متابعات

العملية الأخيرة لل”BCIJ” دليل آخر على الامتدادات الإرهابية للبوليساريو

تناولت وسائل الإعلام بشكل واسع خبر تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، الخميس الماضي، من إيقاف ثلاثة عناصر خطيرة موالية ل »داعش »، تتراوح أعمارهم بين 24 و30 سنة، ينشطون بكل من العيون وسلا ومراكش.

وجاء ضمن الخبر أن التتبع أظهر أن المشتبه فيهم الذين بايعوا خليفة ”داعش”، انخرطوا في التحريض على القتل تنفيذا للنهج الدموي لهذا التنظيم الإرهابي، بالموازاة مع سعيهم لاكتساب خبرات في مجال صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة»، وأبرزت التحريات أن أحد هذه العناصر الذي سبق له أن التحق بمخيمات انفصاليي “البوليساريو” بتندوف، كان في طور الإعداد للقيام بعمليات إرهابية داخل المملكة تنفيذا لأجندة “داعش”.

وقد أسفرت عملية التفتيش عن حجز مجموعة من المعدات الإلكترونية، بالإضافة إلى “بطاقة تعريف” مسلمة لأحد المشتبه فيهم من طرف “الجمهورية البوليساريو” وكذا بذلة عسكرية، وراية ترمز إلى هذا “الكيان الوهمي”.

وتأتي هذه العملية لتؤكد الانخراط الفعلي لجبهة البوليساريو في احتضان المنظمات الإرهابية وتوفير البنية والظروف المواتية لعملها.

وقال أحد المتتبعين للشأن الصحراوي إن التراجع الكبير في الموارد المالية للبوليساريو من فائض المساعدات الغذائية والإعانات المالية التي كان يدرها عليها نظام معمر القذافي ودولة الجزائر وجنوب إفريقيا، وكذا لارتفاع حدة الاحتقان الاجتماعي داخل مخيمات تندوف، إضافة إلى الاختلالات التدبيرية والتنظيمية والعسكرية في صفوف القيادة الهلامية وتراجع التأييد الدولي لمواقف هذه الأخيرة من الناحية السياسية…كلها عوامل ألقت بتداعياتها على الخط السياسي للجبهة التي لم تجد سبيلا لتجاوز ذلك سوى التحول إلى تنظيم راديكالي إرهابي مسلح ينشط في منطقة الصحراء وعلى شريط الساحل الإفريقي، حيث تقوم عناصرها بتنفيذ عمليات إرهابية معينة ضد الجميع بدواعي توفير الدعم المالي .

وأضاف المتحدث ذاته أنه في ظل تراكم نكسات الجبهة على الواجهة الدبلوماسية الدولية والمحلية، فضلاً عن ما تعيشه من نقص في المساعدات الغذائية والمالية والمطالبة بتحسين عيش سكان المخيمات إضافة الى عزلة القيادة عن المحتجزين في تندوف والعيش في قصور بالعواصم الدولية، الشيء الذي أدى إلى انفجار الوضع الداخلي للجبهة وتحول أعضاء قيادتها إلى مناصرين ومتعاملين مع الفلول الإرهابية التي تتواجد بمنطقة الصحراء والساحل التي توفر لها المخابرات الجزائرية الغطاء التام للقيام بجرائمها من تمرير للمخدرات والتجارة في الممنوعات مقابل إتاوات تقدم إلى المسؤولين الكبار في الدولة.

وأكد ذات المصدرأنه مع مرور السنين فقد حرقت البوليساريو كامل أوراقها ومناوراتها داخلياً وخارجياً، نتيجة للعديد من الصعوبات التي يواجهها دبلوماسيو الجبهة في الخارج، والذين يحصدون عدة انتكاسات وتراجعات مهولةً نتيجة للمقاومة القوية التي تعترضهم من قبل دبلوماسية المملكة، التي حققت عدة انتصارات على جبهة البوليساريو مما أدى بالعديد من الدول إلى سحب الاعتراف يهدا الكيان الوهمي إضافة إلى تعرية واقعه الحقيقي بعدما كان لسنوات يوهم اروبا وأمريكا بتقارير زائفة ولا أساس لها من الصحة لما تشتمله من إحصائيات ووقائع مزيفة وغير موجودة على ارض الواقع.   وفي وقت سابق صدر، عن دار النشر (كاستلفيتشي)، كتاب باللغة الإيطالية يسلط الضوء على عدم الاستقرار في الساحل بسبب وجود البوليساريو، وعلاقة هذه الأخيرة بتنظيمات إرهابية وإجرامية تنشط بالمنطقة.

ويبرز مؤلف ” الصحراء : أرض خلاء للمجموعات الإجرامية والجهاد ” والذي يقع في 183 صفحة، التوازن الهش في منطقة المغرب العربي ، والذي زاد من حدته استمرار النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية والروابط المؤكدة بين تنظيمات تنشط في الساحل والكيان الوهمي لجبهة البوليساريو.

وجاء في مقدمة هذا الكتاب ” من توسع داعش إلى دور المجموعات الإجرامية، ومن أنشطة البوليساريو إلى دعم الطوارق لحمل السلاح، أصبحت الصحراء ملتقى لتهريب الأسلحة والمخدرات والاتجار في البشر”.

والمؤلف عبارة عن تجميع لمقالات نشرت منذ 2009 في منابر دولية إقليمية وإيطالية، تبرز بالأساس التهديد الذي يشكله البوليساريو في سياق جيواستراتيجي متحول وفي منطقة وقعت فريسة لمشاكل بنيوية وعوامل لعدم الاستقرار.

وانكب المساهمون في بداية المؤلف على وصف منطقة تندوف التي تسودها الفوضى في غياب القانون والتي تأوي مخيمات الانفصاليين والجزء الجنوبي من الجزائر كأفغانستان جديد، حيث أثاروا المشاكل الأمنية الناتجة عن عدم حل النزاع المفتعل في جهة الصحراء، مشيرين في نفس الوقت إلى عمليات الاختطاف التي تعرض لها، في السنوات الأخيرة، مواطنون غربيون وإيطاليون وسط مخيمات تندوف وأنشطة التهريب بمختلف أنواعها والتي ثبت تورط البوليساريو فيها مباشرة والتي توفر دعما ماليا للانفصاليين والمجموعات الإرهابية.

وتوقف المؤلف عند السياق الجيو استراتيجي لخلق البوليساريو والذي لا زال إلى حد يومنا هذا ألعوبة بين أيدي القادة الجزائريين، كما يقدم للقراء تحليلا معمقا حول الوضع الأمني الهش في مالي وليبيا والذي زاد من تفاقمه حضور مجموعات إرهابية وإجرامية في المنطقة.

وتضمن الكتاب شهادة للمدعي العام الوطني الإيطالي المكلف بمحاربة المافيا فرانكو روبيرتي والذي يكشف حقيقة ارتباط في منطقة الساحل والصحراء، بين مجموعات الاتجار في المخدرات والجهاديين والمنظمات الإجرامية الدولية، مؤكدا تورط البوليساريو في هذه الأنشطة.

وأبرز المساهمون في هذا المؤلف الجهود التي يقوم بها المغرب من أجل الاستقرار في المنطقة والبعد الاستراتيجي لمبادرات الملك محمد السادس اتجاه البلدان الإفريقية والساحل.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *