جهويات

أكدز:استنكار لهدم السلطات لأول مدرسة شيدت في المنطقة  

في خطوة مفاجئة للرأي العام المحلي،أقدمت السلطات المحلية بباشوية أكدز إقليم زاكورة على هدم أقدم مدرسة ابتدائية في المنطقة، والتي يعود تاريخ تشييدها إلى بداية الخمسينات من القرن الماضي خلال فترة الاحتلال الفرنسي للمغرب.

والمدرسة هي عبارة عن حجرتين دراسيتين ومرافق صحية شيدت بالمواد المحلية من التراب وسقفت من أعمدة الخشب والقصب، وتوجد خلف “دوار المخزن” بجوار البناية القديمة لمركز القاضي المقيم ومنشآت وبنايات شُيدت كلها خلال فترة الحماية الفرنسية.

وكانت المدرسة المذكورة النواة الأولى للتعليم العمومي العصري، وتعرف لدى الساكنة بمدرسة “داو البيرو” بمعنى أسفل الجبل الذي شيد عليه مقر قيادة أكدز ، واشتغل فيها مدرسون فرنسيون وفقهاء أئمة المساجد من المنطقة الذين قررت الدولة إدماج بعضهم لاحقا في قطاع التعليم، وكانت وضعيتها منذ سنوات متدهورة وظلت لفترة طويلة آيلة للسقوط بدون سقف بعد إزالة وسرقة نوافذها وأبوابها.

وفي اتصال ل”مشاهد” عبر بعض قدماء التلاميذ، الذين تلقوا دراستهم في المؤسسة في سنوات الخمسينات والستينات، عن استنكارهم واستيائهم من تنفيذ السلطات لقرار الهدم في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع مبادرة لإصلاحها كتراث معماري وذاكرة تربوية، وتوظيفها كمرفق ثقافي أو ترفيهي لرجال التعليم في المنطقة.

وسبق لأحمد موساس،أستاذ متقاعد،من قدماء تلاميذ المؤسسة ،أن نشر منذ سنوات مقالا في إحدى الجرائد الوطنية بعنوان”معلمة تربوية تستغيث فهل من منقد؟” ونبه الأستاذ موساس من “أن هذه المعلمة التاريخية العلمية  دخلت طور النسيان،وبذلك ستُمحى من الذاكرة إن لم يتدخل المسئولون عن التربية والتعليم لإنقاذها بعدما أصبحت مهددة بالانهيار إثر تلاشي جدرانها بسبب الإهمال” وناشد موساس الجهات المسئولة في مقاله “العناية بهذه المعلمة التربوية التاريخية إنصافا للذاكرة واحتراما للعلم ،وتحويلها إلى متحف تعليمي وناد  للأساتذة في المنطقة”

وأفاد أحد قدماء تلاميذ المؤسسة رفض الكشف عن هويته ،أن أحد رجال السلطة خلال سنوات الثمانينات والتسعينات قام بتحويل قاعات المؤسسة إلى مخزن لأعلاف ماشيته مما أثار استياء وغضب رجال التعليم،وراسل النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بورزازات عامل الإقليم (قبل إحداث إقليم زاكورة) ليتم إخلاءها من الأعلاف، وظلت مهجورة عرضة للإهمال إلى أن نفذت السلطات في الأسابيع الأخيرة قرار الهدم،كما حذر قدماء التلاميذ أن يكون قرار الهدم تمهيدا لتفويت البقعة الأرضية والسطو عليها من طرف لوبيات العقار في المنطقة.

ومن جهة أخرى أفادت مصادر مقربة من السلطات المحلية لباشوية أكدز،أن هذه الأخيرة نفذت قرار الهدم بعد اتخاذ كافة الإجراءات الإدارية والقانونية الضرورية،وذلك بعدما أصبحت البناية آيلة للسقوط تهدد حياة الأطفال الذين يقصدونها للعب و تسلق جدرانها،كما اتخذها  بعض المنحرفين ملجأ لهم لتعاطي المخدرات. ونفى نفس المصدر أي علم له بتفويت البقعة الأرضية للمضاربين في قطاع العقار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *