المشهد الأول

هل ما نأكله طيلة السنة جله فاسد؟

تباعا تأتي الأرقام صادمة خلال شهر رمضان الأبرك بخصوص كميات المواد الغذائية الفاسدة التي استطاعات لجان المراقبة المختصة الوصول إليها في كافة الأسواق المغربية، وتتبارى جل المصالح المكلفة بمراقبة المواد الغذائية المغشوشة والفاسدة في تقديم أرقام صيدها، وهي أطنان كثيرة من الأغذية غير الصالحة كانت ستذهب إلى بطون المغاربة.

يحدث هذا خلال شهر رمضان بدرجة أكبر، حيث تشتغل لجان المراقبة بطريقة صارمة، إذ تتحدث بلاغات هذه اللجان عن كون الغش طال جل المواد الاستهلاكية، وخصوصا المواد الغذائية الأكثر استهلاكا، وتتنوع هذه المواد بين الألبان والتمور واللحوم والسمك والحلويات والدقيق والقمح وغيره، إذ أن غالب قوت المغاربة أصبح يطاله الفساد والغش بطرق مباشرة أو تدليسية تنم عن استهتار جلي بالصحة العامة.

نعم، تتحرك هذه اللجان خلال الشهر الفضيل لتقدم لنا إحصائيات تكشف أن محتويات الأسواق تضم مواد غذائية أساسية يمكن أن تشكل خطرا كبيرا على صحة المواطنين.

لكن التساؤل الذي يبقى مطروحا، هل الغش في المواد الغذائية أمر موسمي مرتبط بالشهر الفضيل، ولماذا تبقى مصالح لجان المراقبة في سبات سنوي إلى أن يحل شهر رمضان، فالغش في المواد الغذائية المؤدي إلى التسمم إشكالية مزمنة تتحدث عنها طيلة السنة إحصائيات المستعجلات بالمستشفيات العمومية والخاصة، إلى درجة أن الغشاشين وبائعي المواد الغذائية الفاسدة أصبحوا لايكترثون برقابة اللجان المختصة لأنها لاتتحرك إلا لماما، تاركة بذلك المواطن فريسة سهلة لمنعدمي الضمير  من باعة السموم بكل أنواعها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *