ثقافة وفن

أطويف : المسرح الحساني نافذة للتعريف وإشاعة الثقافة الحسانية

يعتبر المسرح الحساني أحد النوافذ التي تساهم في إشعاع الثقافة الحسانية التي تشكل رافدا من روافد الثقافة المغربية .

واستطاعت الفرق المسرحية بالأقاليم الجنوبية، رغم حداثتها، أن تكسب جمهورا واسعا، وتحظى بتجاوب كبير، بفضل المكونات التي يتم توظيفها والاشتغال عليها في العروض المسرحية، سواء منها الارث الفني والفكري، او اللهجة الحسانية، او الفضاء.

ويرى الباحثون والمهنيون المسرحيون ان المسرح الحساني تمكن في فترة وجيزة من إشعاع التراث الحساني المادي واللامادي منه والتعريف به في مختلف الملتقيات والمهرجانات الجهوية والوطنية .

وابرز رئيس الفرقة المسرحية “بروفا ” عبد الرحمان الزاوي ان المسرح الحساني كغيره من روافد الإبداع حامل لقضايا اجتماعية وإنسانية عامة يمكن ان يتفاعل معها الإنسان داخل الوطن، كما يمكن ان يتفاعل معها أي مشاهد في أي مكان بالعالم .

واضاف ان المسرح الحساني لعب دورا كبيرا في التعريف بالحالات التي يعيشها المجتمع الصحراوي “المعروف بكونه مجتمعا بدويا”، وانتقاله اليوم الى فاعل مدني وحضري.

ومن جهته اكد رئيس جمعية “أوديسا ” عبد القادر اطويف، ان المسرح الحساني عرف “انتعاشة حقيقية” خلال السنوات الاخيرة بفضل العروض المبرمجة على مستوى الجهات الجنوبية الثلاث من طرف الفرق المسرحية والمهرجانات التي اصبحت تعرفها هذه المنطقة، مبرزا ان المسرح الحساني ساهم “الى حد ما” في الدينامية التنموية التي تعرفها المنطقة من خلال مجموعة من الفرق المسرحية كفرقة “اوديسا للفن والثقافة”، و”بروفا”، بالعيون و”الحبشي للفنون السبعة” بالسمارة، و”اولاد البلاد” ببوجدور، وانفاس بالداخلة.

وذكر ان الممارسة والاحتكاك بين المسرحيين بالاقاليم الجنوبية ونظرائهم بالاقاليم الشمالية وخاصة خريجي معهد الفن المسرحي والتنشيط الثقافي، واللقاءات المتواصلة ساهم في الرقي بالممارسة المسرحية من الهواية الى الاحتراف سواء فيما يتعلق بالاداء او الاخراج والسينوغرافيا .

وأرجع اطويف هذا التقدم الذي أصبح يعرفه المسرح الحساني الى حرص وزارة الثقافة على إشراك الثقافة الحسانية ممثلة في المسرح الحساني في النسيج الثقافي المغربي باعتباره رافدا من الروافد الثقافة المغربية ، من خلال دعم الوزارة للفرق المسرحية في اطار برامج التوطين المسرحي وبرامج الترويج والإنتاج.

وتطرق المسرحي الى مجموعة من الاكراهات التي تواجه المسرحيين بهذه الجهة، والتي تعرقل تطور هذا المجال كغياب قاعات العروض، داعيا في هذا الإطار الى الاسرع باستكمال تجهيز وتهيئة قاعة دار الثقافة بالعيون ، ومسرح الهواء الطلق بساحة ام السعد الذي يوجد في طور الانجاز.

ومن جانبه اعتبر عمر ميارة رئيس جمعية “الحبشي” للفنون السبعة ان المسرح الحساني لازال في بدايات التأسيس، موضحا ان الفرق المسرحية بالأقاليم الجنوبية تشتغل اليوم وفق مجموعة من الإمكانيات التي وفرتها وزارة الثقافة من خلال الجولات والدعم وبرنامج التوطين .

وذكر ان النصوص التي يتم الاشتغال عليها من طرف الفرق المسرحية مرتبطة تماما بالمنطقة، معتبرا أن الفرجة التي يصنعها الفاعل المسرحي الحساني هي فرجة تنتمي له، و فيها روحه وعقله وافكاره وقضاياه وخطابه الفكري والاجتماعي والسياسي وآماله وآلامه.

واشار بالمناسبة الى ان فرقة الحبشي والتي شكلت مشتلا للفرق المسرحية بالاقاليم الجنوبية من خلال تكوينها لحوالي 150 مسرحيا سواء في كتابة السناريو او الاخراج او الأداء، تشتغل سنويا على معدل ثلاث نصوص وتمكنت الفرقة، يقول، من التتويج في عدة ملتقيات جهوية ووطنية .

ونوه بالمجهودات المبذولة من طرف القيمين على القطاع الثقافة من مديرية إقليمية وجهوية للثقافة وسلطات محلية ومجالس منتخبة وحرصها وعلى مواكبة النهضة التي يعرفها المسرح الحساني بالسمارة.

وتعرف الاقاليم الجنوبية للمملكة نهضة ثقافية مسرحية بفضل العناية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للثقافة الحسانية، والتي تمت دسترتها والدعوة إلى صيانتها، والمشاريع الثقافية المبرمجة في اطار البرنامج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية .

فالى جانب مجموعة من المبادرات التي تم القيام بها والمتمثلة أساسا في تنظيم ندوات علمية وأنشطة تواصلية حول التاريخ والذاكرة والتراث الصحراوي وحفظ التراث الحساني والبحث الجامعي حول الصحراء ، تشهد هذه الأقاليم تنظيم مجموعة من المهرجانات المسرحية كمهرجان الكوميديا الحسانية بالسمارة، لجمعية الحبشي للفنون السبعة، ومسرح الشارع لفرقة أوديسا للثقافة والفن ، ومهرجان المسرح الحساني لجمعية أنفاس بالداخلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *