مجتمع

كلميم .. حفر الآبار بالضيعات الكبرى يهدد الفرشة المائية في تغجيجت

أسالت الخصائص الطبيعية والمناخية لجماعة تغجيجت لعاب استثمارية فلاحية ، فتحوّلت آلاف الهكتارات العارية إلى ضيعات فلاحية، كما كان لهذا النشاط أثره العميق على الفرشة المائية، وعلى الفلاحين الصّغار الذين تعوزهم الإمكانيات لمسايرة نظرائهم “الكبار” في الحصول على الموارد المائية والمالية الكفيلة بضمان استمرارية نشاطهم الزراعي.
ويعتمد مالكو الضيعات الفلاحية الكبرى على عنصر الماء بشكل أساسي، مما يدفعهم إلى مواجهة الطلب على هذا العنصر بإنشاء أحواض مائية، عبارة عن خزانات كبيرة، والانخراط في عمليات حفر الثقب الاستكشافية والآبار لتغذية تلك الأحواض، وهي الوضعية التي دفع ثمنها الخزان المائي الجوفي، بتعريضه باستمرار للضغط والاستغلال المفرطين، في مقابل تذبذب تجدد موارده المائية، نظرا إلى قلة التساقطات، مما يُهدّد تلك المناطق وسكانها بأزمة ندرة المياه، التي ستُفضي لا محالة إلى تزايد الطلب على الماء في مجال الفلاحة أو الماء الشروب، بفعل تنامي الكثافة السكانية وظاهرة تزايد الرقع الجغرافية للمدن وهوامشها، وبالتالي خلخلة النظام المائي المحلي.
المجلس الجماعي لتغجيجت، نبّه وكالة الحوض المائية لدرعة وادنون، إلى الانعكاسات السلبية لتراخيص تهم المنطقة الفلاحية “أماوون”، والرامية إلى حفر أبار يصل عمقها إلى 120 متر بحثا عن المياه الجوفية، واعتبر ذلك تهديدا للفرشة المائية ولعملية سقي البساتين بل و تهديدا صريحا لمستقبل الواحة ككل، ملتمسا تقنين منح رخص حفر الآبار ومراعاة هذه الإكراهات”، وفق مراسلة حصلت “مشاهد” على نسخة منها.
وغير بعيد عن “أماوون”، تشكو الفرشة المائية بدوار تينزرت، معاناة مع جفاف منابع المياه، بفعل صرف النظر من طرف الجهات المعنية عن ضيعات فلاحية بمناطق أكجكال، أسيل واداي.. في ظل غياب المراقبة الصارمة للاستغلال المفرط والعشوائي لمياه لمياه السقي.
استحواذ الضيعات الكبرى على مياه السقي عمّق أزمة الفلاحين الصغار، هُم المثقلين بأعباء الديون ومصاريف تسيير ضيعاتهم وغلاء المواد المستعملة في معالجة المنتوجات الفلاحية ومشاكل التسويق؛ حيث إن أغلبهم يعتمد على الوسائل التقليدية في الري، مما يهدد بتحويل المنطقة إلى بؤر منكوبة يتهدّد العطش ساكنتها، لاسيما في ظل التغيرات المناخية الحالية المتسمة بالشح المطري والتهديدات البيئية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *