سياحة

السياحة.. جهة سوس تتطلع إلى السوق الصيني

تحتضن جهة سوس- ماسة المنتدى الثاني للصداقة المغربية- الصينية، يحدوها الأمل في تطوير روابط التعاون والأعمال مع العملاق الآسيوي في العديد من القطاعات، التي تتوفر فيها على مزايا تنافسية ضمنها تربية الأحياء المائية، والصناعة الغذائية والمهن الجديدة للصناعة. كما تعمل أكادير وجهتها، عاصمة السياحة الشاطئية على المستوى الوطني، على الاستفادة من الطفرة التاريخية لتوافد السياح الصينيين إلى المملكة بعد إلغاء التأشيرة، في محاولة للتموقع في هذا السوق الواعد.

وقد استعرض ثلة من المهنيين وممثلي مؤسسات الجهة، خلال العديد من الورشات التي نظمت أمس الثلاثاء في إطار هذا اللقاء الذي يستمر ليومين، المؤهلات الطبيعية والثقافية والإيكولوجية التي تزخر بها الجهة، إضافة إلى البنيات التحتية المتعلقة بالإيواء والتنشيط.

كما تم إبراز المشاريع السياحية قيد الإنشاء على مستوى الجهة، وخاصة محطة خليج تغازوت، وكذا العروض الأخرى المتعلقة بمؤسسات الإيواء والجولات السياحية. ويكمن الهدف وراء ذلك في جذب التدفقات السياحية وكذا المستثمرين الصينيين للدفع بهذا القطاع الحيوي بالنسبة للاقتصاد الجهوي.

وتابع الفاعلون الصينيون الحاضرون، بهذه المناسبة، شريط فيديو باللغة الصينية يسلط الضوء على جمالية المنطقة ونقاط جاذبية الوجهة.

ومنذ 2016، يرتبط المغرب والصين بمذكرة تفاهم تهدف إلى دعم التدفقات السياحية في كلا الاتجاهين. وتروم هذه المذكرة، التي تم توقيعها تحت رئاسة الملك محمد السادس ورئيس جمهورية الصين الشعبية، شى جين بينغ، تعزيز التعاون السياحي الثنائي في مجالات الاستثمار والترويج وزيادة التدفقات السياحية.

وبالموازاة مع ذلك، تم اتخاذ قرار إلغاء التأشيرات لفائدة السياح الصينيين الذين يزورون المملكة. ومنذ ذلك الحين، انتقل عدد السياح الصينيين من 10 آلاف سائح في 2015 إلى 100 ألف سائح في 2017 مع آفاق مستقبلية واعدة.

وأبرزت مديرة المجلس الجهوي للسياحة بسوس ماسة، أسماء أوبو، أن “جهة سوس- ماسة تسعى للاستفادة من الجهود الكبرى التي تبذلها السلطات العمومية لتحفيز تدفق السياح الصينيين، والتي توجت بتزايد ملحوظ في عدد السياح الوافدين”، مشيرة إلى أن الآفاق جد واعدة في العلاقة مع الصين، التي تعتبر حاليا أول بلد مصدر للسياح وأول مدر للنفقات السياحية في العالم.

وبعدما أشارت إلى أن السائح الصيني ينجذب للجانب الثقافي أكثر من الجانب الشاطئي، أكدت أوبو على ضرورة تكثيف الجهود للنهوض أكثر بمؤهلات جهة سوس- ماسة وتنويع منتوجها الذي يضم إلى جانب الشمس والبحر، مؤهلات هامة في ما يتعلق بالطبيعة والثقافة والتراث والأنشطة الرياضية والمغامرة.

كما أشارت مديرة المجلس الجهوي للسياحة بسوس ماسة، إلى أهمية التحسين المستمر للمنتوج، لا سيما وأن الزبناء بشكل عام يبحثون اليوم عن منتوج عالي الجودة ضمن بيئة جد تنافسية.

من جهتها، قالت الخبيرة في السوق الإفريقي، جان ليو، وهي مسؤولة عن شركة أسفار صينية، إنها جاءت في زيارة لأكادير في إطار المنتدى، مع فكرة “إدراج المغرب ضمن قائمتنا لأفضل الوجهات في القارة”.

وقالت ليو عن “شنشيا غروب”، التي يوجد مقرها في جنوب إفريقيا “نحن متخصصون في قطاع السياحة الفاخرة. انشغالي الأول هو الجودة. لا أبحث فقط عن الفنادق الفاخرة، لكن أيضا عن الأنشطة المثيرة للاهتمام والثقافة المغربية”.

وبالنسبة للمغرب، يظل الهدف هو جلب أزيد من مليون سائح صيني، ومن هنا تأتي اليوم، بحسب المهنيين، أهمية مواكبة احتياجات هؤلاء الزبناء وتكييف المنتوجات وفقا لمتطلباتهم مع التغلب على مسألة غياب خطوط جوية مباشرة بين البلدين والتي لا تزال تؤثر بشكل ملحوظ على التبادلات السياحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *