ثقافة وفن

مهرجان “أماناي” للمسرح..دور السينوغرافيا هام في صناعة الفرجة

أكد المشاركون في ندوة نظمت، اليوم الخميس بورزازات، في إطار الدورة ال11 لمهرجان “أماناي” الدولي للمسرح (من 27 إلى 31 مارس الجاري)، أن السينوغرافيا تطورت عبر الزمن وأصبح لها دور هام في صناعة الفرجة المسرحية.

وأبرز المتدخلون في هذه الندوة، التي ناقشت موضوع “رهانات وجماليات الفرجة المسرحية الجديدة”، ضمن فعاليات المهرجان، الذي تنظمه جمعية فوانيس ورزازات، أن السينوغرافيا تحمل تصورا خاصا بالأداء المسرحي، وتساهم بتنسيق مع المجالات الأخرى في إكمال عمل الممثلين والمخرج.

واعتبروا أنه رغم تعاظم دور السينوغرافيا في العمل المسرحي، فإنها لا تلغي دور المخرج الذي يتوفر على منظور شمولي للفرجة ويتحكم في التنسيق بين مكوناتها.

وفي هذا الصدد، أكدت بشرى سعيدي، أستاذة بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية والمتخصصة في مجال المسرح والفرجات، أن السينوغرافيا المسرحية عرفت تطورات عديدة منذ أن ظهرت لدى اليونان.

واعتبرت الأستاذة سعيدي أن التطور حصل مع العصور المتعاقبة وظهرت تعبيرات جديدة وأشكال وآليات أخرى للسينوغرافيا، معتبرة أنها “فن التنسيق والتشكيل والتصميم” الذي يمكن أن يعتمد على عدة فنون مثل الموسيقى والرقص، وكذا بعض الحرف المتداولة.

وأشارت إلى بعض الاجتهادات الدولية التي ظهرت في عصر النهضة في مجال السينوغرافيا، وكذا تطورها في العصر الحديث، حيث اتسمت باتباع واقعية النص، مبرزة ظهور تخصصات في تصميم الديكور والملابس، مما جعل السينوغرافيا تكتسي مفهوما جديدا في عملها.

من جهته، أكد محمد جلال أعراب، الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الانسانية ابن زهر، إلى بعض خصائص السينوغرافيا التي قال إنه أصبح يطلق عليها “التنصيبات الركحية”.

وأبرز جلال أعراب، وهو أيضا مخرج مسرحي ومؤطر ورشات مسرحية، أن السينوغرافيا تأثرت بظهور أشكال جديدة أدخلت على المسرح، مما أنتج أشكالا مغايرة وتجريدية.

من جانبه، أكد عبد المجيد الهوس، أستاذ السينوغرافيا بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، أن السينوغرافيا لا تحظى بنفس اهتمام الإخراج والتأليف المسرحي، ومفهومها يعمه كثير من اللبس، داعيا إلى العودة إلى أصول المصطلح والتعريفات المقدمة حوله والتي لا تتضح سوى مع ما تحيل إليه من فرجة.

وأوضح الأستاذ الهوس أن السينوغرافيا تشتغل، على الخصوص، على الأبعاد والتشكيل والصوت والصورة والفيديو والتجلي والاحتفاء بالجسد.

وأكدت ورقة الندوة أن السينوغرافيا عرفت، باعتبارها فنا لتنظيم وتأثيث الفضاء المسرحي، تحولات كبيرة طالت مفهومها وموقعها في صناعة الفرجة المسرحية، وعلاقتها بالتقنيات الرقمية الجديدة وأثرها على شروط إنتاج المسرح وتلقيه.

وأضافت أن المسرح المغربي يعكس من خلال العديد من تجاربه الجديدة الوعي الجديد بأهمية السينوغرافيا، وبدورها في تحقيق الرهان الجمالي للعرض المسرحي، لاسيما أن المشهد المسرحي المغربي عرف ظهور جيل من السينوغرافيين الشباب تلقوا تكوينا تخصصيا في هذا المجال.

ويتضمن برنامج المهرجان أيضا عقد جلسات تقييمية ونقدية بعنوان “الرؤى الفنية للعروض المسرحية.. سبل أخرى للنقاش والتطوير”، تسعى إلى مقاربة العروض المسرحية المشاركة من وجهة نظر فنية.

وتقترح الدورة ال11 لمهرجان “أماناي” الدولي للمسرح بورزازات، مجموعة من الفقرات الفنية والتكوينية المتنوعة، بتقديم عروض مسرحية شرفية، وفرجات فنية تتنوع بين التراث والتشكيل والرسم السريع والموسيقى والكوميديا والحلقة والتماثيل الحية، إضافة إلى معرض المكياج.

كما تنظم ورشات تكوينية تروم إغناء الرصيد المعرفي للشباب، وتنظيم رواق للفن التشكيلي للفنان محمد ملال، وعرض في الماكياج الفني للفنانة ايمان مطيع، وعرض للتماثيل الحية للفنان ياسين مختوم، وإقامة معرض للكتاب المسرحي، يضم منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة، وإصدارات الباحثين الحاضرين في الدورة، وكذا توقيع مجموعة من الإصدارات المسرحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *