جهويات

حجي : إشراك الفاعل المحلي ضرورة لبلورة مشاريع التنمية الترابية للأطلس الكبير

انطلقت اليوم ،الاربعاء، في أكادير اشغال الورشة الجهوية المخصصة للتداول التشاركي حول بلورة مشاريع تنموية تصب في إطار برنامج التنمية المستدامة للأطلس الكبير الغربي ، وذلك بمشاركة نخبة من الخبراء والأخصائيين ، وممثلين عن عدد من المصالح الخارجية ، ورؤساء الجماعات الترابية ، وبعض منظمات المجتمع المدني.

وأوضح والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان، أحمد حجي، في كلمة افتتح بها اشغال هذا اللقاء التشاوري ، أن الارتقاء بالتنمية الترابية للأطلس الكبير مر بعدة مراحل قبل أن يصل إلى محطة اليوم ، التي تعد الرابعة في هذا المسلسل، مُسجلا أهمية إشراك الفاعلين المحليين في هذه الورشة قصد بلورة رؤية متكاملة ومنسجمة حول سبل تنزيل تنمية مستدامة للمجال الترابي للأطلس الكبير.

ومن جهته ، استعرض عامل إقليم تارودانت، الحسين امزال، في كلمة مماثلة عددا من المشاريع التنموية التي تم إطلاقها في الجماعات الترابية التابعة للإقليم والمتواجدة بالأطلس الكبير، وذلك في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، داعيا إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار لهذه المشاريع عند بلورة البرنامج النهائي الخاص بتنمية هذا المجال الجبلي ، وذلك حتى يتأتى ضمان الالتقائية وتحقيق تنمية مندمجة تساعد على تحسين مؤشر التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه المنطقة.

أما لطيفة نحناحي ، مديرة إعداد التراب الوطني بوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة ، فأبرزت في كلمتها أهمية تنظيم هذه الورشة في التوصل إلى صياغة مشاريع تنموية ملائمة وناجعة يساهم في بلورتها مختلف الفاعلين والمتدخلين المحليين ، مذكرة في هذا السياق بالمرجعيات التي تتأسس عليها التنمية الجبلية ، والتي أكدت أنها تندرج في صلب السياسة الوطنية لإعداد التراب الوطني.

واعتبارا للدور الذي يقوم به المجال الجبلي في التنمية السوسيو اقتصادية حيث يشكل إحدى الركائز التي تقوم عليها التنمية المحلية التي من شأنها دعم القدرة التنافسية على المستويين الجهوي والوطني ، عهدت وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة إلى مكتب متخصص بإنجاز دراسة حول التنمية الترابية المستدامة للأطلس الكبير، وذلك من اجل بلورة إطار مرجعي يمكن من تنسيق تدخلات مختلف الفاعلين وفق رؤية منسجمة ومتقاسمة.

وتشمل هذه الدراسة على مستوى جهة سوس ماسة 35 جماعة ترابية ، منها 26 جماعة بإقليم تارودانت ، و9 جماعات بعمالة أكادير إداوتنان، تغطي مساحة تصل حوالي 28ر8 في المائة من مجموع مساحة الأطلس الكبير ، حيث تختزن مؤهلات وموارد غابوية ورعوية تلعب دورا هاما في حياة الساكنة المحلية وكذا في تنمية الاقتصاد الوطني ، إلى جانب توفرها على موروث ثقافي غني ، فضلا عن المهارات والتقنيات التقليدية المرتبطة بتدبير الموارد الطبيعية وطرق استغلالها.

وقد أفضت الدراسة التي أنجزت على مراحل حول هذه الجماعات المنتمية للأطلس الكبير بجهة سوس ماسة إلى تقسيم هذا النطاق الترابي إلى مجالين للمشاريع يشكل كل واحد منها إطارا مرجعيا لتنسيق تدخلات مختلف الفاعلين وفق مقاربة تشاركية ، وهما “مجال الأركان الجبلي “، و “مجال أعالي جبال الأطلس الكبير الغربي” .

ومن المنتظر أن تشكل الورشة التشاورية التي انطلقت اليوم في أكادير فرصة لإغناء وتنقيح التصور الأولي الذي اعده مكتب الدراسات ، وذلك سعيا وراء تحديد الإجراءات التي يجب اتخاذها لضمان حماية الموارد وإدماج كتلة الأطلس الكبير في اقتصاد متقدم ، ومده بالبنيات التحتية والتجهيزات الضرورية للرفع من تنافسيته الترابية ، واقتراح التدابير المؤسساتية والمالية والتنظيمية لتنفيذ الاستراتيجية المقترحة لتنميته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *