن السبب الذي قرَّرَ من أجله توقيع القرار، في وقتٍ زاد من الارتباك في المطارات والحكومة والولايات المتحدة بشكل أعم.

ونقل وولف عن المستشار السابق للرئيس، بانون قوله: “ممم.. هذا هو السبب: حتى يظهر أصحاب المشاعر المرهفة في المطارات ويُحدِثوا شغباً”.

أما وولف وفي تعليقه على القرار، فقال إنه صُمِّمَ بطريقةٍ “تُحطِّم الليبراليين” من خلال “إصابتهم بالجنون وسحبهم إلى اليسار”.

وأضاف وولف أن هذا الأمر “ساعد أيضاً بانون على تقسيم الولايات المتحدة إلى أميركتين ــ أميركا ترامب وأميركا الليبراليين ــ وساعد أيضاً على توضيح الفرق بين البيت الأبيض وأولئك الذين لم يكونوا بعد ملتزمين برؤيته بحرق المكان برمته”.

ويقترح الكتاب أيضاً أن صياغة القرار ــ الذي لاقى تحدياً ناجحاً في المحاكم منذ ذلك الحين ــ قد كتبها ترامب ومستشارون آخرون له على عجالة، وقد شجَّعَ بانون ستيفان ميلر، كبير مستشاري السياسة في البيت الأبيض، للبحث عن الحظر على الإنترنت من أجل أن يصل بانون إلى البيت الأبيض بمسودةٍ تقريبيةٍ سريعة لقرار الحظر، وذلك بحسب زعم الكتاب.

وقد خُفِّفَ القرار بشكل طفيف، جزئياً بسبب إلحاح النائب الجمهوري الكبير رينس بريبوس. وقد أدى هذا، بحسب الكتاب، إلى تخفيف القرار ليصبح “مجرد قرار وحشي”.

ومعروف عن بانون عدائه الواضح للمسلمين قبل تولي منصبه في إدارة ترامب وخلالها، وكان بانون قد قال في لقاء مع إذاعة “برايتبارت” إن أكبر خطرين يهددان أميركا هما الصين والإسلام.

وقال بانون أيضاً خلال أحد البرامج الإذاعية في فبراير 2016: “نواجه الإسلام التوسعي والصين التوسعية، أليس كذلك؟ لديهم الدافع وراء ذلك، فهم متغطرسون ويتقدمون للأمام ويعتقدون أن الغرب اليهودي المسيحي يتراجع”.

واعتبر بانون أن “الإسلام هو الديانة الأكثر تطرفاً في العالم وأنه يعمل منذ دخول البيت الأبيض على وضع سياسات معادية للمسلمين”. وذكر البعض أن عقيدة ترامب الرئيسية تتمثل في “الحرب على الإسلام”، بحسب ما ذكرته صحيفة “الغارديان” البريطانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *