مجتمع

ميناء طنجة..شهود:عودة مغاربة العالم عبر البواخر أقرب ما تكون بنقل “البهائم”

ظروف نقل المغاربة العائدين إلى بلدان عملهم لا تشرف في ميناء طنجة المتوسطي. لا تشرف الميناء ولا تشرف المغاربة المقيمين بالخارج. تكدس لا مثيل له، علق عليه أحد المسافرين بأنه ذكره بما كان يراه في الأشرطة السينمائية حول الهجرة في أربعينيات القرن الماضي.
انتظار وصل إلى ست ساعات بالتمام والكمال، دون اعتذار ودون اهتمام بالمرضى والأطفال والمسنين. وبعد تلك الساعات تلتحق الأفواج بالباخرة، ثم يبدأ شوط جديد من الانتظار دون مبرر، الكراسي غير كافية والأطفال والنساء مرميون فوق الأرض، لا كراسي ولا خدمات؛ ابتزاز في مقصفين يبيعان بعض المشروبات وشيء من البطاطس المعلبة بأثمنة لا تطاق. أغلى من كل البواخر، وأردأ مما يمكن للمرء أن يتصوره في آخر مكان قذر.

ما الصورة التي سوف ترتسم في مخيلة الأطفال المغاربة الذين يغادرون الوطن في مثل هذه الصورة؟ كيف سيرتسم حب الوطن وتعلقهم به إذا هزمتنا المقارنات بين الضفاف؟ ومن يحاسب من؟ من رخص لهذه البواخر الضخمة التي قد يرفض السردين ركوبها؟ من يدك الأحلام ويجهض الطريق إلى عشق الوطن والحنين إلى العودة إليه. ميناء طنجة المتوسطي محط اعتزاز فلماذا تبرع الرداءة في دك كل إشراقات الوطن. عيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *