جهويات

الداخلة.. نفحات رمضان تذكي أجواء العبادة داخل مساجد المدينة

يحل شهر رمضان المبارك بالداخلة، حاضرة إقليم وادي الذهب، بنفحات دينية عطرة تذكي أجواء العبادة داخل مساجد المدينة.

ومع قدوم الشهر الأبرك، يتزايد الإقبال على مساجد المدينة لأداء الصلوات، وخاصة التراويح التهجد، وقراءة القرآن الكريم والاستماع إلى دروس الوعظ والإرشاد، وذلك في أجواء روحانية تغمرها السكينة والخشوع.

ففي كل ليلة من ليالي الشهر الكريم، ترتفع الأصوات الجميلة بقراءة القرآن الكريم في أنحاء الداخلة، ما يضفي أجواء روحانية عظيمة على مساجد المدينة، التي يقصدها الجميع، كبارا وصغارا، طلبا للثواب والمغفرة والأجر العظيم.

وهكذا، تستقطب مساجد الداخلة المصلين أكثر من أي شهر آخر خلال العام، حيث تشكل الفضاء الجماعي المفضل لساكنة المدينة طيلة شهر رمضان المبارك، مما يبرز الأهمية التي يحظى بها هذا الشهر الذي نزل فيه القرآن الكريم.

وهذا ما أكده المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية بجهة الداخلة – وادي الذهب، عبد القادر العليوي، بقوله إن مساجد الداخلة تشهد، خلال شهر رمضان، طفرة نوعية من حيث توافد المصلين من جميع الفئات والأعمار، لاسيما مع توفر معظمها على قراء شباب من ذوي الأصوات الجميلة التي تعطر فضاءات العبادة في كل ليلة من ليالي الشهر المبارك.

وأضاف العليوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية تعمل على مواكبة هذه الحركية، عبر توعية الناس بأهمية شهر رمضان ومزاياه، والحرص على ضبط الشعائر وتفسيرها، بتنسيق مع المجالس العلمية المحلية والسلطات المعنية، حتى يمر هذا الشهر الفضيل على نحو جيد.

وفي هذا الإطار، أكد العليوي أن المندوبية الجهوية تقوم، بمعية المجالس العلمية المحلية، بتنسيق قبلي لهذا الشهر الفضيل من خلال إشرافها على عمليات تنظيف وتجهيز المساجد، وبرمجة الدروس الدينية، وتنظيم عمليات البر والإحسان والإفطار وغيرها.

وأبرز المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية أن الأنشطة الدينية الخاصة بشهر رمضان يتم إعدادها وتنظيمها بدعم من عدة شركاء، مثل مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين، والمجالس العلمية المحلية ومجلس جهة الداخلة – وادي الذهب والجماعة الترابية للداخلة.

وأوضح أن مجالات التعاون بين المندوبية وكافة المتدخلين، خلال هذا الشهر الفضيل، تشمل كل ما يتعلق بالمجالس القرآنية الرمضانية، والأنشطة الخاصة بمسابقات تحفيظ القرآن الكريم وتجويده وترتيله، وكذا السيرة النبوية والمتن المتعلقة بالناشئة.

وأشار المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية إلى أن المساجد بمدينة الداخلة تعرف كل أسبوع محطات إقصائية في حفظ وتجويد القرآن الكريم، ستختم بـ “ليلة القرآن” عند متم هذا الشهر الفضيل.

وبالنسبة لأماكن إقامة الشعائر الدينية، أشار العليوي إلى أن عدد المساجد بإقليم وادي الذهب انتقل من ثلاثة مساجد فقط عند استرجاع الإقليم إلى حظيرة الوطن الأم إلى 27 مسجدا حاليا، مؤكدا أن المندوبية تشتغل على مساجد أخرى سواء تلك التي في طور الهدم وإعادة البناء أو تلك التي تخضع للترميم. مع الإشارة إلى أن إقليم أوسرد يتوفر على أربعة مساجد وقاعة واحدة للصلاة.

وأكد أن جهودا كبيرة بذلت من أجل العناية بفئة النساء، من حيث دعم أنشطة تحفيظ القرآن الكريم التي تضطلع بها الجمعيات والمحفظات التابعات للمجالس العلمية المحلية، لافتا إلى أن هناك برنامجا دقيقا تتولى الإشراف عليه ثلاث مرشدات تم تعيينهن بالجهة من طرف الوزارة الوصية، لمراقبة نشاط هذه الخلايا النسوية في مجالات الوعظ والإرشاد أو التحفيظ.

وبالنسبة للناشئة، أشار المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية إلى وجود أعداد مهمة من الكتاتيب القرآنية الموزعة على تراب إقليم وادي الذهب، مضيفا أن فئة الأطفال واليافعين التي تواظب على التعلم في مختلف الكتاتيب بالجهة تتراوح ما بين 450 و500 طفل.

من جهة أخرى، تشكل المساجد بمدينة الداخلة فضاء لإقامة عدد من الأنشطة الدينية والاجتماعية، التي تتم برمجتها من قبل المجالس العلمية المحلية خلال شهر رمضان المعظم، وذلك بتنسيق مع متدخلين آخرين.

وفي هذا الصدد، قال رئيس المجلس العلمي المحلي لوادي الذهب، محمد سالم الجيلاني، “إن شهر رمضان هو كالضيف المبارك الذي ينبغي على المسلمين أن يكرموا ضيافته بإحياء لياليه، من خلال قراءة القرآن الكريم وصلاة التراويح وصوم يومه وصونه من المخالفات”.

وأبرز الجيلاني أن المجلس العلمي المحلي يواكب شهر رمضان الأبرك لعام 1440 ببرنامج محكم يشمل تنظيم ندوات ومحاضرات ومسابقات وأعمال اجتماعية وتضامنية.

وأوضح، في هذا الإطار، أنه تم تخصيص الأسبوع الأخير من شعبان للحديث عن استقبال الشهر الفضيل، كما تم تسطير ندوات تهم مجال الصحة في رمضان، وتنظيم محاضرات حول فضل العشر الأواخر والدروس المستفادة من رمضان.

وأضاف أن المسابقات التي يتم تنظيمها بمختلف مساجد المدينة خلال هذا الشهر الأبرك تشمل مسابقات في حفظ وتجويد القرآن الكريم للرجال والنساء، ومسابقات في حفظ كتاب “الموطأ” و”متن ابن عاشر”، بالإضافة إلى مسابقات في حفظ القرآن الكريم خاصة بالجاليات الإفريقية (دول جنوب الصحراء).

وأشار الجيلاني إلى أن برنامج المجلس العلمي المحلي يتضمن إحياء “ليلة القرآن” التي ستكون بمثابة ليلة ختامية لكل الأنشطة الدينية التي سيتم تنظيمها في إقليم وادي الذهب خلال شهر رمضان المبارك.

وتظل “بيوت الله” الملاذ الأول لساكنة الداخلة من أجل التقرب إلى رب العالمين في شهر رمضان المبارك والاغتراف من ينابيع الدين الإسلامي الحنيف، مما يعكس بجلاء الاهتمام الذي يتم تخصيصه لهذه الفضاءات التعبدية خلال هذا الشهر العظيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *